منذ عدة قرون مضت كان هناك اعتقاد سائد على نطاق واسع، يقول بأنه يمكن للخوف والفزع أن يزيلا اللون الطبيعي للشعر ويحوِّلانه إلى اللون الأبيض، وتقول في ذلك بعض الأساطير، إن بعض السجناء المدانين، مثل: ماري أنطوانيت كان قد تحول شعرها إلى اللون الأبيض قبل الإعدام، والغريب في الأمر أنه لا توجد تقارير حديثة تشير لمثل هذه الحالات بين المحكوم عليهم بالإعدام.

ولم تقف الخرافات في تفسير هذه الظاهرة حد هذا الأمر، فهناك حكايات كقصص الأشباح مثلا، تربط في كثير من الأحيان، بين لقاء الناس بالأرواح وظهور الشعر الأبيض.

إن طبيعة التفسيرات التي ذكرت سابقا، خرافية أسطورية، قادها المخيال الشعبي (الفولكلور) للبيئة الثقافية، وبطبيعة الحال، فإن هذه الأرض الرخوة تقودنا إلى البحث عن وجود دليل علمي يفسر هذه الظاهرة.

ويمكن القول إن مراكزَ الطِّب الحديثةِ تجيب في واقع الأمر عن استحالِ وجودِ آلية طبيًّا، تُمَكِّن الشَّعر من التحول عضويًا إلى الأبيض، سواء أكان بشكل مباشر، أم غير مباشر، بين ليلة وضحاها.

والسبب في ذلك هو أن الشعر بمجردأن ينمو من الرأس، فإنه لايمكن أن يتأثربأي عملياتٍ نفسية أوفيزيولوجية في الجسم؛ وذلك عائد للخلايا التي تكون ميتة تماما، فتمنع عملية التحول هذه، مع أن بعض شركات التجميل قامت بادعاء قدرة بعض منتجاتها على إعادة الحياة إلى الشعر، وإن أصيب بمرض أو رعب.

والحقيقةُ أن هذا التغيرَ المرئيَّ لن يكون سريعًا ومفاجئًا؛ لأنه سيحتاج أسابيعًا تمكِّننا من ملاحظة هذا التغير؛ بسبب الجزء المتأثر بهذا التحول، وهو جذرُالشعرة فقط، ويمكن ملاحظة ذلك، بالعودة إلى أظفارنا عندما نقوم باجتثاث الجزء الميت منها، فإنه يمكن ملاحظة نموها بعد فترة بشكل تدريجي.

إن القول بأن الجزء الميت من الشعر يمكن أن يغيِّر لونه، شبيه بقول إن جذعَ شجرةٍ ميِّت يمكن أن تنمو عليه براعمٌ.

ويُرجَّح أخيرًا، أنَّ سبب تحوُّل الشعر الرَّماديِّ إلى شعرٍ أبيضٍ؛ يكون بفعل تساقط الشعر ذو اللون الطبيعي، نتيجة إصابته بالثعلبة، وهي حالة طبية، يتم بموجبها فقدان الشعر الملون، وبقاء الشعر الأبيض.


  • ترجمة: نعيم سايس
  • تدقيق:روبيس آون
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر