تحاول شركة أبر«Uber» وضع سيّارات بدون سائق على الطرق ولكنّها ليست الشّركة الوحيدة في سعيها لصناعة السّيّارات الطّائرة.

أحدثت شركة أبر «Uber» ثورةً في صناعة سيارات الأجرة وتحاول الشركّة وضع السّيارات بدون سائق على طرقنا.

وتهدف الشركّة الآن لتوفير مركبات طائرة مشتركة القيادة في سمائنا بحلول عام 2020.

شركة أبر «Uber» ليست الشّركة الوحيدة في سعيها لصناعة السّيارات الطّائرة.

ولكن هل هذا واقع أم مجرّد دعاية تسويقيّة؟

اقترن مفهوم السّيّارات الطّائرة والبدلات الفضّيّة بالنسبة للكثيرين منّا بالمستقبل، ولم تتحقّق تلك الأحلام بعد ولكن ماذا عن السّيّارات الطّائرة؟

كيف لهذه المركبة أن تكون سيّارة؟

كانت الفكرة النموذجيّة للسّيّارة الطّائرة مجرد سيّارة يمكن أن تطير بطريقة أو بأخرى.

كان المؤلّف إيان فليمينغ «Ian Fleming» من محبي السّيّارات الطّائرة في الروايات وكتب روايته «Chitty Chitty Bang Bang» عن مفهوم السّيّارات الطّائرة في عام 1963.

كما ذكر سيّارةً طائرةً في روايته «James Bond» عام 1964 والفيلم الذي تلاها «The Man with The Golden Gun».

تستند هذه المفاهيم على سيّارة  لها عجلات أمكن قيادتها في الطرقات والطّيران بها عند الحاجة.

استغنى كُتَّاْبُ ومخرجو أفلام الخيال العلميّ عن قيادة المركبات المستقبليّة على الطريق في أغلب الأحيان.

السّيّارات هي عبارة عن طائرات صغيرة كتلك التي استخدمها آنكين سكاي ووكر «Anakin Skywalker» في فيلم «Star Wars: Attack of the Clones».

تختلف إعلانات السّيّارات الطّائرة الحديثة في النوع من طائرات بمقعد واحد وطائرات بدون طيار متعدّدة المراوح إلى سيّارات على الطرقات تتحول إلى طائرات خفيفة وقوارب صغيرة تحلّق فوق الماء.

يُشَارُ إلى أيّ مركبةٍ طائرةٍ صغيرةٍ قادرةٍ على نقل شخصٍ باسم سيّارة طائرة.

وتُعتَبر هذه المركبات فعليًّا نوعًا من الطائرات الصغيرة.

ما مقدار أمانها؟

سيرغب أيّ راكب محتمل أن يعرف: «ما مدى أمان هذه البِدْعَة؟»

الجواب المرجّح الآن هو «غير آمنة أبدًا» كما هو حال أي تكنولوجيا في مراحلها الأوليّة.

تعمل الشّركات باستمرار لجعل طائراتها «آمنة بما فيه الكفاية» على أمل إقناع المنظمين والحكومات أنّ المركبات يمكن أنْ يُؤْتمَنَ بها على حياة البشر.

ولكن هناك تحدّيات السلامة غير معقولة. إحدى أكبر التحدّيات هي ما يجب القيام به عندما تسوء الأمور.

إذا كنت تقود سيّارة عاديّة، فيمكنك في أغلب الأحيان إبطاء السرعة والتوقف.

وأمّا سقوط السّيّارة الطّائرة من السّماء لن ينتُج عنه مقتل ركّابها فقط بل المارّة أيضًا.

تقترح الشّركة الصينيّة إهانغ «Ehang» تزويد خدمة سيّاراتها الطائرة في دبي بمظلّة. ستنقل هذه الخدمة على ما يبدو شخصًا واحدًا من سقف ناطحة سحاب في دبي إلى سقفٍ آخر.

ليس من الواضح ما إذا كانت السّيّارة سيكون لها أيّ وسيلة للسّيطرة على هبوطها في حالة نشر المظلّة أو مدى أمانها.

يتم تشغيل الكثير من آليّات الطّيران في صناعة الطّيران الحاليّة بالحاسوب.

وبالنّظر إلى التحدّيات التي يواجهها شخص يطير بالمقارنة مع السّيّارة والجهود المبذولة للحدّ من الخطأ البشري في الطيران، هناك احتمال أكبر لأن تتحول السّيّارات الطائرة لتصبح ذاتيّة القيادة ولا تحتاج إلى طيّار.

على الرّغم من ذلك سيكون هناك اختلافاتٌ بين ممارسة الطّيران الحاليّة والسّيّارات الطّائرة.

يدين السّفر الجويّ للمسافرين بالكثير بسبب سجله المذهل في السّلامة إلى التحسينات في إجراءات صيانة الطّائرات وتعلُّمنا من الإخفاقات.

ولكن من غير المرجح أن تسمح حالة العمل للسّيّارات الصّغيرة لمثل هذه الممارسات الصارمة.

وتظهر آخر التقارير أنّ سيّارات الطّيران ستكون أقلّ تعقيدًا من الطّائرات الحديثة.

يقلّل استخدام أعداد كبيرة من المحرّكات الكهربائيّة الصّغيرة من تعقيد الصيانة بشكلٍ كبير، كما هو حال جميع الطّائرات الكهربائيّة التي تعمل بالليليوم «Lilium».

توفّر المحركات مقياس فَيْضٍ داخليٍّ في حالة فشل المحرك.

كم سرعتها وإلى أيّ مدى؟

أليس من الرّائع تجنب الازدحام واكتظاظ النّقل العام في مدننا الرئيسيّة؟ نعتقد ذلك.

تحتاج 23 دقيقة لقيادة 19 كيلو متر حاليًّا على سبيل المثال من مكاتبنا في بريسبان «Brisbane» إلى المطار المحليّ عندما تكون حركة المرور غير مكتظة.

إذا كنّا نستطيع أن نطير من سطح مكتبنا «لو تخيلنا منصّة على سطحنا مبنيّة بشكل مثاليّ لتمركز سيّارة طائرة» فإن الرحلة لن تستغرق سوى 8 دقائق.

ستحصل على سرعة مزدوجة، أولًا من الطيران بسرعة متوسطة مثلًا 100 كيلو متر وثانيًا بسلوكك طريقًا مستقيمًا لتصبح المسافة 13 كيلو متر.

هذه الرّحلة هي مثال ضمن حدود قدرات السّيّارات الطّائرة التي نراها اليوم.

وقد تفرض السّلطات بأن نسلك ممرّات طيران مخصّصة للسّيّارات الطّائرة، لذلك لن يكون الطّريق المستقيم خيارًا دائمًا.

وقد تكون هذه الممرّات ذات موقع استراتيجي فوق المناطق المنخفضة الخطورة من الأراضي التي يقل فيها عدد السّكّان.

ما مدى سهولتها؟

هناك الكثير من الأشياء الصعبة حيال السّيّارات الطّائرة ولكن قد تصبح بعض المشاكل أسهل.

هناك الكثير من المساحة المتاحة للسّيّارات للسّفر بثلاثة أبعاد طالما يتم حلّ تحدّيات الملاحة.

من الممكن أن يكون الازدحام المروري أقلّ بكثير لو قمنا باستخدام مئات الأمتار من الفضاء فوق الأرض. ولا تحتاج لبناء وصيانة البنية التحتيّة المكلفة للطرق.

السفر عبر السّماء للسّيّارات الذاتيّة القيادة يجعل بعض جوانب التخطيط ومراقبة حركة المرور أسهل.

كم الثمن؟

من السابق لأوانه معرفة كيف سيعمل اقتصاد السّيّارات الطّائرة.

يصعب تقدير تكلفة الرّحلة نظرًا للعوائق التنظيميّة الضخمة وقضايا السّلامة التي يجب التغلّب عليها وعدم وجود بنية تحتيّة خاصّة لدعم السّيّارات الطّائرة «مثل مناطق الإقلاع والهبوط ونقاط الشّحن للطّائرات الكهربائيّة».

ويبدو أن شركات تقاسم ركوب السّيّارات الحاليّة مثل أبر «Uber» تعمل بخسارة فادحة.

يُذْكَرُ أنّ السّعر الذي يدفعه المستهلك في سيارة أبر «Uber» يقلّ في المتوسط ​​عن نصف التكلفة الفعليّة للرّحلة ولكن الشّركة تأمل في استرداد بعض هذه التكاليف باستخدام سيّارات بدون سائق.

وقد يكون الاقتصاد مواتيًّا بالنظر إلى أنَّ هناك فرص أكبر لأن تصبح السّيّارات الطّائرة بدون سائق.

كم من المال سيكون المستهلك مستعدًا لدفعه للوصول إلى وجهته في نصف الوقت؟ هناك مثال تاريخي مشهور على الأقل في شركة كونكورد للطّيران «Concorde» الذي طرح نفس السؤال وكان للسؤال قضايا تتعلّق بالسلامة.

لن تتوفر للأسف رحلات السفر بسرعة الصوت بعد الآن.

كم من الوقت قبل أن أستطيع الطّيران للعمل؟

لا يزال هناك الكثير للقيام به قبل أن تصبح السيارات الطائرة شائعة.

وقد قطعت هذه التكنولوجيا شوطًا طويلًا ويرجع ذلك أساسًا إلى التطوّر السّريع للطّائرات بدون طيّار.

ولكن التكنولوجيا من آلة الطيران نفسها ليست سوى جزء واحد من نظام معقد جدًا.

من المرجّح أنْ تصير السيّارات الطّائرة في بعض المناطق ذات الأولويّة الأولى لو تحقّق الأمر كنظيراتها السّيّارات الذاتيّة القيادة القائمة على الأرض.

تخيل خيارًا أرخص ولكن مكلفًا للمديرين التنفيذيين رفيعي المستوى مثل اقتراح دبي.

قد نكون بالفعل نتجول مرتدين بدلات فضّيّة ونتناول وجبات الطعام بحبّة قبل أن نصل إلى الركوب في سيارةٍ تحلق.


  • إعداد: أسامة كنعان
  • تدقيق بدر الفراك
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر