لا يوجد ما يضاهي أخذ هاتفٍ ذكيٍّ حديثٍ من العلبة الخاصة به، ومراقبته يقوم بالشحن لأول مرةٍ قبل استخدامه، ولكن بعد عامٍ أو أكثر قليلًا نجد أنَّ عمر البطارية بدأ بالتضاؤل، فما سبب ذلك؟

في هذا المقال سنحاول أن نفنّد بعض الخرافات حول عمر البطاريات.

1-الخرافة الأولى : شحن البطارية ليلًا أثناء النوم هو شيءٌ سيءٌ للبطارية

ربما لديك ذاك الصديق أو حتى مندوب المبيعات الخاص بالهواتف الذكية الذي نصحك سابقًا بعدم شحن الهاتف أثناء النوم لما فيه من أضرارٍ على البطارية وعمرها، ولكن قل لي يا صديقي من هذا الذي يريد أن يستيقظ في الثالثة صباحًا ليقوم فقط بفصل الشاحن عن الهاتف؟

على العموم، إنَّ بطارية هاتفك الذكي ذكيةٌ حقًا وأذكى مما تتوقع، فعندما تقوم بتوصيل الهاتف بالشاحن فإن البطارية تبدأ بالشحن حتى تصل ل 4.1 فولت.

يقول إيسيدور بوتشمان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كاديكس إليكترونيكش ومنشئ الموقع التعليمي لجامعة باتيري ونيفرزيتي: “ثم يتوقف عن الشحن وكأنه انطفأ كما لو كان على الرف وليس متصلًا بالشاحن على الإطلاق”.

لذلك فإذا كان الشاحن الخاص بك سليمًا ولا يعمل بشكلٍ خاطئٍ فإنه من المؤكد أن البطارية ستصل ل4.1 فولت وتتوقف عن الشحن، لكنَّ السؤال هنا هل بقاء بطارية الهاتف الذكي مشحونةً بالكامل لفترةٍ طويلة تمثل مشكلةً أو خطورةً على البطارية أو الهاتف؟ يعتمد ذلك على ما تتوقعه من بطارية الهاتف الذكي الخاص بك.

فإذا كان هناك شخصٌ يريد الاحتفاظ بالبطارية الخاصة بالهاتف الذكي إلى الأبد فأحيانًا نعتقد أن ذلك يأتي بالشحن الزائد للبطارية بحيث تحتفظ بوقتٍ أطول حتى تفرغ، ومعظم الناس لا يهتمون بعمر البطارية في الهاتف، فبعد سنتين أو ثلاث نجد أنَّ الشاشة قد انكسرت مرةً أو اثنتين، وقد تكون غيرت سماعة الهاتف مرة ولكن لازالت البطارية تحتفظ بالقليل من الحياة.

التقنيات التي لها عمرٌ أطول، مثل الأقمار الصناعية والسيارات الكهربائية لها قصةٌ مختلفة، وفي هذه الحالة يجب على المهندسين اتخاذ الاحتياطات الخاصة لتمديد عمر بطاريات الليثيوم، فعلى سبيل المثال في البطاريات القابلة لإعادة الشحن في السيارات الكهربائية لا نهتم كثيرًا أن تصل إلى 100% كاملة أو لا، ولكن ما يهمنا هو الاستنزاف على طول الطريق بحيث لا تصل إلى الصفر.

يقول باتشمان: “إنهم يعملون في المنطقة الوسطى، بحيث تكون البطارية في أقل قدرٍ من الضغط مع مرور الوقت”

في النهاية لا تحتاج إلى الاستيقاظ ليلًا وفصل الهاتف المشحون بالكامل، إن الهدف من شحن الهاتف الذكي هو زيادة مقدار الوقت الذي يمكنك استخدامه قبل توصيله مرةً أخرى، وبذلك تريده أن يكون بنسبة 100% في الصباح بحيث يستمر في العمل طوال اليوم.

2-الخرافة الثانية : ترك البطارية لتفرغ تمامًا قبل شحنها مرةً أخرى

لا يا عزيزي ، هذا ليس صحيحًا تمامًا، من الأفضل لك أن تُعيد شحن الهاتف والبطاريةُ لاتزال في منتصف قدرتها على أن تتركها حتى تفرغ تمامًا ثم تعيد شحنها، من 40% إلى 80% هي منطقةٌ ممتازةٌ لذلك.

كما يُقال في موقع جامعة باتيري: “على غرار الجهاز الميكانيكي الذي يتحرك بشكلٍ أسرع مع الاستخدام الكثيف، والأهم من ذلك قدرة البطارية على تفريغ الطاقة، وهو ما نُطلق عليه (عمق التفريغ ( Depth of Discharge (DoD) وهو مقياسٌ نستخدمه لمعرفة حالة البطارية، ويحدد عدد الدورات الممكنة لشحن البطارية مراتٍ أخرى ويشير أيضًا إلى مقدار الطاقة التي تم توصيلها من البطارية، على سبيل المثال في بطاريةٍ مشحونةٍ بالكامل، تبلغ قيمة  DoD 0%، وفي بطاريةٍ مشحونة بنسبة 70%، تبلغ 30% .

مع ذلك من الجيد أن تترك البطارية لتفرغ تمامًا ثم تُعيد شحنها مرةً واحدةً كل ثلاثة شهور لتقيس قدرات بطاريتك في الهاتف الذكي.

3-الخرافة الثالثة : لا تقلق بشأن الحرارة

في الواقع، الحرارة هي من أكبر التهديدات لطول عمر البطارية وتُعتبر تهديدًا أكبر من ممارسات الشحن الخاصة بك، ترك الهاتف على نافذةٍ مشمسةٍ أو على لوحة القيادة في سيارتك هي وسيلةٌ مضمونةٌ لاستنزاف قدرتها.

يقول باشمان، الذي ألف كتابًا عن البطاريات القابلة لإعادة الشحن: “إنها مثل علبةٍ من الحليب، إذا تم الاحتفاظ به خارج الثلاجة فإنها لا تدوم طويلًا، ذاتُ الحالة مع بطارية الليثيوم، الحرارة تصنع التآكل الذي يقلل عمر البطارية ويجعلها تتدهور”.

ومن المثير للاهتمام، إن الجمع بين الحرارة المفرطة والشحن الكامل يمكن أن يكون مشكلةً إذا كنت تخزن بطارية ليثيوم لفترةٍ طويلةٍ بين الاستخدامات.

قامت جامعة باتري “البطارية” باختباراتٍ على بطاريات ليثيوم مخزنةٍ لمدة عامٍ كاملٍ في درجات حرارةٍ مختلفة، وكانت النتائج كالتالي، حيث ستخسر البطارية المخزنة بنسبة 100% عند 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) 35% من طاقتها الإجمالية على مدى عام.

وفي ظل نفس الظروف، فإن البطارية المخزنة مع 40٪ سوف تفقد 15٪ فقط من طاقتها بعد ثلاثة أشهرٍ من ذلك العام !

هذا هو سبب تخزين البطاريات عند صناعتها وبطاريات السفن في درجات حرارةٍ أقل من درجات الحرارة العادية، ولكن هل هذا يعني أنك يجب أن تُبقي الهاتف الذكي الخاص بك في الثلاجة كل ليلة؟ لا، وهذا من شأنه أن يكون ضربًا من الجنون، إلا إذا كنت لا تخطط لاستخدامها لمدة عامٍ، أو كنت فقط ممن يشعر بالسعادة من ملامسة هاتفٍ ذكيٍ باردٍ في الصباح.

تذكر أنَّه لا مفر من وجود وقتٍ ستضعف فيه قدرة البطارية، كونها شيءٌ لا يدوم للأبد حتى مع الاستخدام الصحيح في الشحن ودرجات الحرارة، والخبر السعيد أنَّ ابنك الصغير سوف يُلقي بهاتفك في المرحاض قبل أن تُضطر لتغيير البطارية الخاصة به.


  • ترجمة : عمرو سيف
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: أحمد عزب

المصدر