دراسة جديدة تشير إلى أن معظم النماذج المناخية العالمية تقلّل من شأن كمية الأمطار التي ستسقط في المناطق الاستوائية على الأرض مع استمرار كوكبنا في الدفء.

وذلك لأن هذه النماذج تقلّل من تأثير الانخفاضات في السحب العالية فوق المناطق المدارية التي شوهدت في نتائج ناسا للرصد، وفقًا لأبحاث بقيادة العالمة هوي سو من مختبر ناسا للدفع النفاث في باسادينا، كاليفورنيا.

لحظة!!، كيف يمكن أن تؤدي السحب الأقل إلى المزيد من هطول الأمطار؟

عالمياً، لا يرتبط هطول الأمطار فقط بالغيوم المتاحة لخلق المطر ولكن أيضًا إلى ميزانية الطاقة للأرض « الطاقة القادمة من الشمس مقارنة بالطاقة الحرارية المرتدة».

على الارتفاعات العالية في الغلاف الجوي تعمل الغيوم الاستوائية كفخ حراري.

إذا كان هناك عدد أقل من هذه الغيوم في المستقبل، فإن الجو الاستوائي سيصبح باردًا.

وبسبب التغيرات الملحوظة في السحب خلال العقود الأخيرة، يبدو أن الغلاف الجوي سيؤدي إلى إنتاج سحب عالية أقل استجابةً لارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.

كما أنه سيزيد من هطول الأمطار الاستوائية، التي من شأنها تدفئة الهواء لتحقيق التوازن في التبريد الناتج عن انكماش السحب العالية.

هطول الأمطار يرفع درجة حرارة الهواء.

هذا يعكس الحدس الذي يجعل الناس ترش المياه لتبرد الهواء حولها، وليس من أجل التدفئة.

ومع ذلك، على بعد عدة أميال في الغلاف الجوي، تحدث عملية مختلفة.

عندما يتبخر الماء فإن بخار الماء هنا على سطح الأرض يرتفع إلى الغلاف الجوي، ويحمل معه الطاقة الحرارية التي جعلته يتبخر.

في الغلاف الجوي العلوي البارد، عندما يتكثّف بخار الماء في قطرات سائلة أو جزيئات الجليد، فإنه يطلق حرارته و من ثم يدفئ الغلاف الجوي.

نشرت الدراسة الجديدة في صحيفة «Nature Communications».

وهي تضع الانخفاض في غطاء السحاب الاستوائي العالي كنتيجة مؤكدة لزيادة تدفقات الهواء في أرجاء الكوكب نتيجة ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.

وتسمى هذه التدفقات الواسعة النطاق «الدوران العام – «general circulation في الغلاف الجوي، وهي عبارة عن منطقة واسعة من الهواء المتصاعد متمركز فوق خط الاستواء.

وقد أظهرت ملاحظات الرصد على مدى السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية أن هذه المنطقة تتضاءل مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، مما يتسبب في انخفاض السحب العالية.

قارنت سو وزملاؤها في مختبر ناسا للدفع النفاث وأربع جامعات البيانات المناخية في العقود القليلة الماضية مع 23 نموذج محاكاة للمناخ خلال نفس الفترة.

يستخدم معدو نماذج المناخ هذه النتائج بأثر رجعي للتحقق من مدى قدرة هذه النماذج على النتبؤ بملاحظات الرصد الحالية.

وفيما يتعلق بالبيانات، استخدم الفريق راصدات الإشعاع الحراري الخارج من الغيوم المحمولة في الفضاء التابعة لوكالة ناسا ونظام الطاقة المشعة للأرض «سيريس –CERES » والأدوات الأخرى على الأقمار الصناعية، فضلًا عن عمليات الرصد على سطح الأرض.

وجد فريق سو أن معظم النماذج المناخية قلّلت من معدل الزيادة في هطول الأمطار لكل درجة حرارة زيادة نتيجة دفء سطح الأرض الذي حدث في العقود الأخيرة.

وأظهرت النماذج التي جاءت شديدة القرب من ملاحظات الرصد للسحب في المناخ الحالي مع زيادة هطول الأمطار في المستقبل أكثر من النماذج الأخرى.

وقالت سو أنه من خلال تعقب مشكلة الاستخفاف بنقص السحب العالية المدارية و ظاهرة الدوران العام في الغلاف الجوي في معظم النماذج «توفر هذه الدراسة طريقًا لتحسين التنبؤات بالتغيرات المستقبلية في هطول الأمطار».