خبرٌ سارٌ للآباء الذين سئموا من محاولة إقناع أطفالهم بأن يتناولوا الخضروات، أو أن يذهبوا للنوم، أو إقناعهم بتنظيف غرفهم؛ العلم يظهر أن علم النفس العكسي فعالٌ حيال ذلك.

علم النفس العكسي (Reverse Psychology) أو ما يدعى بالتدخل العكسي paradoxical intervention)) هو جزء من ظاهرة تسمى «ردة الفعل reactance»، كما يقول جيف جرينبرج أستاذ السيكولوجيا الاجتماعية بجامعة أريزونا. تقوم تلك الفكرة على امتلاك الناس لحوافز عميقة للمدافعة عن حرياتها كما يقول جرينبرج.

فعندما يشعرون أن حريتهم تحت التهديد يميل بهم الظن أن هناك شخصًا ما يود أن يسلب حقهم في الاختيار، فيكون رد الفعل معاديًا لهذا التهديد، ويشعرون بالغضب والدفاعية محاولين أن يعكسوا هذا التهديد.

يقوم علم النفس العكسي بانتهاز تلك الفرصة كما يقول جرينبرج. فعندما يقوم شخص ما بتهديد حريتك، يجعل الأمر يميل في اتجاه ممارسة تلك الحرية.

فلنأخذ على سبيل المثال طفلًا لا يريد تناول البروكلي. عندما يقول الأب: «لن أدعك تأكل البروكلي!» يكون أكلها أكثر جاذبية للطفل عما قبل، كما يقول جرينبرج.

لم يرد الطفل أكل البروكلي في بادئ الأمر على الإطلاق، ولكن وضعه في موقف الاختيار عندما يشعر بالتهديد أن حريته ستسلب، عندها يكون البروكلي أكثر جاذبية.

لاحظ جرينبرج أن علم النفس العكسي لا يجدي نفعًا مع الجميع، بل يعمل على بعض الناس أكثر من غيرهم، اعتمادًا على ردة الفعل. فهي تعمل بشكل ممتاز على حادّي الطباع والعنيدين، والذين تغلبهم العاطفة.

أما المحبوبون والمطيعون هم أقل عرضة لظاهرة ردة الفعل، فلا يعمل معهم بشكل فعال، كما يقول جرينبرج.

القليل من الأدلة تشير إلى أنها تعمل مع الرجال أكثر مما تعمل مع السيدات، حسب جرينبرج.

لاحظ جرينبرج أن الطفولة تنقسم لمرحلتين تبعًا لتعاملها مع علم النفس العكسي؛ الأطفال في عمر من 2 إلى 4 سنوات عاطفيون وأكثر تمردًا من أولئك الأكبر منهم سنًا، فيعمل معهم علم النفس العكسي بكفاءة.

أما بعد الرابعة، يميل الأطفال للاجتماعية ويكونون أقل غضبًا، وبالتالي أقل عرضة لعلم النفس العكسي.

المثال الشهير الآخر هو سن المراهقة، عندما يتمرد المراهقون على آبائهم، فهم معرضون لعمل علم النفس العكسي في هذه الحالة، فهذا الوقت الذي يريد فيه الأب شيئًا فيقوم المراهق بتبني الشيء الآخر مباشرة، كما يقول جرينبرج.

الشيء المميز في الأطفال هو عدم درايتهم باستخدامك لعلم النفس العكسي في محاولة إقناعهم نظرًا لعدم اكتمال قواهم الإدراكية.

أما البالغون فقد يلاحظون ذلك. كما قد تؤدي المحاولة لاستخدام علم النفس العكسي لنتائج عكسية، فتكون ردة فعل البالغين معادية لمحاولة التلاعب بهم من قبل الوالدين، فينتهي الأمر بما يمكن تسميته عكس علم النفس العكسي.

ومع ذلك لا يمكن القول أن هذه الطريقة لن تعمل مع البالغين، ولكن يجب أن تستعمل بحكمة، كما يقول جرينبرج.


  • ترجمة: محمد إيهاب
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: أحمد عزب

المصدر