سننطلق في هذه المقالة من افتراض أنَّك لا تريد أن تتسببَ بانفجارٍ في محطّة الوقود، ولا أن تُرسِلَ هيكل المحطة وكلَّ مَن فيها مِن زبائنٍ و عُمّال غسيل الزجاج وتذاكرَ اليانصيب ضمن سحابة من الدخان، لذا إذا كُنت لا تريد أن تتسبب بذلك حقًا، فهل يجب أن تُبقي هاتفك الخلويّ مُطفئًا؟

– الإجابةُ هي لا.

في الوقت الذي تقوم به محطّات الوقود بنشر تحذيراتٍ ضد استخدام الهواتف المحمولة فيها، وتتناقُل الأساطير الشعبيّة عن الحرائق التي بدأت من هاتفٍ محمول في خزّانات الغاز، فإنّه تِبعًا لـ (معهد مُعدّات البترول – Petroleum Equipment Institute) لم تكن هنالك أيُّ حالةٍ موثّقة عن هاتفٍ خلويّ سبَّبَ حريقًا في محطة وقود، بل في الواقع قام الباحثون بمحاولة لاستخدامِ الهواتف المحمولة لبدءِ حريقٍ في مضَخّة غاز وفشلوا بذلك.

ولكن ما الذي أدّى لبدءِ تلك الفكرة التي تقول بأن الهواتف المحمولة ومضخّات الغاز لا تجتمعان؟في الواقع، إنها تلك الصدمة الكهربائيّة الخفيفة التي تتلقّاها عندما تتحركُ على السجّادة.

صحيحٌ أنّه لم يُسَجّل أي حريقٍ من هاتفٍ محمول، لكنَّ الكهرباء الساكنة يمكنها أن تَتَسبب بهذا الحريق، فعندَ الضغط على دوّاسة الوقود، فإنَّ أبخرة الغاز تتدفق حول فوهة المضخّة، حتّى عندما يتم إدخالها إلى الخزّان، تِلك الأبخرة يمكن أن تشتعلَ بواسطة الكهرباء الساكنة، وبمجرّد أن تشتعل فسوفَ ينتقل الحريق أينما وِجد الغاز؛ داخل المضخّة وداخل خزّان وقود السيّارةـ

فإذا كنت قد بدأت بملء خزّان الوقود لسيّارتك، ثُمَّ عُدت لتجلس في السيّارة – لأنك كسولٌ أو لا تريد الوقوف خارجًا- وبعدها عُدت لفوّهة المِضخة، فذلك كفيلٌ بإشعال أبخرة البنزين بسبب ما تتعرض له من شحناتٍ لكهرباء ساكنة أثناء هذا التنقّل.

في الواقع، لقد وجد بعض الخبراء شحناتٍ تصلِ ل 60 ألف فولت عند الناس الذين يدخلون ويخرجون من سيّاراتهم أثناء التزوّد بالوقود.

‘‘فاحرص على ألّا تدخل إلى سيّارتك أثناء ملئ خزّان الوقود مهما كانت الظروف، وإن حدث ذلك فتأكد أن تلمسَ معدَن السّيارة قبل سحب خرطوم الوقود كي تفرّغ الشحنة الساكنة من جسمك.‘‘

لذلك وعلى الرغم من أنَّ هاتفك الخلويّ لن يُسبّب بانفجارٍ داخل محطّة الوقود، لكن من الجيّد أن تتركه في السيّارة حتى تنتهي من ملئ خزّان الوقود، وبالرغم من أنَّ عمليّة التزوّد بالوقود مملّة، إلا أنّك بحاجة لتكون مدركًا لما يُحيط بك حتى تتمكّن من التعامل مع أي مُشكلة مع المضخّة.

فيما يلي فيديو يُبيّن تجربةً عمليّة لاشتعال الوقود بِفِعلِ الهاتف النقّال:


  • ترجمة: رامي الحرك
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير : رغدة عاصي

 المصدر