ماذا تعرف عن النزوف الشظوية- splinter hemorrhages؟


ما هي النزوف الشظوية؟

هي بقع دم صغيرة تبدو كالشظايا، وتظهر تحت الظفر عندما تتضرر الشعيرات الدموية على طول فراش الظفر -وهو الجلد الواقع تحت الظفر- وتنفجر، وتشاهَد من خلال الظفر كميات صغيرة من الدم الخارج من الأوعية المتضررة، فيصنع النزف خطًا يشبه الشظية باتجاه نمو الظفر، ويمكن للنزوف الشظوية أن تحدث في أي من أظافر أصابع القدم أو اليد.

الأسباب

قد تظهر النزوف الشظوية بعد إصابة أو رضة في الظفر، فيمكن لارتطام إصبع القدم بشيء ما أو أذية إصبع اليد أن يتسبب بضرر في الأوعية الدموية على طول فراش الإصبع المتأذي، وبنزفٍ تحت الظفر.

لا داعي للقلق من هذه النزوف الناتجة عن أذية ما، ولكن قد يدل نزف شظوي أحيانًا على مرض أو اضطراب مستبطن قد يؤذي الأوعية الدموية، مثل:

  • التهاب الشغاف الجرثومي: إذ تهاجر جراثيم مع المجرى الدموي إلى دسامات القلب.
  • التهاب وعائي: يحدث ضرر للأوعية الدموية نتيجة التهابٍ ما.
  • إصابة فطرية في الظفر: فقد تسبب هكذا عدوى ترقق فراش الظفر وضررًا محتملًا في الأوعية الدموية.
  • مرض السكري: يمكن لارتفاع مستوى غلوكوز الدم أن يؤذي الأوعية الدموية.
  • داء رينو- Raynaud’s disease: أو الاعتلال الوعائي مجهول السبب، وفيه تصبح أصابع القدم واليد شديدة الحساسية للبرودة، ما قد يؤذي الشعيرات في فراش الظفر.
  • تراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية لأظافر أصابع اليد، ما قد يسبب ضررًا فيها.
  • متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية-Antiphospholipid syndrome: تسبب هذه المتلازمة تطور خثرات دموية في الشرايين والأوردة، وقد تحدث نتيجة حالة طبية أخرى، مثل الذئبة، أو دون سبب معروف.
  • مُعاقرة المخدرات عبر الوريد: فحقن المخدرات غير القانونية، كالهيروين، في الوريد يعرّض المتعاطي لخطر الإصابة بالأمراض المعدية بشكل أكبر.
  • صدفية الأظافر: وهو مرض مناعي ذاتي يسبب تراكم خلايا جلدية زائدة على الأظافر، ما قد يسبب توهّد الأظافر (تنقّرها)، وأحيانًا أيضًا انفصال الأظافر عن فراش الظفر.
  • مرض القلب الروماتيزمي: تحدث هذه الحالة عندما يتطور التهاب البلعوم عند طفل مصاب بجراثيم المكورات العقدية إلى عدوى أشد تؤذي قلبه.
  • أمراض جهازية أخرى تسبب التهاب الأوعية الدموية: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والقرحة الهضمية، والذئبة، وتصلب الجلد، والأورام الخبيثة.

كما قد تحدث النزوف الشظوية كتأثيرٍ جانبي لأدوية معينة، مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، كالأسبرين، والذي يسبب النزف عند تناولها بجرعات عالية، والوارفارين، وأدوية أخرى.

الأعراض

عند حدوث النزوف الشظوية، تتمزق الأوعية الدموية الصغيرة على طول الخطوط الطبيعية الموجودة في الظفر، فيلتصق الدم النازف تحت الظفر بصفيحة الظفر ويبدو أنه يتحرك للأعلى بنمو الظفر.

لكن بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض جهازية، ستعاود النزوف الشظوية الظهور غالبًا، أحيانًا في مواقع مختلفة، وعادة ما تكون النزوف بطول 1 إلى 3 ميليمتر، وعادة تكون الخطوط حمراء أو بلون بني محمر، ويصاب الرجال بنزوف شظوية بشكل أكثر شيوعًا من النساء، كما قد يكون ذوو البشرات الداكنة أكثر عرضة للإصابة بها.

في معظم الحالات تكون النزوف الشظوية غير مؤلمة، في الواقع قد لا تكون ملفتة للنظر مباشرة، ولكن في حالة النزوف الناتجة عن إصابة، قد يحدث تورّم والتهاب وألم، بالترافق مع كميات صغيرة من الدم، أما إذا كانت مؤلمة، فعلى الأرجح أن تكون ناتجة عن مرض جهازي، وقد تشير النزوف القريبة من صفيحة الظفر والتي تصيب عدة أصابع إلى مرض جهازي مستبطن أيضًا.

التشخيص

لا داعي لزيارة الطبيب عند الإصابة بنزف شظوي ثانوي ناتج عن إصابة، بالمقابل، إذا كان السبب وراء النزف الشظوي مجهولًا، أو إذا حصل في أكثر من ظفر واحد، تجب زيارة الطبيب لتقييم أفضل.

قد يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي للمريض وتاريخ عائلته الطبي أيضًا، وتتضمن التحاليل المخبرية المجراة لتحديد سبب النزف الشظوي:

  • زرع الدم؛ للتحري عن وجود جراثيم أو فطور في الدم.
  • عدّا دمويًا شاملًا.
  • قياس سرعة ترسّب الكريات الحمراء؛ ما يكشف عن وجود التهاب في الجسم.

كما قد يطلب الطبيب إجراء صور للبحث عن وجود شذوذات، بما يتضمن صور أشعة سينية للصدر وتخطيط صدى القلب، وإذا شك بوجود ورم خبيث، سينصح بأخذ خزعة لتحديد ما إذا كانت البقعة الداكنة حميدة أم سرطانية، إذ قد يدل النزف تحت الظفر أحيانًا على سرطان الجلد (الميلانوما).

العلاج

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء النزف الشظوي، فلا داعي لعلاج ذاك الناتج عن رضة، واعتمادًا على شدة الإصابة، قد يزول النزف تمامًا خلال بضعة أيام أو قد يختفي ببطء بنمو الظفر، ولأن الأظافر تنمو ببطء، قد يتطلب الأمر عدة أشهر حتى تزول العلامة المشابهة للشظية بشكل كامل، وإذا كنت تعاني من ألم تالٍ لإصابة في ظفر إصبع قدمك أو يدك، ضع كمّادة باردة على منطقة الإصابة لتقليل التورم والالتهاب، أو تناول مسكنات ألم متاحة دون وصفة طبية، وذلك حسب الإرشادات.

أما بالنسبة للنزوف الشظوية الناتجة عن مرض أو اضطراب فقد تزول بعد علاج السبب المستبطن. ويتنوع علاج هكذا نزوفات، فمثلًا قد يصف لك طبيبك دواءً مضادًا للفطور للنزوفات الشظوية الناجمة عن عدوى فطرية، أو قد تتلقى وصفة لكورتيكوستيروئيد أو كابح للمناعة إن كان السبب الكامن وراء النزف هو مرض جهازي، كالتهاب المفاصل الروماتويدي أو صدفية الأظافر.

وإذا حددت الاختبارات إصابتك بالتهاب شغاف القلب، قد يصف لك طبيبك مضادًا حيويًا أو ينصح بإجراء عملية جراحية لإصلاح دسامات القلب، وعندما تكون النزوف الشظوية تأثيرًا جانبيًا لدواءٍ ما، قد يتوقف النزف حال إيقاف تناول ذاك الدواء.


  • ترجمة: سارة وقاف
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: محمد حمد

مصدر 1 / مصدر 2