يعرف القَطَا أو ما يسمى بشهوة الغرائب (Pica) بكونه اضطرابًا نفسيًا خاصًا بالأكل يتضمن تناول أشياء أو مواد لا يمكن اعتبارها طعامًا صالحًا للاستهلاك البشري، كما أنها لا تحمل أي قيمة أو منفعة غذائية عند تناولها، ومن هذه المواد على سبيل المثال الشعر أو الثلج أو الورق أو الحصى أو الزجاج أو التراب أو الطباشير أو المعادن أو غيرها من المواد التي لا تؤكل، فيما يمكن لهذا الاضطراب أن يصيب الأطفال والبالغين لكلا الجنسين على حدٍ سواء؛ لكن أكثر الفئات التي تصاب به هم النساء الحوامل والأطفال الصغار والمصابون بإعاقات النمو مثل التوحّد.
الأسباب:
لا يوجد إجماع على سبب حدوث هذا الاضطراب كما لا توجد أي اضطرابات حيوية خاصة لدى المرضى المصابين به، لكن لوحظ وجود نقص في الفيتامينات أو المعادن في بعض الحالات.
كيف يتم التشخيص؟
يعدّ التقييم الطبي مهمًا في حالة الاشتباه بهذا الاضطراب وذلك لتقييم أي احتمالية لوجود فقرٍ بالدم أو انسدادٍ معوي أو احتمالية وجود تسمم جراء ابتلاع مادة سامة، فيما يبدأ الطبيب بإجراء تقييم للحالة عن طريق أخذ تاريخ طبي مفصل وكامل للمريض، والقيام بفحصه جسديًا إذا كانت الأعراض موجودة.
ويمكن للطبيب أن يقوم بعمل فحوصات للدم أو الأمعاء للتأكد من عدم وجود أي انسدادات فيها أو التحقق من عدم وجود أي عدوى كنتيجة لتناول مواد ملوثة بالبكتيريا أو أي كائنات أخرى، وذلك بإجراء فحوصات واختبارات خاصة.
إنَ من واجب الطبيب التأكد من عدم وجود أي اضطرابات أخرى قبل تشخيص المريض باضطراب القَطَا، ومن هذه الاضطرابات التخلف العقلي أو إعاقات النمو أو الإصابة باضطراب الوسواس القهري كأسباب لحدوث هذا السلوك الغريب.
كما يجب أن يستمر هذا السلوك لمدة لا تقل عن شهر واحد للتشخيص بهذا الاضطراب.
كيف يتم العلاج؟
تعتبر المراقبة الطبية أمرًا ضروريًا وهامًا أثناء فترة العلاج؛ وذلك لتجنب عواقب هذا الاضطراب، ومنها حدوث بعض المضاعفات الطبية كالتسمم بالرصاص مثلًا.
كما يجب التعاون مع فريق مختص بالصحة العقلية ومدرب على علاج هذا الاضطراب، وذلك للحصول على علاج مثالي لهذه الحالات المعقدة.
يوفر كتاب (The Handbook for Clinical Child Psychology) بعض الاستراتيجيات السلوكية العامة والداعمة والتي تعتبر إحدى أكثر الطرق فعالية في علاج شهوة الغرائب، وذلك بالتدريب على تحديد الاطعمة الصالحة للأكل وتمييزها عن المواد التي لا يمكن أكلها عبر استخدام التعزيزات الإيجابية في ذلك.
ما هي المضاعفات المرتبطة بالقطا؟
توجد العديد من المضاعفات المحتملة والمرتبطة بالقطا منها:
- تحتوي بعض المواد -مثل رقائق الدهان paint chips- على الرصاص أو مواد سامة أخرى، وبشكل بديهي فإن تناولها يؤدي إلى التسمم، ما يزيد احتمالية خطر إصابة الطفل بصعوبات التعلم وضرر الدماغ، وهي من أكثر الآثار الجانبية خطورة وإهلاكًا.
- يمكن لتناول المواد غير الغذائية أن يتعارض مع تناول الطعام الصحي مما يؤدي إلى احتمالية الإصابة بنقصٍ في التغذية.
- يُسبب تناول المواد التي لا تهضم -كالحصى- الإصابة بالإمساك أو حدوث انسداد في القناة الهضمية مثل الأمعاء، كما أنَ ابتلاع المواد الحادة أو الصلبة قد يسبب حدوث تمزّق أو ثقب في بطانة المريء أو الأمعاء.
- يمكن للبكتيريا أو الطفيليات الموجودة على المواد المتناولة أن تتسبب بحدوث عدوى خطيرة، يمكن لبعض العدوى أيضًا أن تلحق الضرر بالكليتين أو الكبد.
- إن ترافق هذا الاضطراب بالإصابة بإعاقات النمو قد يزيد من صعوبة العلاج.
هل يمكن منع شهوة الغرائب من الحدوث؟
لا توجد طريقة معينة لمنع اضطراب القطا، لكن الانتباه الحذر لعادات الطعام والمراقبة الدقيقة للأطفال المعروفين بوضعهم أشياءً في أفواههم قد يساعد على الكشف المبكرعن الاضطراب قبل حدوث أي مضاعفات خطيرة.
- ترجمة: سيرين خضر
- تدقيق: دانه أبو فرحة
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر