يؤمّنون لنا لحوم الأبقار والحليب والصابون والآيس كريم وكرات البايسبول وحبر الطباعة ولكن اعتمادنا على الماشية وخاصة لحوم الأبقار التي نستهلكها اليوم بكميات أكبرلكل شخص أكثر من أي بلد آخر باستثناء الأرجنتين ولوكسبمبورغ وتأتي بتكلفة الحظائر الصناعية حيث تقف الماشية غارقة في برازها وقد حقنت بالكثير من المضادات الحيوية وهرمونات النمو ممايسبب لها السمنة وانسداد الشرايين وبالتالي يسبب لنا النوبات القلبية.

من منزلهم في سياتل يتكلم الزوج والزوجة (دنيس هايز- Denis Hayes) و(غيل بوير هايز- Gail Boyer Hayes ) عن التأثير الخفي لـ 3 مليون من الأبقار على الصحة في أمريكا والاقتصاد والسياسة والثقافة والبيئة.

السؤال الذي يطرح نفسه من أين تأتي الأبقار؟

يعود السلف البقري لذلك الوحش الذي تراه في لوحات الكهف ( الأُورخُص_ aurochs) وهي تشبه نوعًا ما البقر والجاموس وقد كانت شرسة وذكية وسريعة وكانت تثير الرعب في نفوس الناس الذين يواجهونها في البرية.

حيث كان يوليوس قيصر خائفًا من مواجهة حيوان الأرخص لقوته، حيث أحضروا الأرخص لمحاربة المصارعين وفي مكان ما استطاع شخص ما أن يحلب أحدها وعبر الزمن خلّف هذا الكائن 800 سلالة مختلفة من الأبقار.

لم ينقرض حيوان الأرخص فقد قتل قبل 300 سنة في بولندا ولكن خلّف تجمع ضخم لما نسميه اليوم بـ (الماشية).

كيف أتت الأبقار إلى أمريكا ؟

لقد أتت عبر عدة سنين من جهتين حيث كانت هناك الأبقار الانكليزية التي تمت رعايتها بالمراعي الصغيرة وفي نفس الوقت قام الإسبان بإحضارالأبقار الأيبيرية Iberianعبر المكسيك وأمريكا اللاتينية ومن ثم فوق الساحل الغربي التقى القطيعين المختلفين من تكساس وأنتجا الثيران طويلة القرن .

هل يؤثر تناول رطل من لحم البقر على تغيير المناخ أكثر من حرق غالون من البنزن ؟

أتى ذلك الرطل من اللحم البقري من إعطاء حيوان مسجون الكثير من الحبوب التي تزرع في مساحات شاسعة في الغرب.

إذا جمعت كمية الطاقة المستخدمة لصناعة الأسمدة النتروجينية لتسميد حقول الذرة وكل الوقود الذي تستخدمة الجرارات التي تقوم بحراسة هذه الحقول وحصاد الحبوب منها والغاز المستخدم لنقل هذه الحبوب إلى الحظائر حيث يتم ذبح الأبقار وتبريد لحومها ثم نقلها للسوق حيث يقوم الناس بقيادة سياراتهم إلى متجر البقالة وشراء اللحوم ومن ثم وضعها في البراد وطهيها مجدداً على الغاز.

لوحِظ خلال كل هذه المراحل أن كمية غاز co2المنبعثة من رطل من اللحم أكبر من الكمية المنبعثة من حرق غالون من البنزين.

حياة الأبقار في حقول التسمين ليست صورة جميلة هل هي كذلك؟

بالطبع لا.

لن نحاول إظهار حياة البقرة على أنها رومنسية بشكل مبالغ به، لكن لطالما وجدت صلة ما بين البشر والأبقار، إن كان هذا في مستعمرة للبشر في العصر الحجري، أو في مزرعة أوروبية أو غيرها.

قد لا ننظر للبقرة كما ننظر لحيوان آخر كالكلب أو الحصان وإنما ننظر لها كمخلوق يؤمن لك الفائدة، سابقًا الناس اللذين كان لديهم 20- 30 بقرة كانوا يعرفون أسماءهم ويعتنون بهم، لكن هذا لايحدث اليوم، المستثمرين المصرفيين حلّوا محل المزارعين، عدد قليل من الموظفين يهتم بعدد ضخم من الأبقار، هؤلاءالموظفون تدفع لهم مبالغ زهيدة و لذلك لا يهتمون كثيرًا بكون الحيوانات التي يهتمون بها بخير أم لا.

(بقرة سعيدة تعني بقرة لذيذة)؟ هل تشعر الأبقار بالألم؟

نحن كبشر نفضّل الحيوانات الذكية أكثر، لذلك نفضل القردة او الكلاب على الأبقار.

لكن الأبقار تشعر بالألم مثلها مثل القرود أو الكلاب. نحن نأخذ العجول الصغيرة من أمهاتها ونقوم بحلب الأمهات لأطول وقت ممكن، ثم نقوم بتلقيح الأمهات مجددًا كي تنتج المزيد من الحليب. إنها عملية صناعية. و عوضًا عن التفكير بالأبقار كحيوانات حساسة ذات مشاعر، ينظر إلى الأبقار على أنها مكونات من ضمن خط الإنتاج.

عملية الذبح المنتهجة حاليًا تنتج لحومًا ليست بالمستوى الأمثل، عندما تتألم الأبقار،كأي حيوان يتألم، تنتشر في أجسامها مواد كيميائية ليست جيدة بما يخص طعم لحومها.

الأبقار السعيدة أكثر انتاجًا، إذا تمت رعايتها، وإطعامها طعامًا صحيًا كالأعشاب والزهور البرية عوضًا عن حشوها بالحبوب التي لاتستطيع هضمها. ستنتج عندها حليبًا أكثر و لحومًا ألذّ.

لكن لو كنتَ مستثمرًا في هذا المجال، فكل ما تريده هو أن تكتسب البقرة وزنًا كبيرًا قدر المستطاع، وبأسرع وقت ممكن، لهذا يقوم الصناعيون في مجال اللحوم بإطعام الأبقارمجموعة من المواد التي تكسبها وزنًا أكبر بشكل أسرع.

تعطى الأبقار كذلك هورمونًا للنمو وتضاف السكريات المأخوذة من الذرة إلى طعامها.

ان واحدة من أسوأ الاشياء في أنماط الطعام الحالية للبشر هو شراب الذرة الذي يحتوي على نسبة عالية من الفروكتوز، هذا الفروكتوز يتم إطعامه للأبقار لجعلها سمينة، لكن بإضافة هذا لأطبقنا، نحن نجعل أنفسنا سمينون أيضًا.

(طاقة المخلفات) ، عبارة جديدة بالنسبة لنا، هل هو شئ يمكن تجريبة في المنزل؟

ليس إلا إذا كان لديك عائلة كبيرة للغاية، ومولدات للغاز الطبيعي تعمل على المخلفات.

من حيث المبدأ، المخلفات لديها القدرة على التحول لشيء غني بالميتان، عند وضعها في وسط خال من الأوكسيجين، الذي بدوره يمكن استخدامه لتغذية مولد كهرباء أو نقله عبر خط غاز طبيعي.

انها كامتلاك ألواح طاقة شمسية أو توربينات للرياح، المزارع الصغيرة و معامل الألبان بدأت تستفيد من المخلفات بشكل متزايد، إما لإنتاج الكهرباء أو السماد.

الأبقار السعيدة هي الأكثر انتاجاً!

إذا تمت رعاية الأبقار جيداً وإسماعها الموسيقى الأمر الذي يعتبر مهدءًا لها وإطعامها الحشائش والعوالق بدلًا من الحبوب التي لا تستطيع هضمها سوف تنتج كمية أكبر من اللحم والحليب.

إذا كنت مصرفيّ استثماري أو أحد تلك القوى الوطيدة في الصناعة ماتقوم به هو إكساب الأبقار أكبر كمية من الوزن بأسرع وقت ممكن لذلك فإن صناعة اللحوم البقرية وبشكل روتيني تعتمد على إطعام الأبقار مزيج من الأشياء التي تسبب لهم السمنة بسرعة، كما أن 80% من المضادات الحيوية في الولايات المتحدة تستخدم للماشية، كما تعطى الأبقار هرمون النمو، بالإضافة لذلك يقومون بإطعامها الكاربوهيدرات والسكريات والسكريات الموجودة في الذرة وهي أحد أكثر الأشياء سلبية في غذاء الإنسان وذلك السكر الذي يعطى للأبقار يجعلها سمينة وبتناولنا إياها نكون قد سمنا نحن أيضاً.

ماهي قوانين( ag_gag) ؟

وضعت هذه القوانين من قبل عدد من الدول التي لها مصالح زراعية وذات نفوذ سياسي هائل وقد جعلت من المستحيل انتقاد الزراعة وقد كان كل الهدف وقف الناس مثل (جمعية الرفق بالحيوان ) في الولايات المتحدة من إدراج أشرطة فيديوعن المعاملة الوحشية .


  • ترجمة : أريج علي
  • تدقيق: اسمى شعبان
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر