وفقًا لدراسة جديدة لمنتصف العمر 25 عامًا، تعد صحة قلبك في منتصف العمر هي العامل المحدد لخطر إصابتك بالخرف في سن الشيخوخة.

وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة ريبيكا غوتسمان-Rebecca Gottesman وهي أستاذة علم الأعصاب في جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور: «إن الأشخاص المدخنون أو يعانون من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف عند تقدمهم في السن.

بشكل عام وخلال هذه الدراسة، ارتبطت جميع عوامل الخطر هذه مع زيادة خطر الإصابة بالخرف.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن خطر الإصابة بالخرف المرتبط بمرض السكري يصل تقريبًا إلى نسبة الخطر الذي يأتي من الجين APOE-e4، وهو يعرف بعامل الخطر الجيني لمرض ألزهايمر».

وتعقب الباحثون 15.800 مشارك تقريبًا في دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات المحلية (ARIC).

وهو مشروع من المعاهد الوطنية الأمريكية الممولة من الصحة والتي صممت لتعقب تأثير تصلب الشرايين على صحة الناس على المدى الطويل.

حيث تم تعيين المشاركين من بين عامي 1987 و1989، وتعقب أكثر الأشخاص في عمر 25 عامًا، الذين خضعوا لمجموعة دورية من الفحوصات الطبية والتي شملت اختبارات قدرتهم على التفكير وقدرات الذاكرة.

وخلال هذا الوقت، تم تشخيص حوالي 1,500 شخص يعانون من الخرف.

وقالت غوتسمان: «في السابق، كانت عوامل الخطر لأمراض القلب مرتبطة بمشاكل الدماغ بما في ذلك الخرف.

ولكن من المهم وبشكل خاص النظر إلى ذوي منتصف العمرلأنه يبدو أن الخطر يكون أكبر في هذه الفترة من العمر».

ولكن الدراسة لم تُظهر بشكل مباشر الأسباب والنتائج لهذا الخطر.

ومع ذلك، وجد الباحثون أن بعض عوامل الخطر لأمراض القلب مرتبطة بشكل فردي مع الخرف، بما في ذلك:

  •  مرض السكري ( 77% خطر الإصابة بالخرف)
  •  ارتفاع ضغط الدم ( 39% زيادة الخطر) • ضغط الدم الأعلى من الطبيعي ( 31% زيادة الخطر)
  •  التدخين (41 % زيادة الخطر)

وقال كيث فارجو- Keith Fargo وهو مدير البرامج العملية في مؤسسة ألزهايمر: «إن أي شيء يضر بالقلب والأوعية الدموية في منتصف العمر يمكن أن يعوق قدرة الجسم على دعم وظائف الدماغ على المدى الطويل».

وأضاف فارجو: «يستخدم الدماغ كمية هائلة من الطاقة والمغذيات مقارنة بالأعضاء الأخرى في الجسم، وهذا هو نظام الدروة الدموية في الجسم حيث يُحمل الأكسجين والجلوكوز والمغذيات الأخرى إلى الدماغ.

وكل شيء يتعارض مع هذه العملية، يُشكل تحديًا للدماغ، وعلى الرغم من أن الدماغ مرنٌ جدًا، مثل أي عضو في الجسم، إلا أنه يمكن أن يتعرض للكثير من الأذى».

وقالت غوتسمان: «إن عوامل الخطر التي تهدد القلب يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية الصامتة والتي تعزز من الإصابة بالخرف، وأخيرًا، فإن الشرايين المتصلبة قد تجعل الجسم غير قادر على التخلص من السموم من الدماغ».

وفي دراسة سابقة للمشاركين من ARIC، وجد فريق غوتسمان أن عوامل الخطر التي تهدد القلب في منتصف العمر كانت مرتبطة بمستويات عالية من بيتا أميلويد، وهو بروتين لزج يتراكم في أدمغة مرضى ألزهايمر.

وكما اقترحت غوتسمان، أنه من المحتمل أن يكون تدفق الدم القوي أفضل علاج لتنظيف خلايا الدماغ من بروتين بيتا أميلويد، وخاصة في منتصف العمر.

وأضاف كلًا من غوتسمان وفارجو: «أنه لو فشلت المحاولات في علاج عوامل الخطر هذه في منتصف العمر، بإمكانك مساعدة عقلك على تبني نمط حياة صحي للقلب في سن الشيخوخة».

وقال فارجو:«إنني لا أقول أن الأوان قد فات، ولكن كلما كان العلاج مبكرًا كلما كان أفضل.

وهناك أشياء يمكنك القيام بها أي لحظة في حياتك للحد من المخاطر التي قد تصيبك».

ووجدت الدراسة أيضًا عوامل أخرى تؤثر على خطر الإصابة بالخرف، مثل: الأشخاص ذو البشرة السوداء(السمراء) يعانون من زيادة خطر الإصابة بنسبة 36% مقارنة بالأشخاص ذو البشرة البيضاء.

والذين لم يتخرجوا من المدرسة الثانوية يعانون من زيادة خطر الإصابة بنسبة 61% مقارنة بالخريجين من المدارس الثانوية.

والأشخاص الذين يحملون جين APOE-e4 يعانون من زيادة خطر الإصابة بنسبة 98% مقارنة مع الذين لا يحملون الجين.


  • ترجمة : آية عبد العزيز.
  • تدقيق: رؤى درخباني.
  • تحرير:عيسى هزيم.
  • المصدر