تجيب اختصاصية ومديرة التغذية الرياضية في مستشفى تكساس للأطفال في هيوستن، وعضو في كلية بايلور للطب (روبرتا أندينغ- Roberta Anding) بـ: نعم, إذ نُشرت ورقة موقف من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في مايو من هذا العام، توضح أن هذه الأنواع من المنتجات – بالإضافة إلى كل مشروبات الطاقة الجديدة-، وارتفاع نسبة الكافئين، ليست مناسبةً للأطفال.

وكشفت دراسة أُجريت في ديسمبر 2010م في مجلة طب الأطفال أن 75% من الأطفال، يستهلكون الكافئين في الحدود المسموحة يوميًا، وكلما استهلك الأطفال الكافئين بنسبٍ كبيرة، ناموا فتراتٍ أقل، ويؤثر الكافئين بشكلٍ واضحٍ على نوم الأطفال، وقد أظهرت هذه الدراسة أن ادعاء الأمهات القدامى بتسبب الكافئين في التبول اللاإرادي، لم تثبت صحتها بعد،

وهناك أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أنه إذا كان طفلك يعاني بالفعل من نوبات القلق، فإن الكافئين سيزيد حينها الأمر سوءاً.

وهناك مصدرٌ آخر للقلق، وهو أن الآباء يساوون بين المشروبات الرياضية، ومشروبات الطاقة، وكأنها الشيء نفسه, وفي كثيرٍ من الأحيان تحتوي مشروبات الطاقة على كمياتٍ من الكافئين أعلى بكثيرٍ من مشروبات الصودا.

ويجيب الدكتور (مارسي شنايدر- Marcie Schneider)، أخصائي طب المراهقة، والعضو السابق في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في لجنة التغذية، الإجابة ذاتها، ويقول: نعم, إنه سيءٌ، إذ تمتص كل أنسجة الجسم الكافئين، مما يزيد من معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ويغير من درجة حرارة الجسم، وعصارة المعدة، كما أنه يغير من كيفية استيقاظك، ويمكن أن يتسبب حقًا في المتاعب أثناء النوم.

كما أن هناك حالات مزاجية مختلفة في بعض الناس, فيحسن الكافئين من مزاجهم, وبالنسبة للآخرين فإنه يزيد الأمر سوءًا، كالأطفال الذين يعانون من بعض القلق، فحتى وإن كانوا تحت السيطرة في الظروف العادية، يمكن للكافئين أن يزيد من نوبات القلق.

يعد الكافئين منبهًا، ومن ثم فإنه قد يغير الشهية لدى الأطفال، فالمراهقون يكسبون نصف وزنهم في سنوات المراهقة، وإذا كان الكافئين يحد من شهيتهم بطريقة ما، فإنه في هذه الحالة قد يؤثر على نموهم.

إن أكثر ما يضر الأطفال، هي مشروبات الطاقة مثل: (Red Bull وMonster)، فهي مشروباتٌ مليئةٌ بالمكونات الأخرى، وهناك (الجوارانا – guarana), وهو مستخلصٌ نباتيٌ، كل غرامٍ منه يساوي 40 ملليغرام من الكافئين بصفته منشطًا، وهناك بروتين آخر يسمى (التورين)، وهو الذي يعزز من تأثير الكافئين.

وينحى الدكتور (نيكول كالدويل- Nicole Caldwell)، الأستاذ المساعد في طب الأطفال، بمستشفى ( Nationwide Children’s Hospital)، كولومبوس، أوهايو، المنحى ذاته لمن سبقه، ويقول: إنها ليست جيدةً حقًا بالنسبة لهم، وذلك بقدر ما تشير إليه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، بأنه لا توجد مبادئ توجيهية حالية لاستهلاك الكافئين، على غرار الحكومة الكندية التي لديها بعض المبادئ التوجيهية، فبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ (4-6) سنوات، يكون الحد الأقصى الموصى به هو 45 ملليغرام يوميًا بكمية كافئين تعادل ما مقداره 12 أوقيةً من الكولا الخالية من السكر.

يؤثر الكافئين بصفته منشطًا على الجهاز العصبي المركزي، وتميل أدمغة الطفل إلى أن تكون أكثر حساسية لتأثيرات الكافئين أكثر من أدمغة البالغين، ويمكن أن يصيبهم الكافئين بفرط النشاط، وهذا ما يكون واضحًا لنا، ويمكن للكافئين أيضًا أن يجعلهم عصبيين وقلقين، ويسبب كذلك مشاكل في المعدة، واضطراباتٍ في النوم.

أيضًا إذا كانوا يعانون من عدم انتظام ضربات القلب غير المشخصة، أو ضربات قلبٍ غير طبيعية، فالكافئين يزيد من استثارة أنسجة القلب، التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم اختلال ضرباته.

يقوم الكافئين بتضييق الأوعية الدموية، ويلزم ما مقداره 4 ملليغرام من الكافئين لكل كيلوغرام من وزن الجسم؛ لزيادة ضغط الدم.

لا تُظهر الأدلة أن الكافئين يثبط نمو الأطفال، وإذا كان الأطفال يشربون الصودا، أو الشاي الذي يحتوي على الكافئين خلال اليوم، فإنهم قد لا يحصلون على كمية الكالسيوم التي يحتاجونها، وستتسبب الصودا بالكثير من السكر، الذي له تأثير ثانٍ، وهو تسوس الأسنان، بالإضافة إلى المشكلة الشائعة المتعلقة بالسمنة في مرحلة الطفولة.

ويقول (آن كوندون- مايرزAnn Condon-Meyers) اختصاصي التغذية المسجل في مستشفى الأطفال في بيتسبورغ: نعم، إنها منشطٌ؛ ولذلك تعد دواءً، ويتحكم وزن الطفل في الجرعة والاستجابة لها، وبعبارةٍ أخرى, يمكن للطفل الذي يزن 60 رطلًا، الحصول على 60 ملليغرام من الكافئين خلال 24 ساعة، والمشكلة في ذلك، هو أن واحدًا فقط من مشروب (Mountain Dew) يحتوي على 50 ملليغرام، وكذلك 8 أوقيات، من معظم مشروبات الطاقة.

وتشمل الآثار الجانبية زيادة معدل ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، وزيادة القلق، وانخفاض القدرة على النوم، كما سيعانون من آثار الانسحاب تمامًا كالبالغين، وإذا لم يكن لديك ذلك، ستصاب على الأقل بالصداع.

وتتفاقم مشكلة المشروبات التي تحتوي على الكافئين بحقيقة احتوائها على كمياتٍ كبيرةٍ من السكر، ويعد هذا سوء تغذية, وعندما يكون لك طفلٌ يشرب أكثر من مشروبٍ سكريٍ بشكلٍ يوميٍ، فإن هذا يعد تأهيلًا لإصابته بالسمنة.

وكلما بدأت السمنة مبكراً, فإنه يرجح بقاؤها معك حتى سن بلوغك، ويعد تناول مشروبات الكافئين السكرية تشكيلًا لعادةٍ يوميةٍ؛ لذلك أنتقد حقًا صناعة المشروبات التي تروج لمنتجاتها للأطفال، وأعتقد أنهم أذكياء جدًا لوضعهم الكافئين في المشروب؛ لأنه يشكل عادةً لنا، وكذلك يعد دواءً.

هناك أيضًا الدكتور (ماثيو كيفر- Matthew Keefer)، طبيب الأطفال العام في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، الذي يقول: أود أن أوضح أنه في أحسن الأحوال لا يوجد ضرر، ولكن هناك أسوأ من ذلك, فالكافئين يمكن أن يسبب الكثير من الآثار الجانبية غير الضرورية، وبالتأكيد، لا يحتاج الأطفال الصغار إلى أي كافئين على الإطلاق، وإذا تناول الطفل الأكبر سنًا فنجاناً من القهوة، أو الصودا يوميًا، أو كل فترةٍ، فإن ذلك لا يمثل مشكلةً كبيرةً.

وليس هناك دورٌ لمشروبات الطاقة في طب الأطفال، وإذا كنت تستخدمها للعمل، أو لتعزيز الأداء الرياضي، فاعلم أنها ليست دواءً لذلك.

وما يحدث، هو أن الأطفال يتناولونها بديلًا عن شرب المياه, وهذا أسوأ، فالكافئين يمكن أن يتسبب في فقدان الماء من الجسم.

إننا نستخدم الكافئين للصغار الرضع إذا كانوا يواجهون صعوبةً في تذكر عملية التنفس، وأحيانًا يتم استخدامه لبعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي، وليس هناك استخدام طبيٌ حقًا، أبعد من ذلك.

وهناك سببٌ يجعل الكافئين في شكل قهوة أحد منتجات الشركات المدعومة للغاية، وهو أنه يبقي الناس في حالة تأهبٍ وعملٍ، ولكنها تصبح مشكلةً إذا كنا نتحدث عن المراهقين الذين يحتاجون إلى الكثير من النوم، وربما يحتاجون إلى أكثر من 8 أو 10 ساعاتٍ في الليل، ويميل المراهقون ككل إلى الحصول على نومٍ أقل، ويستخدم العديد منهم الكافئين للبقاء مستيقظًا، بالإضافة إلى تناول الأدوية؛ للتعويض عن العجز، وهذا ليس جيدًا.


  • ترجمة: علي أبو الروس.
  • تدقيق: رجاء العطاونة.
  • تحرير: أميمة الدريدي.
  • المصدر