إنَّ فرضيّة كون الإلكترون الواحد والذي اقترحه (جون ويلر – John Wheeler) في مكالمة هاتفيّة مع الفيزيائي الشهير (ريتشارد فينمان – Richard Feynman) عام 1940، تقول بأنَّ جميعَ الإلكترونات و (البوزيترون – (Positron، ما هي في الواقع إلّا تعبيرٌ عن كيانٍ واحدٍ، حيث يتحرّك هذا الكيان نحو الأمام والخلف في الوقتِ المُناسب.

ووفقًا لـ فاينمان: «تلقّيت مُكالمةً هاتفيّة في أحد الأيّام من البروفسور ويلر من كليّة الدراسات العليا في برينستون، وقال لي: يا فاينمان أنا أعلم لماذا جميع الإلكتروناتِ لها نفس الشحنة و الكتلة، لأنهم جميعًا نفسُ الإلكترون!».

وتستندُ هذه الفكرة على الخطوطِ التي تَتَبّعها العالَم عبر الزمكان من قِبلِ كُل الإلكترونات، وبدلًا من وجودِ عدد ضخمٍ من هذه الخطوط، اقترحَ ويلر أنّه بالإمكان أن تكون كلها أجزاءً لخطٍ واحد؛ مِثل عُقدة مُتشابكةٍ ضخمة، وتُتبَعُ من قِبلِ إلكترونٍ واحدٍ فقط.

وتُمثّل أي لحظةٍ مُعطاة في الزمن من خلال شريحة عبر الزمكان، وستلتقي مع الخطِ المعقود في الكثير من المرّات، وإنَّ كل نقطة التقاءٍ تُمثّل إلكترونًا حقيقيًا في تلك اللحظة، ويتم توجيه نصف تلك الخطوط نحو الأمام في الوقت المناسب، أما النصف الآخر سيتم تدويره وتوجيهه نحو الوراء، واقترح ويلر أن تكونَ هذه المقاطع التي في الوراء قد ظهرت كجُسيم مُضاد للإلكترون، أي بوزيترون.

وقد لُوحِظ العديد من الإلكترونات أكثر من البوزيترونات، ويُعتقد بأن الإلكترونات يفوقُ عددها بشكلٍ واضح.

ووفقًا لفاينمان فقد طرح هذه المسألة مع ويلر، والذي تكهّن بأن عدد البوزيترونات المفقودة لربما تكون مخفيّةً داخل البروتونات، وقد ذُهل فاينمان من فِطنة ويلر حول إمكانيّة الجُسيمات المُضادة أن تُمثَّل بخطوطِ العالم المعكوسة.

وأفادَ فاينمان بخطابه في نوبل قائلًا: «لم آخذ فكرة ويلر بأنَّ جميع الإلكترونات هي نفسها، بذات الجديّة التي أخذتها عن ملاحظة أنَّ البوزيترونات يُمكن ببساطة أن تُمثّل الإلكترونات من المستقبل إلى الماضي في المقطع الخلفيّ من خطوط عالَمها.

وهذا الذي سرقته!».

واقترح فاينمان في وقت لاحق هذا التأويل بأنَّ البوزيترونات هي إلكترونات تتحرك للوراء في الوقت المناسب في ورقته ( نظريّة البوزيترونات – The Theory of Positrons) عام 1949.

وقد طبّقها لاحقًا (يويشرو نامبو – Yoichiro Nambu) على كل إنتاجٍ وإفناء لأزواج الجُسيمات المُضادة للجُسيمات، مُشيرًا إلى إنَّ هذا الإنتاج والإفناء في نهاية المطاف لن يكون هكذا، وإنّما سيكون تغييرًا في اتجاه الجُسيمات المُتحرّكة، من الماضي إلى المستقبل، أو من المستقبل إلى الماضي.