ترى العين البشرية واقعيًا ثلاثة ألوان فقط، ويشير العلماء إلى اللون من حيث الطول الموجي، وتعود الأطعمة الملونة إلى 3500 سنة على الأقل.

الصورة لصالح المصور التشيكي Jag_cz من موقع
Shutterstock

  • اعتقد الأكاديميون لعدة قرون أن الضوء الملون هو أبيض مُعَّدل أو “ضوء” نقي. (سنعود مرة أخرى إلى مدى الخطأ الذي كانوا عليه بعض الشيء).
  • واللون مُعَّدل في بعض الأحيان. على سبيل المثال، تعود الأطعمة الملونة إلى 3500 سنة على الأقل، عندما أضاف المصريون القدماء النبيذ والمُلَوِنات الأخرى للحلوى لزيادة جاذبيتها البصرية.
  • تاريخ تلوين الطعام ملطخ بالأفعال الشنيعة. حيث كانت المركبات السامة القائمة على الرصاص والزئبق منتشرةً في آسيا وأوروبا لإضافة اللون إلى الشاي و الفلفل الأحمر و مساحيق الكاري.
  • في منتصف القرن الثامن عشر، كان الأمريكيون يستخدمون اللون الأصفر حتى في الحليب، حيث استخدموا مُلَوِن من كرومات الرصاص لإخفاء فصل الدهن وإضافة الماء، حيث أن الناس رفضوا شراء الحليب الأبيض، معتقدين أنه كان ملونًا.
  • لم يكن الأكاديميون مخطئون تمامًا، ففي1660 ميلادي، شرح إسحاق نيوتن أن أي شيءٍ يتألف من الضوء الأبيض نقي: حيث أنه يتألف من جميع ألوان الضوء مجتمعة.
  • يشير العلماء إلى اللون من حيث الطول الموجي، وهذه خاصية الإشعاع الكهرومغناطيسي، ولكن ليس هناك تطابق عالمي من قيم الطول الموجي المحددة لأسماء الألوان المحددة. فعلى سبيل المثال، تُعِّرف موسوعة بريتانيكا(Britannica) الضوء الأزرق على أنه يمتلك طولًا موجيًا من 450 نانومترًا، ولكن الشخص العادي قد يدعو أي شيءٍ بين 425 نانومتر و 490 نانومتر على أنه “أزرق”.
  • وهذا فقط باللغة الإنجليزية. اللغات الأخرى، بما في ذلك العديد من اللغات الإفريقية القبلية، يُوصف اللون الأخضر والأزرق كأطياف مختلفة من نفس اللون.
  • باللغة الروسية، الأزرق الفاتح و الداكن هي ألوان متميزة، بدلًا من الأطياف المختلفة من نفس اللون.
  • بغض النظر عن اللغة، علم الأحياء لدينا هو نفسه. وقد تطورت العيون البشرية لرؤية ثلاثية الألوان: نحن نرى الأحمر والأخضر والأزرق فقط. الإدراك الكامل يحدث في الدماغ. إذا رأت عينيك الكثير من الأحمر والأخضر، و ليس الكثير من الأزرق، عقلك يقرر أنك ترى الأصفر.
  • أي لونٍ يظهر حيث كمية الأحمر والأخضر والأزرق متساوية سيبدو رماديًا بالنسبة للبشر.
  • وهذا، بالطبع، لافتراضات رؤية اللون. يحدث عمى الألوان الأحمر-الأخضر عندما تكون مُستقبلات اللون الأحمر أو الأخضر مفقودة أو متحورة، بالدرجة الأولى عند الأشخاص أصحاب صبغات الكروموسومات XY.
  • في الأفراد أصحاب صبغات الكروموسومات XX، ومع أنهم يملكون نفس مستقبلات اللون المتحورة لكنها يمكن أن توفر ما يسمى الرؤية ذات الأبعاد اللونية الرباعية، على الرغم من أن الباحثين لا يوافقون على خصائص وانتشار رباعية الألوان.
  • في عام 2010، وبعد 62 عامًا من أول تلميحٍ لرباعية الألوان للإنسان، حددت دراسة امرأة مع رؤيةٍ محسنةٍ بشكلٍ واضح. اختيرت للاختبار بسبب أن اثنين من أبنائها الثلاثة انخفضت حساسية اللون الأخضر لديهم، مما يشير إلى امتلاكها للتحور (الطفرة الجينية).
  • بغض النظر عن العدد الذي يمكننا أن نراه، كل الألوان تنتج من التفاعل بين الضوء والإلكترونات. مع إن معرفة نوع التفاعل المسؤول عن كل لونٍ يمكن أن يكون تحديًا، نظرًا لوجود 15 آليةٍ مختلفة.
  • صبغة الكوبالت، على سبيل المثال، تجعل حجر الاسبنيل الأزرق الكريم النادر أزرق مشبع بعمق، في حين أن جوهرة البريل من نوع الماكسيكس(Maxixe-type) قد تُظهر الأزرق الداكن بعد التعرض للإشعاع.
  • وأجنحة فراشة المورفو(Morpho) تظهر كأطيافٍ مختلفةٍ من اللون الأزرق أو حتى البنفسجي اعتمادًا على كيفية اصطدام الضوء بها.هذا التأثير هو مثالي مع تراكيب تشتيت الضوء مثل التدرجات الصغيرة التي تغطي أجنحة الحشرات.
  • في عام 2015، وجد الباحثون أن أجنحة اليعسوب من نوع زينيثوبتيرالاني(Zenithopteralanei)، على الرغم من أنها مماثلة في المظهر لأجنحة فراشة مورفو، إلا أنها تحصل على لونها من بلورات شمعية تغطي طبقات من صباغ الميلانين.
  • هذا التأثير، يسمى اللون البنيوي، كما تم العثور عليه في الحرباء التي تستطيع “ضبط” البلورات النانوية في جلدها لتغيير لونه كطريقة ضبط الغيتار لتغيير النغمة، كما ذُكر في موقع مجلة نيتجركوميونيكيشونز(NatureCommunications) في عام 2015. السحالي تصبغ نفسها للتمويه وكذلك لعروض التزاوج وربما للتنظيم الحراري.
  • يستطيع اللون التغير أيضًا خلال التفاعلات الكيميائية. عندما يفقد الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء الأوكسجين، فإنه يحصل على لونٍ مُزرق. ولكن “الدم الأزرق” هو خُرافة: الدم المتدفق عبر أجسامنا أحمر غامق بسبب مزيجٍ من الهيموغلوبين مع مستوياتٍ مختلفةٍ من الأوكسجين.
  • الدم الأخضر الداكن يمكن أن يكون شيئًا غير محدد، ومع ذلك. في حالة غير مميتة عام 2005، تحول دم رجلٍ كنديٍ إلى اللون الأخضر بعد أن تناول الكثير من أدوية الشقيقة (مرض الصداع النصفي). وقد بدأت ذرات الكبريت في الارتباط مع الهيموجلوبين الخاص به، وهي عملية من شأنها أن تحدث عادةً في الجثث المتعفنة.

وختم الكاتب قائلًا (آسف لالتفاف الأمور على ذكر الموت، آمل بأنني لم أمنحك شعور أغنية البلوز الكئيبة).


  • ترجمة : أحمد صفاء
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: سهى يازجي
  • المصدر