واشنطن: منحت وكالة ناسا في 1 تشرين الثاني، عقودًا لخمس شركات تبحث في تطوير وحدة تشغيل ودفع لكي تصبح مكونًا أوليًّا لتوفير الطاقة لبوابة الفضاء السحيق.

منحت وكالة ناسا هذه العقود كجزء من برنامج (شراكات التكنولوجيا المستقبلية لاستكشاف الفضاء) أو برنامج (NextSTEP) للشركات التالية: بوينغ، لوكهيد مارتن، أوربيتال أتك، أنظمة الفضاء سييرا نيفادا، أنظمة الفضاء لورال. يبلغ مجموع قيمة هذه العقود والتي مدتها 4 أشهر حوالي 2.4 مليون دولار.

ستقوم كل شركة بدراسة كيفية تطوير وحدات للطاقة والدفع للمحطة المقترحة. ستقوم هذه الوحدات (كما هو متصور حاليًا) بتوليد الكهرباء للمحطة وأيضًا تستخدم كمحرك دفع للمحطة خلال رحلتها الفضائية، عدا عن توفير الطاقة لأنظمة الاتصالات.

يقول (مايك باريت -Mike Barrett) وهو مدير مكونات الطاقة والدفع في مركز أبحاث جلين التابع لوكالة ناسا في مقابلة أجريت معه في 3 تشرين الثاني: (خلال عدة شهور قامت وكالة ناسا بدراسة تصميم الأجزاء الداخلية) ويضيف قائلًا: (سوف توفر هذه الدراسات للشركات الصناعية فرصة كبيرة في هذه المجالات، بما في ذلك التقنيات التي تستطيع تقديم الدعم لتطوير هذه الوحدات).

ويقول أيضًا: (لقد كنا ننظر إليها كمشروع ضمن مركز الأبحاث، ولكن إذا كان لديهم أفكار مختلفة حول مفهوم المحطة، كيف يمكن فعل ذلك وكيف يمكن دمج كل هذه الأفكار ضمن خططهم الداخلية؟ هذا الذي نأمل فعله بشكل جيد).

تشبه هذه الوحدة التي سيتم تصميمها الذراع الروبوتي للمهمة (إعادة توجيه مسار الكويكبات (ARMوالتي تم إلغاؤها، حيث كان من المفترض أن تقوم المركبة الآلية باستخدام الدفع الكهربائي الشمسي للسفر إلى كويكب موجود بجانب الأرض وتقوم بأخذ عينة منه ومن ثم تعود إلى المنطقة التي تقع بين الأرض والقمر، وقد منحت وكالة ناسا عقودًا لدراسة السفينة الفضائية (ARM) ومن ثم طلبت مقترحات لتصنيعها لكنها لم تقم بتوقيع عقود لتصنيعها أبدًا.

وتقول (ميشيل غيتس -Michele Gates) مديرة مكونات الطاقة والدفع في وكالة ناسا ومديرة سابقة لبرنامج (ARM) في مقابلة أجريت معها بتاريخ 3 تشرين الثاني: (هناك قدر كبير من الأشياء التي يمكن أن نتعلمها من العمل في بعثة (إعادة توجيه مسار الكويكبات (ARM والتي ستمكننا من المضي قدمًا).

وتضيف قائلة 🙁 إن أحد الأهداف لدراسة العقود هو أن تحدد الشركات الخارجية الكيفية التي ستؤثر بها الفروقات بين المهام على القدرات التي سيقدمونها للمركبة, ,هناك درجة كبيرة من التشابه بين المهمتين والتي ستمكن الفريق من الاستفادة منها وبدء العمل على أرضية صلبة).

بشكل منفصل، قامت وكالة ناسا بتطوير نظام دفع كهربائي شمسي تبلغ استطاعته 50 كيلووات والذي يمكن تطويره لاستخدامه في أنظمة دفع أقوى مناسبة للمهام إلى كوكب المريخ. حيث يمكن للشركات التي شاركت في عقود الدراسة أن تستخدم هذا النظام ليساعدها في تصميماتها أو تقديم التصميم الخاص بها، بشرط أن يكون ذلك التصميم يملك كفاءة وقدرة على التطوير مشابهة لنظام وكالة ناسا.

ويقول باريت: (لم نطلب استخدام التكنولوجيا الحالية التي طورناها، ولكن لكي نكون ناجحين فإنه يجب على هذه الأنظمة أن تقدم أداء موازي لهذه التكنولوجيا وذلك للوفاء بالمتطلبات التي حددناها. وعلى حسب علمنا, فإن نسق عمليات التطوير وسلسلة التطوير الخاصة بأنظمة الدفع الكهربائي والتي قدمناها هي الطريقة الوحيدة للوفاء بتلك المتطلبات).

ويقول باريت أيضًا: (إن وكالة ناسا مهتمة بالتقنيات الأخرى والتي ستعرضها الشركات الأخرى، والتي ستقدم الدعم المطلوب لاستخدام هذه التقنيات لوحدات الطاقة والدفع، فضلًا عن استخدامها في تطبيقات تجارية أخرى) وأضاف قائلًا : (إذا استطعنا إثبات أن التقنيات الجديدة تستطيع تقديم كفاءة جيدة لهم، وتستطيع أن تندمج مع تقنياتنا، فإن ذلك في النهاية سيقدم دعمًا كبيرًا لهم لخدمة زبنائهم الآخرين).

إن هذه الدراسة هي منفصلة عن الدراسات الأخرى والتي قدمت إلى جائزة (الخطوة الأخرى – NextSTEP) في عام 2016 والتي خصصت للدراسة المتخصصة في اختبار وحدات دعم الحياة والتي من الممكن استخدامها في محطة (بوابة الفضاء السحيق)، فضلًا عن استخداماتها التجارية الأخرى. إن جميع الشركات الخمس والتي قُدمت لها عقود دراسات وحدة التشغيل والدفع، سوف تستطيع التقدم إلى جائزة (الخطوة الأخرى – NextSTEP) الخاصة بوحدات دعم الحياة أو تُكوِّن شراكة مع شركة أخرى تقدمت إلى هذه الجائزة.

ويقول باريت أيضًا: (إن هذا النشاط مميز ولكنه مقترن بشكل كبير) مع دراسات دعم الحياة، وتوقع هو ووكالة ناسا أن تقوم الشركات بتنسيق عملها على هاتين الدراستين، ويضيف: (إنهم منفصلون من جهة مجال العمل، ولكن التنسيق بينهما من وجهة النظر الحكومي ذو قيمة كبيرة).

وتقول غيتس: (إن الكيفية التي تعمل عليها وكالة ناسا للقيام بتطوير هذه الوحدة، بحيث يتضمن ذلك الحصول عل هذه الوحدات من الشركات الصناعية، يعتمد على الدراسات الخارجية التي ستقدم للوكالة بالإضافة لعملية التخطيط الشامل التي تقوم بها).

وتبقى محطة (بوابة الفضاء السحيق) عبارة عن مفهوم وليس برنامج رسمي لوكالة ناسا، حيث تدرس الوكالة خيارات لتطويرها بما في ذلك دور الشركات التجارية والشركاء الدوليين.

وبموجب خطط وكالة ناسا، فإن وحدة التشغيل والدفع ستكون أول أجزاء المحطة انطلاقًا إلى الفضاء، ستحلق هذه الوحدة ضمن مهمة الاستكشاف الثانية والتي ستقوم بها المركبة الفضائية أوريون باستخدام نظام الإطلاق الفضائي، إن نظام الإطلاق الفضائي (SLS) والمركبة أوريون سيقومان بحمل الأجزاء الأخرى من المحطة، بما يتضمن ذلك وحدة دعم الحياة، والوحدة اللوجستيكية، وغرفة معادلة الضغط الهوائي.

و من المقرر أن تكون رحلة الاستكشاف الثانية هي المهمة الأولى لطاقم المركبة أوريون والتي من المخطط القيام بها في عام 2020، وتقول غيتس : (أمامنا الكثير من العمل).


  • المترجم: عامرالسبيعي
  • تدقيق بدر الفراك
  • المصدر