آلية جديدة يقاوم من خلالها السرطان العلاج المناعي


سجّل العلاج المناعي بعض النتائج المدهشة في علاج السرطان، لكنَّ ذلك اقتصر على بعض المرضى فقط.

والسؤال المهمّ الآن هو ماذا يمكن أن نفعله لزيادة نسبة هؤلاء المرضى الذين يستجيبون للعلاج المناعي؟

هناك آليات عديدةٌ يقاوم من خلالها السرطان العلاج المناعي، وهذا كان محور الدراسة.

إذا حقنت فأرًا بملايين الخلايا السرطانية لجعله مصابًا بالسرطان، فأنت لا تمثّل عمليّة حدوث السرطان تمامًا، فعندها ستتجاوز التفاعل الذي يحدث بين الورم والمضيف، والاستجابة المناعيّة التي يضاعفها الورم، وكذلك هروب الورم من هذه الاستجابة، ولتمثيل العمليّة الواقعيّة خير تمثيل، هندس فريق البحث وراثيًا فأرًا للتعبير عن الجين المحرض للسرطان ومستضد سرطاني يدعى (P1A) فقد عند إعطائه لدواء معيّن، ثم حرّض الباحثون حدوث ميلانوما (Melanoma) في عينات الاختبار، وقيّموا تأثيرات العلاجات المناعية بما فيها لقاحٌ ضد المستضد (P1A) ومحرضات هجوم الخلايا اللمفية التائية على الخلايا السرطانية، فلم يعمل أيّ من الطرق السابقة ضد السرطان المحرّض.

جرّبوا بعد ذلك تكييف الخلايا اللمفية التائية (Adoptive T Cell Therapy) والذي تُوّجه فيه الخلايا التائية ضد وَرَم يتم تسريبه للمرض، وكانت المفاجأة بأنّه حتى مع حقن مليون خليّة تائية مفعلة ضد المستضد (P1A) لن يتأثّر نمو الورم المحرّض، وعندما نقلت الخلايا السرطانية المحرّضة هذه لفئران أخرى لجعلها مصابةً بالسرطان، قامت الخلايا التائية السابقة الذكر بقتل كل الخلايا السرطانية المنقولة.

وبعد تحليل الحالتين وجد الباحثون أنّه في الورم المحرّض ماتت نصف الخلايا التائية موتًا ذاتيًا مبرمجًا بعد أربعة أيام من تكييفها ضد المستضد السرطاني وهو ما لم يحدث في الورم المنقول، وبتحليل الخلايا السرطانية وجد فريق البحث أنّ الخلايا السرطانية في الورم المحرّض تنتج بروتينًا سطحيًا يدعى (FAS-ligand) حرّض الخلايا التائية على الانتحار لدى ارتباطه بمستقبلاته على سطوحها، وعندما جرّب الباحثون حصر جزيء البروتين هذا استعادت الخلايا التائية قدرتها على قتل الورم المحرّض.

وتعتبر هذه آليةً جديدة الاكتشاف، تُثبط من خلالها الخلايا السرطانيّة الاستجابة المناعية نحوها، ولذلك فإن استهداف جزيئات البروتين هذه قد يشكّل هدفًا جيّدًا لزيادة فعاليّة الأدوية المناعيّة.


مواضيع ذات صلة:


  • ترجمة: عبدالمنعم نقشو
  • تدقيق: صهيب الأغبري
  • تحرير:زيد أبو الرب

المصدر