قم بتعتيق ويسكي لثمانية عشر عامًا ثم أضف القليل من الماء للكوب الخاص بك، ستجد أن وجهك بدأ يشعر بطعم الويسكي الرائع.

إذا  كنت من محترفي الويسكي (أو ويسكيي باللهجة الإيرليندية)، فستعلم حتمًا أن إضافة القليل من الماء أو مكعبات من الثلج إلى الشراب الخاص بك سيقوم في الحقيقة بتقوية مذاقه الطبيعي وزيادته وجعله أجمل.

لماذا يصبح مذاق الويسكي أفضل مع الماء وبعد التعتيق؟

ولكن الأجمل أن الكيمياء أعطت تفسيرًا لذلك أيضًا، ولذلك قام اثنين من العلماء من مركز كيمياء المواد الحيوية في جامعة ”لينيوس“ بالسويد بإجراء الاختبارات على التركيبة الجزيئية للويسكي مع إضافة الماء له وذلك بمحاكاه الكمبيوتر في وجود الغاياكول (المسؤول عن الرائحة النفاذة المميزة للويسكي ومذاقه القويّ)، ويفسر ذلك بأن جزيئات الـ”غاياكول“ تكون متصلة بجزيئات الكحول، مما يعني أنه في حالة الويسكي الخالي من الماء نكهة الغاياكول تتوزع  بشكلٍ متساوٍ في الكوب الخاص بك.

وبما أنَّ الكحول متصل بالغاياكول، فإنه عند إضافة بعض مكعبات الثلج التي تذوب لتصبح ماء إلى مشروب الويسكي فإن الكحول فيه يرتفع إلى أعلى الكوب مع جزيئات الغاياكول، وعندما تتركز تلك الجزيئات على السطح فتأكد أن نكهة ومذاق الويسكي في هذا التوقيت هما الأفضل على الإطلاق.

الويسكي في الأساس مهروس حبوب مخمرة و الكحول فيه بنسبة 70% و يتم تخزينه في براميل خشبية حتى يتم تعتيقه وتجفيفه، وبما أننا نملك العديد من المتغيرات كالحبوب المستخدمة، وجودتها، والمياه المستخدمة، ووقت التعتيق، وحتى البراميل الخشبية وهل سُبق أن استُخدمت من قبل أو لا، فإننا نملك العديد من المتغيرات في الطعم و النكهة للويسكي والذي يمكن أن يكون موضوعًا شيقًا تتحدث فيه مع بعض الأصدقاء لساعات.

وإذا كان كل ذلك غير مثيرٍ لك لتلعب بالنكهات فبإمكانك تغيير لمحات من المذاق عن طريق اللعب في درجة الحرارة، إضافةً إلى بعضٍ من مكعبات الثلج أو حتى عمل خليطٍ من الويسكي ومشروبٍ آخر رخيص كالكولا أو مشروبات الطاقة.

لماذا يُحدث مكعب أو اثنين من الماء فرقًا؟ هناك العديد من الآراء حول ذلك بما أن هناك العديد من أنواع الويسكي أيضًا سوف يخبرك البعض أن الماء يعمل كمخفف، مما يخدع الطعم الساحق للكحول وسوف يستشهد آخرون على قدرة المياه على حل مركباتٍ معينة، أو تشجيع الأحماض الدهنية لتشكيل فقاعات صغيرة أيضًا من النكهات لتكون منفصلة.

و لكن الآن بعد بحث ورن كارلسون وران فريدمان أصبحنا نملك إجابةً تدعمها البحوث، واستُبعد أيُّ شيءٍ يتعلق بالأحماض الدهنية أو تخفيف الحرق، وبغض النظر عن أغلبية المركبات العضوية المعقدة، جعل هؤلاء العلماء الموضوع بسيطًا من خلال التركيز على الجزء الأكبر من الخليط، والمياه، والإيثانول، والغاياكول.

الغواياكول هو طعم ويسكي جيد، إنه هدية اسكتلندا للعالم ويصبح أفضل مع رؤية الدخان من الخشب وهو خافت في نسيم الصيف، وكذلك يكون الهمس لطيفًا من الفانيليا، كما أن الأبحاث أثبتت أن قبلة الجميلات من الحمضيات، وتنفس الصعداء لا يمكن أن يحدث إلا من القهوة المحمصة الطازجة.

(آسف، أعتقد أن مفعول الويسكي بدأ عليّ وسأذهب بعيدًا قليلًا!!!).


  • ترجمة : عمرو سيف
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • المصدر