تقترح إحدى الدراسات الحديثة أن تناول المُتممات الغذائية الحاوية على فيتامين D قد يكون طريقة جيدة لمنع تضرر الكلية لدى مرضى الذئبة (Lupus).

إذ كشف بحث جديد قام به علماء من كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، كشف أن انخفاض مستويات فيتامين D قد يزيد خطر تضرر الأعضاء والمرض الكلوي لدى الأشخاص المصابين بالذئبة، وهو يُعتبر من أمراض المناعة الذاتية.

وكانت الدكتورة ميشيل بتري (Michelle A. Petri) -وهي مديرة مركز هوبكنز للذئبة- المؤلفة الرئيسية للدراسة قد عرضت النتائج ضمن الاجتماع السنوي في الكلية الأمريكية لعلم الروماتيزم/ رابطة أخصائيي الصحة الروماتيزمية (ACR/ARHP) في سان دييغو، كاليفورنيا.

ويُعتير مرض الذئبة من أمراض المناعة الذاتية والذي يتميز بحدوث التهاب في كامل الجسم. ويحدث ذلك نتيجة عدم تعرف الجسم على الأنسجة الخاصة به فيقوم بمهاجمتها.

وقد يؤثر هذا المرض على عدة أجهزة ضمن الجسم كالجهاز الوعائي القلبي والجهاز المناعي، وصولًا إلى الأعضاء الرئيسية كالرئتين والكلى.

وقد أوضحت الدكتورة بتري وزملاؤها في بحثهم أنه من المعروف أن معدلات فيتامين D لدى المرضى المصابين بـ الذئبة تعتبر منخفضة. لذا فقد استعدّ الفريق لاستكشاف دور فيتامين D لدى المرضى المصابين بالذئبة الحمامية الجهازية systemic lupus erythematosus (SLE)، وهو الشكل الأكثر شيوعًا من هذا المرض.

فحصت الدكتورة بتري البيانات السريرية والمأخوذة من 1,392 مريضًا مصابًا بالذئبة، وقد شكلت النساء نسبة 92% منهم. فيما بلغ معدل أعمار هؤلاء المرضى 47.3 عامًا.

تمكن الباحثون من الحصول على معدلات فيتامين D الخاصة بالمرضى عندما قاموا بزيارة الطبيب للمرة الأولى، بالإضافة إلى حالة أعضائهم وأنسجتهم أثناء زياراتهم اللاحقة.

وقد تم تقدير نسبة الفيتامين باستخدام مركب 25-hydroxy vitamin D، وهي الطريقة الشائعة والدقيقة لتقدير معدلات فيتامين D.

بناءً على القياسات الأولية لمعدلات فيتامين D، تم تقسيم المرضى ضمن مجموعتين رئيسيتين، مجموعة لأولئك الذين بلغ معدل مركب 25-hydroxy vitamin D  لديهم أقل من 20 نانوغرام لكل ميليلتر (ng/ml)، وأخرى لأولئك الذين بلغ معدلهم أكثر من 20 نانوغرام لكل ميليلتر.

وبشكلٍ عام، كان حوالي 27.3% من المرضى يملكون مستويات منخفضة من فيتامين D أثناء زيارتهم الطبية الأولى.

وعن طريق استعمال المُؤشر الخاص بالعيادات الدولية لمرض الذئبة الجهازية/الكلية الأمريكية للروماتيزم (SLICC/ACR) ، تمكن الباحثون من تقييم مخاطر ضرر الأعضاء الدائم.

ومن بين أجهزة الجسم التي أُخذت بعين الاعتبار في هذه الدراسة كل من الجهاز العصبي والرئوي والقلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والجهاز العضلي الهيكلي.

ثم قام الباحثون بتعديل المخاطر بحيث تتلاءم مع العمر والجنس والخلفية العرقية.

يمكن أن تتنبأ معدلات فيتامين D بالفشل الكلوي:

اكتشفت الدراسة أن مرضى الذئبة الذين يمتلكون معدلات منخفضة من فيتامين D يمتلكون أعلى نسبة خطر للإصابة بضرر الكلية. كما أنهم يمتلكون أيضًا أعلى نسبة خطر للإصابة بضرر الجلد وضرر الأعضاء الكليّ.

ولم يجد الباحثون أي رابط لحدوث الضرر في بقية الأعضاء التي قاموا بدراستها.

استنتج مؤلفو الدراسة أن «انخفاض معدلات فيتامين D يرتبط مع حدوث الضرر الكلي وبالمرض الكلوي في مراحله المتقدمة»، وأضاف المؤلفون: «وبشكلٍ مفاجئ، لم يرتبط المعدل المنخفض لفيتامين D بالضرر العضلي الهيكلي، بما في ذلك هشاشة العظام».

تقول الدكتورة بتري: «لقد بينَّا أن المُتممات الغذائية التي تحوي على فيتامين D تُقلّل من بروتينات البول، والتي تُعتبر من أفضل المؤشرات التي نستطيع من خلالها التنبؤ بالإصابة بالفشل الكلوي مستقبلًا». كما تقترح أن المُتممات الغذائية الحاوية على فيتامين D يمكن أن تصلح لمنع حدوث الضرر الكلوي لدى مرضى الذئبة.

وتضيف الدكتورة ميشيل بتري قائلةً: «يُعتبر فيتامين D من المتممات الآمنة جدًا، وهو يساعد على الوقاية من أكثر مضاعفات الذئبة خطورةً، ومن المحتمل أنه يلعب دورًا في الوقاية من جلطات الدم ومن المرض الوعائي القلبي أيضًا. كما أن المُتممات الغذائية الحاوية على فيتامين D -والتي تُقلل من بروتينات البول- يجب أن تكون جزءًا من خطة علاج مرضى الذئبة».


  • ترجمة: زينب النيّال
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: أحمد عزب

المصدر