هناك أربعة أسباب من شأنها جعل خسارة الوزن أصعب كلما تقدم بنا السن.

حسناً، كلنا تعرضنا لمشكلة الزيادة غير المرغوب فيها بالوزن، و ربما تكون ملاحظتك لذلك تأتي متأخرة عندما يبدأ زملاؤك في الدراسة أو في إجتماعات الأصدقاء، أو عندما تقرر بأن تجرب بزّة الرياضة القديمة لديك لتكتشف بأن مقاسها لم يعد ملائماً لجسدك تماماً.

لا يهم ما إذا كان عمرك ٣٥ أو وصلت إلى سن الـ ٥٥، فكلما تقدم الإنسان بالسن تكون عملية المحافظة على وزن مثالي ليس بالأمر الهين أبداً.

ولربما بدأت بملاحظة ذلك عندما بدأت بالإعتماد على الوجبات السريعة المجانية خلال ساعات عملك الطويلة والتي من شأنها زيادة وزنك بدرجة أكبر مما كان في السابق.

أو لربما لاحظت ذلك عندما وصلت الثلاثينيات من عمرك واكتشفت أنه وبمواجهة ضغط العمل والعائلة فإن الإهتمام بجسدك ومظهرك الخارجي لم يعد من أهم أولوياتك وفإخضاع نفسك لبعض التمارين الرياضية أو الأنظمة الغذائية سيكون أمراً في غاية الصعوبة.

إذاً فليس من الغريب أن إكتساب الوزن هو أسهل بكثير من خسارته، لكن ما هي أبرز الأسباب وراء ذلك فعلاً؟

1- عدم أخذ قسط كافي من النوم:

في السابق وقبل غرقك في متطلبات العمل والحاجة للوصول إليه في السابعة أو همك في إيصال أطفالك إلى المدرسة في الوقت المناسب وحاجتك ربما لتحضير وجبة الغداء في المنزل، كان النوم من أفضل الهوايات بالنسبة لك، ولكن بعد هذا ومع كل هذه الضغوطات وتناولك أحياناً للأدوية لإبقاءك مستيقظاً أو ذهابك إلى دورة المياه أكثر من مرة خلال الليل، سيكون الحصول على ٨ ساعات نوم يومياً ضرباً من الخيال.

وما الحل في هذه الحالة؟

عندما تبدأ في الجوع في منتصف الليل وأنت منهمك في العمل وتحتاج إلى القليل من الراحة والنشاط، ربما تملأ كأس الحليب بالكريما المخفوقة والسكر أو تحضر بضعاً من الفطائر المحلاة.

أيضاً سيكون من الأسهل لك بأن تأتي بوجبة سريعة على الغداء لتحصل على الطاقة اللازمة بسرعة والتي ستسمح لك على الأغلب بالوصول إلى النادي الرياضي بقليلٍ من النشاط والتعب المصاحب لعدم أخذ قسط كافي من النوم يؤثر أيضاً بشكل كبير على قدرتك في إتخاذ القرارات، مما يجعلك تختار أنواع طعام تكسبك قدراً من الطاقة بسرعة أكبر عوضاً عن اختيار صحناً من السلطة.

في حين أن النوم في حد ذاته لن يساعدك في خسارة الوزن ولكن عدم حصولك على قدرٍ كافٍ منه سيساعدك حتماً في كسب وزناً إضافياً، فكما يفيد المختصون فإن الكثير من الأبحاث التي أجريت بخصوص إرتباط قلة النوم بموضوع زيادة الوزن، وفي إحدى الدراسات أكد الباحثون أن عدم نومك لساعات كافية سيجعل دماغك يحفز و يزيد شعور الرغبة (الشهية) لتناول الأكل الدهني أو المحتوي على سعرات حرارية عالية.

2- تباطؤ عمليات الأيض:

عندما كنت أصغر كان بإمكانك و بكل سهولة أن تتناول العديد من الفطائر المحلاة بدون ملاحظة أي نتائج غير مرغوبة في زيادة الوزن.

ولكن مع التقدم في السن فإنه وبالنسبة لك مجرد النظر إلى فطيرة ما سيجعل وزنك يزداد، وهذا صحيح فبالنسبة لدكتور Oz فإن النشاط الأيضي للجسم يتباطئ بمعدل ٥٪ كل عشر سنوات من بعد سن الأربعين.

إن النشاط الأيضي هو قدرة الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة، و عندما يتباطئ هذا النشاط فإن جسدك لن يحرق السعرات الحرارية كما في السابق.

الكثير من المختصين يقولون أنه ولتجنب ذلك ما عليك إلا أن تختصر ما يقارب ال 100 سعرة حرارية يومياً من إجمال السعرات الحرارية المستهلكة، لربما لا تجد ذلك كثيراً و لكن 100 سعرة حرارية كل يوم و لمدة 365 يوماً على مدار السنة، فنحن نتكلم عن 5 كيلو تستطيع تجنب زيادتها سنوياً.

و لتجنب هزيمتك و إنتصار التقدم بالسن عليك هناك الكثير من الطرق السهلة للحد و التقليل من إكتساب ال 100 سعرة حرارية و التي لن تشعرك بالجوع و لا بالتغيرات الكبيرة، فتستطيع مثلاً إبدال صلصات السلطة المليئة بالدهون (الجاهزة) بخل الفواكه أو عصير الليمون، كما تستطيع الإستغناء عن ملعقة الكريما في كوب الشاي أو القهوة، وحاول دائما مراقبة ماهية الإضافات التي تضيفها إلى شطيرتك.

فمثلاً إبتعد عن الكميات الكبيرة من الميونيز و الجبنة.

3- الإحساس بالجوع أكثر من ذي قبل:

يمكنك لوم هرموناتك فعلاً، فبعد وصولك لسن الأربعين يبدأ مستوى الإستروجين في جسمك بالإنخفاض مما يحدث تغيرات في سكر الدم والغدة الدرقية مما يزيد من شهيتك على الطعام، و مع خسارة الجسم للكتلة العضلية والذي يعني سعرات حرارية أقل يتم حرقها وهذا يرجع أيضاً إلى التغير الهرموني وخصوصاُ في هبوط مستوى التستستيرون، فإن وصفة زيادة الوزن تكون معك، في حين أنه ليس من اللازم تغيير مستويات الهرمونات وتعديلها حتى تتجنب الزيادة في الوزن.

تستطيع مقايضة الوجبات السريعة والمليئة بالسعرات الحرارية والطعام المحتوي على طاقة بدون فائدة بالأغذية المحتوية على كميات عالية من الألياف، فالألياف لا تجعلك متناسق (تساعد في المحافظة الوزن) فحسب، بل أيضاً تجعلك تشعر بالشبع أسرع ولمدة تدوم أطول، الخضراوات والفواكه هي مصادر ممتازة للألياف كما الحبوب الكاملة مثل خبز القمح والبقوليات.

4- خسارة الكتلة العضلية في جسمك:

على الأغلب قد سمعت بأن العضلات تزن أكثر من الدهون في الجسم، إلا أن هذا ليس صحيحاً أبداً، ففي الحقيقة العضلات تقوم بحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون بمعدل ثلاثة أضعاف.

وكما ذُكِرَ مسبقاً فإن هذا يعود إلى انخفاض مستويات التستستيرون في الجسم، إذ أن قلة إستخدام هذا الهرمون سوف يؤدي إلى خسارته.

يمكنك محاربة ذلك بالتمارين الرياضية المناسبة فإما ان تكتسب نصف كيلو من العضلات أو يمكنك في المقابل خسارة نصف كيلو من الدهون و في كلتا الحالتين ستكون النتيجة نفسها و هي إرتفاع النشاط الأيضي والذي بدوره يزيد من قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية.

بالإضافة إلى إبقاءك مرتب المظهر، فإن الدراسات الأخيرة تؤكد علاقة التمارين الرياضية المنتظمة و إنخفاض خطر الإصابة بأمراض العظام و أهمها هشاشة العظام


  • اعداد: روان ثوابتة
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر