يمكننا رؤية كم أن الكاميرات الرقمية شيء عظيم مقارنة بالكاميرات السينمائية القديمة؛ ويعود الفضل في ذلك للمستشعرات المتطورة الرائعة، وربما يظن الجميع أن الكاميرات الرقمية تحقق نسب مبيعات صاروخية كنتيجة ولكن هذا ليس صحيحًا، فخلال السنوات الماضية شهدت المبيعات انخفاضًا مزدوجًا لأرقام المبيعات قابله ارتفاع مزدوج بالنسبة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية (أكثر من مليار جهاز سنويًا). إذا تفحصت موقع مشاركة صور مشهور مثل (Flicker) ستجد أن الكاميرات الأكثر شعبية هي في الحقيقة هواتف، في إحصائية في حزيران الماضي كانت الكاميرات الأكثر شعبية على (Flicker) تتضمن أربعة أنواع (iPhone) بالإضافة إلى (Samsung Galaxy) وكلها هواتف محمولة، هل هنالك ضرورة لاقتناء كاميرا رقمية بعد الآن أو أنك تستطيع فعل كل شيء باستخدام هاتف مزود بكاميرا؟

المستشعرات والشاشات:

إذا عدنا إلى الوراء عقدًا من الزمان سنجد أنه لا يمكننا المقارنة بين الكاميرات الخشنة والكبيرة للهواتف الخلوية والكاميرات الرقمية حتى ذات الجودة المتوسطة في الفترة التي ستجد فيها تصاعدًا مستمرًا في أعداد الميجابيكسل (megapixels) -وهي وحدة دقة رسمية تعادل 1,048,576 بيكسل- وكانت الهواتف المحمولة أفضل قليلًا في التقاط الصور الثابتة مما تفعله كاميرات الويب الأساسية (1 ميجابيكسل أو أقل كان شائعًا في تلك الفترة)، الآن وبعد أن تغير كل شيء فإن كاميرات (Canon) سواء (Ixus) أو (Powershot) أصبح تصنيفها(7.1) ميجابيكسل وهي جيدة بشكل كامل لأي شيء من الممكن القيام به، في حين تأتي كاميرا هواتف (LG) الجديدة بـ (13) ميجابيكسل ما يجعلها تبدو نظريًا أفضل بمرتين على الأقل.

ولكن الميجابيكسل في الحقيقة هو حيلة تسويق مضللة وما يهم فعلًا هو حجم وجودة المستشعر لأنه وبشكل عام كلما كان المستشعر أكبر كانت الصورة أفضل، وبمقارنة البيانات التقنية الخام: (Canon Ixus) تحتوي على (1/2.5″ CCD) وجهاز (LG) يحتوي على (1/3.06″ CMOS) والذي يعتبر نوعًا أحدث ولكن ما الذي تعنيه هذه الأرقام؟ تستند قياسات المستشعر على رياضيات مربكة لن نستطيع شرحها هنا، فلتكن على ثقة أن كلا النوعين لديه مستشعر صغير (حوالي نصف حجم ظفر الخنصر، أقل من 5 ميليمتر في كل اتجاه) على الرغم من أن المستشعر في (Canon) أكبر بشكل ملحوظ، وعلى الرغم من أنّ (Ixus) أقدم بـ8 سنوات من أجهزة (LG) الجوالة وبنصف عدد الميجابيكسل؛ فهي تمتلك مستشعرًا أكبر ويتفوق على مستشعر (LG) خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة.

وتتفوق (Canon) أيضًا بامتلاكها عدسات تلسكوبية (من الناحية الفنية تصنّف 5.8-17.4 مليمتر، وهو ما يعادل 35-105 مليمتر) والتي يمكن أن تلتقط كل شيء من المناظر الطبيعية ذات الأفق اللامتناهي إلى اللقطات القريبة جدًا للعناكب مثلًا، ولكن لمعرفة جودة الصورة علينا أن نضعها على جهاز الكمبيوتر أو اللابتوب لأن كاميرا (Canon) فيها شاشة LCD صغيرة (6 سنتيمتر أو 2.5 إنش) في حين أن شاشة LG أفضل بمرتين من ناحية القطر (14 سنتيمتر – 5.5 إنش) حيث تقدّر (Canon) أن شاشة (Ixus) لديها 230.000 بكسل، تفتخر LG برباعية HD (2560 × 1440 بكسل) أي أكثر بحوالي 16 مرة، ربما لن نتمكن من التقاط صور أفضل بواسطة LG ولكن على الأقل يمكنني تقييم وتقدير جودة الصور مباشرة كما لو أنني أستعمل شاشة HD.

لو وضعنا في الاعتبار أن (Canon) تعتبر دمجًا بين تركيز والتقاط الصورة فهذه ليست مقارنة عادلة بين ما يمكن فعله بكاميرا رقمية ممتازة وهاتف ذكي ممتاز، فجهاز LG من أفضل الهواتف الذكية في حين أن كاميرا (Canon) ليست قريبة حتى من أفضل الكاميرات الرقمية.

وسائل التواصل الاجتماعي:

وبطبيعة الحال فإن كاميرات الهواتف الذكية تنتمي لقسم الهواتف الذكية فهي أجهزة كمبيوتر تحمل في الجيب ودائمًا ما تكون متصلة بالإنترنت، لذلك أنت لست فقط أكثر جاهزية لالتقاط الصور (لأنك دائما تحمل كاميرا) بل بإمكانك أيضًا تحميل هذه الصور على إنستغرام وفيس بوك وتويتر وهذا هو السبب الحقيقي وراء تفوق الهواتف الذكية على الكاميرات الرقمية.

إضافات الهواتف الذكية:

والآن أصبح أمرًا بديهيًا أن الصور التي التقطت بكاميرا (Canon) ممتازة أو (Nikon DSLR) ستكون أفضل من صور أفضل الهواتف الذكية، ولكن هذه المقارنة ليست المثل بالمثل ففي كثير من الأحيان نقارن صور هاوية جيدة التقطت بهواتف جوالة بصور مهنية احترافية التقطت بواسطة كاميرا رقمية فهل هي الكاميرا أم المصوّر؟ أحيانًا يكون من الصعب فصل الأمرين عن بعضهما.

مكن للمحترفين الوصول إلى مراحل رائعة باستعمال الهواتف الذكية، ولكن من الممكن ذلك للهواة أيضًا مع القليل من المساعدة، من عيوب كاميرات الهاتف الذكي عدم وجود التحكم اليدوي، ولكن يمكنك الحصول على كل ذلك إلى حد ما باستعمال تطبيقات تعطيك أكثر بكثير إذا بحثت في متجر التطبيقات عن كلمات مثل (professional photography) أو (manual photography)، كما يمكنك وضع عدسات إضافية للتغلب على بعض العيوب وبعد أن تقوم بالتقاط الصور فهنالك العديد من تطبيقات تعديل الصور أيضًا من بينها نسخة مخففة من فوتوشوب.

إذا لماذا ما يزال البعض يشتري كاميرات رقمية؟

بما أن معظم أو أغلب الناس اليوم يحملون هواتف ذكية فالسؤال الحقيقي هل نحن بحاجة كاميرا رقمية أيضًا؟ يمكننا اليوم التقاط الصور بواسطة هواتفنا الذكية، إذا أردنا التقاط صور احترافية فلا يمكننا المقارنة بالتأكيد فالمستشعر والعدسات في الكاميرات الرقمية أفضل بمراحل، وإذا أخذنا بعين الاعتبار هذين الشيئين بالإضافة للخيارات اليدوية المتوفرة في الكاميرات الرقمية يمكننا التوصّل إلى نتيجة وهي أنه باستطاعتنا التقاط مجموعة أكبر بكثير من الصور في ظروف إضاءة أكثر تنوعًا، وإذا كنت مهتمًا حقًا بجودة الصور فإن التحميل الفوري على مواقع المشاركة سيكون أقل أهمية، بإمكانك شراء كاميرا مزودة بـ (Wi-Fi) ما يوفر إمكانية مشاركة مشابهة للهواتف الذكية، وبالطبع لن يمنعك ذلك من امتلاك هاتف ذكي بالإضافة للكاميرا إذا كنت تريد أفضل ما في العالمين.


  • ترجمة: أسامة ونوس.
  • تدقيق: دانه أبو فرحة.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر