يُقال بأن تطبيقات حفظ البطارية مثل : (تخفيض الاستهلاك غير الضروري لطاقة البطارية) وبذا تطول مدّة بقاء شحن البطارية، لكن هل حقًا تُجدي هذه التطبيقات نفعًا؟

للهواتف الذكية شاشات مضيئة كبيرة جدًا، بالإضافة لمجموعة من مُستقبِلات الللاسلكي وأجهزة الإرسال، ومُعالِجات بالسّرعة القصوى.

تقنية بطارية الهاتف تُكافِح من أجل مُجاراة هذه المتطلّبات المُنقضّة عليها، وبعضها ما يستمرّ لِخمس ساعات فقط من الاستخدام المكثّف قبل أن تفرغ تمامًا.

لهذا يُتاجر مُطوّروا تطبيقات الهواتف الذكية بتطبيقات حفظ البطارية، و يزعمون بأن هذه البرامج تُطيل عمر البطارية عن طريق حصر المهام غير الضرورية، وذلك للتأكّد من أنه لن يشغل هاتفك إلا التطبيقات التي تعمل عليها أنت في تلك اللحظة.

على سبيل المثال، بعض هذه التطبيقات معروفة بكونها تشغّل نفسها تقائيًا، حيث تحمّل تحديثات وترسل إشعارات باستمرار، أو تعمل في خلفية هاتفك وأثناء قيامك بمهام أخرى بشكل رئيسي، وبذا تستهلك وقت وعمر المُعالِج.

تعاني تطبيقات أخرى من مشاكل في التصميم أو عيوب تُسمى (عِلَل) تجعلها تستهلك طاقة غير لازمة.

كشف الباحثون في جامعة Purdue حديثًا النقاب عن بيانات تشير إلى أن اللعبة الشهيرة (Angry Birds) و(Facebook) بالإضافة إلى تطبيقات أخرى عديدة تستنفذ ما يعادل ثلاثة أرباع استهلاكها من الطاقة ليس على تشغيل التطبيق نفسه، إنما الإعلانات الأجنبية التي تُعرَض لكلّ مُستخدِم.

(المصدر شركة مايكروسفت-Microsoft).

في الصفحة التالية، سنعرض لك كيف يفترض بتطبيقات حفظ البطارية أن تعمل، وكيف يُمكِن لها في بعض الحالات أن تكون مُدمّرة وسيئة بكُل ما تحمله الكلمة من معنى.

أتعتقد بأنك تعلم أي التطبيقات تعمل في الوقت الحالي وتستهلك عمر بطاريتك؟

قد تكون بحاجة لإعادة التفكير ثانية! العديد من التطبيقات تعمل باستمرار حتى وإن حاولت إيقافها.

لنبدأ بأهم النصائح المتعلقة بالتطبيقات، إِن رأيت إعلانًا لإحدى تطبيقات حفظ البطارية في تطبيق آخر، ربما على شكل أنيميشن مضيء ومزعج يحذرك من هلاك بطاريتك الوشيك، لا تفتحه.

هذه المسماة تطبيقات قد تكون أحيانًا عبارة عن برامج ضارّة (Malware) تهدف في الحقيقة إلى سرقة معلوماتك الشّخصية في بعض الحالات.

بدلًا من ذلك حمّل تطبيقك من مزود الخدمة أو المتجر المعتمد، وفقط بعد الاطّلاع على تعليقات مستخدمين آخرين تشير إلى أنّ هذا التّطبيق فعّال.

الكيفية التي تقوم فيها هذه التّطبيقات بسحرها المنتظر تختلف حسب المطّور، بعض تطبيقات حفظ البطّارية تدعى (قاتلة المهام) والتي تعمل بشكل آلي على إيقاف التطبيقات التي تحاول تشغيل نفسها بنفسها.

نظريًا، هذه فكرة عظيمة ولكن في بعض المواقف، ستقوم نفس التطبيقات بإعادة تشغيل نفسها ببساطة وبعدها تُغلَق ثانية (من قبل تطبيق حفظ البطّارية) في دوّامة غير منتهية والتي قد تستنفذ بطّاريتك أسرع من ذي قبل!

نوع آخر من هذه التطبيقات تعمل على إيقاف التطبيقات النشطة وغير النشطة، ممّا قد يدمّر كفاءة هاتفك ككُل.

هنالك طريقة أفضل للحفاظ على حياة البطّارية، في الصفحة التّالية سنريك كيف يمكن لتطبيقات أخرى أن تساعدك.

(Battery Saver) هو واحد من بين عدد هائل من التطبيقات التي تقدم العديد من نماذج المستخدمين التي تتواءم مع نماذج استخدام نوعية محدّدة من الهواتف الذّكية.

اختر النّموذج المناسب وستقوم بحماية شحنة بطّاريتك أمّا إن اخترت النموذج الخطأ فقد تستهلك طاقة أكثر منها في حالة عدم وجود التطبيق بالكامل.

التطبيقات (قاتلة المهام) قد تكون طريقة مشكوك بها لحماية شحنة البطّارية، بعض التطبيقات تبدو أكثر منطقية بكونها تقوم بقطع رؤوس الوحوش التي تمتص الطّاقة!

(JuiceDefender) يعد إحدى هذه التطبيقات. عوضًا عن إغلاق التّطبيقات فهو يقوم بشكل آلي يإيقاف المكونات المتعطشة للطّاقة في حالة عدم استخدامك لها، على سبيل المثال حين لا تكون بالقرب من إشارة (WiFi) يقوم التطبيق بإطفاء مستقبل إشارة(WiFi) في هاتفك.

(Easy Battery Saver) يعمل بطريقة مشابهة. بالإضافة إلى أنه بإمكانك استعمال أوضاع متنوعة (الحفظ العام، حفظ الطّاقة المميز إلخ..) بناء على رغبتك والجدول الزمني الذي تفضله. لكن عليك أن تضلّ متنبهًا بالطّريقة التي تفعّل فيها مثل هذه التطبيقات.

(Abinhav Pathak) طالب دكتوراه في قسم هندسة الكمبيوتر في جامعة (Purdue)، واحدًا من فريق الباحثين الذين تتبّعوا مستهلكات طاقة الهواتف الذّكية، حيث يشبه Pathak بالمنزل، وتطبيقات حفظ البطّارية وظيفتها التأكّد من كون الأضواء مطفأة في حال عدم وجود أحد بالمنزل ومن أن المكيّف مغلق في حال كان الجو دافئًا بالخارج ولهذا الغرض تطبيق من هذه التّطبيقات قد يفيدك.

ولكن يقول Pathak أن هذه التّطبيقات لا يمكنها التّعامل مع مشكلة التّطبيقات التي تستهلك طاقة أكبر بكثير ممّا يجدر بها.

وبشكل خاص وجد بأنّ العديد من التّطبيقات قد برمجت بشكل خاطئ وبالتّالي تستهلك طاقة أكثر من اللازم. مثلًا تطبيق يستعمل خدمة تحديد الموقع GPS قد يخفق في إغلاق مستقبل GPS في هاتفك حتّى بعد خروجك من التّطبيق، بمعنى أنّ هاتفك ينزف طاقته بلا رحمة!

وبسبب هذا النوع من المشاكل على المستخدمين أن يتمنوا أن يكون المطوّرون أكثر حذرًا عند تصميم هذه التّطبيقات.

وفي بعض الظروف السيئة قد تضطر إلى إلغاء تثبيت التّطبيق المسبّب للمشكلة بدلًا من تركه يتغذى على طاقة هاتفك.

في الصّفحة التّالية سنشرح أكثر عن أفضل الطّرق المتّبعة لتخفيض استهلاك الطّاقة و إطالة مدّة بقاء شحنة هاتفك الذّكي.

بإيقافك لتشغيل العناصر التي لا تستخدمها في الوقت الحالي، مثل Wi-Fiوتطبيقات حفظ البطّارية أنت بذلك تخفض استهلاك الطّاقة التي تحتاجها وتطيل المدّة ما بين فترات إعادة شحن البطّارية لست حتى بحاجة إلى تطبيق للقيام بمثل هذه المهام !

عليك أن تدرك بأن تطبيق حفظ الطّاقة الذي يعمل بشكل رائع على جهاز ما قد لا يكون كذلك على جهاز آخر.

تأكّد من قراءتك لملاحظات المستخدمين للتطّبيقات التي تعمل بشكل أفضل على جهازك.

واعلم أيضًا بأنّ التّطبيقات ليست هي الطّريقة الوحيدة للحفاظ على بطّاريتك فقط عليك أن تتعلّم كيف تكون ذكيًّا في استعمالك لهاتفك.

على سبيل المثال، أطفئ مستقبلات الشّبكات حين لا تقوم باستخدامها، البلوتوث والواي فاي سيستمران في البحث عن الإشارة القريبة وسيستنزفان بطّاريتك.

نظّم التحديثات المتكررة لتطبيقاتك فالبعض منها يبحث عن آخر التّحديثات باستمرار ممّا يتطلب وقتًا من المعالج واتصالًا بإحدى الشّبكات.

خفّض من إضاءة شاشتك فوضعية أعلى إضاءة هي في الغالب غير ضرورية وتبدد الطّاقة.

قلّل مهلة الإغلاق الذّاتي للشّاشة كذلك، إن كانت شاشة هاتفك ستنتظر مدّة دقيقتين لاستخدامها فهي بهذا تستهلك الكثير من الطّاقة للا شيء. حدّد المهلة حتّى 30 ثانية فقط أو أقل.

العديد من الهواتف تمتلك أوضاع حفظ طاقة خاصّة بها مصمّمة داخلها. خذ جولة في الإعدادات أو أجري بحثَا سريعَا على الإنترنت وستحصل على تعليمات استخدام أية أوضاع مصمّمة داخل جهازك.

ليس المهم إذا ماكنت تحافظ على بطّارية جهازك بنفسك أم باستخدام تطبيق ما، راقب طريقة استخدام هاتفك للطّاقة. هنالك تطبيق يدعى Carat مطوّر من قبل جامعة (Berkley-California) يقوم بعمل تحليل دقيق لنظام عمل هاتفك ويقدّم توصيات لتحسينه.

أو بإمكانك البحث عن بطّارية طويلة الأمد، بوجود العديد من أنواع الهواتف الذّكية بإمكانك شراء مثل هذه البطّاريات التي تدوم أكثر بكثير من البطّارية القياسية.

من المؤكد بأن الهواتف الذّكية تحتاج كمية كبيرة من الطّاقة حتمًا فهي تقدم عدد غير محدود من الخدمات تقريبًا في جهاز بحجم الجيب.

قد تمرّ سنوات قبل أن تتمكن تكنولوجيا البطّاريات من جعلها متناسبة مع حاجة هاتفك للطّاقة، ولكن خلال هذا الوقت عليك أن تمتلك سلسلة كاملة من الاستراتيجيات الجاهزة لحماية بطّاريتك بما فيها تطبيقات حفظ البطّارية.

ملاحظة الكاتب:

استعملت هاتفي الذي بحجم ساعد اليد لمدة 6 سنوات ولم أقم بتغيير بطّاريته أبدًا وقمت بإعادة شحنها 12 مرّة تقريبًا.

قد يكون في هذا مبالغة إلى حدّ ما ولكن هذا الهاتف تحديدًا لشيء واحد فقط المكالمات الهاتفية، لم استخدمه أبدًا لمشاهدة الأفلام أو التّسلي بالألعاب أو أيّ مهمّة كبيرة أخرى!

لذا كانت صدمة أن أتحول لاستخدام هاتف ذكي لأكتشف بأنه علي إعادة شحن هذا الشيء مرتين يوميًا.

في الواقع عوّدت نفسي على استخدامه أقلّ فأقلّ لاستعمال شحنة بطّاريته في الحالات الطّارئة ولكن تجنب التكنولوجيا بسبب خوفك من قصر أمد البطارية يبدو سخيفًا!

أنا الآن أعلم أكثر عن طرق جعل هاتفك يرشد استخدام الطاقة بدلًا من استهلاكها كالمجنون.

بدءًا من أساليب يدوية ذكية كخفض إضاءة الشاشة وصولًا إلى تطبيقات حفظ البطارية، شحنة واحدة صارت تستمر لفترة أطول وتبقيني أكثر سعادة.


  • تدقيق: أسمى شعبان
  • المترجم : أيوب عبد الصبور
  • تحرير: أميمة الدريدي
  • المصدر