تعود كلمة (التهاب- Inflammation) إلى أصل لاتيني بمعنى «أشعل حريقًا».

في بعض الحالات، مثل (التهاب المفاصل الروماتيدي- rheumatoid arthritis)، تشعر بالحرارة والألم والاحمرار والتورم.

ولكن في حالات أخرى مثل أمراض القلب أو الزهايمر أو السكري لا تشعر بها، بل إنك لم تكن ستعلم أنك مصابًا بها إذا لم تجري بالفحوصات الخاصة بها!

فالالتهاب في الواقع جيد على المدى القصير، فهو جزء من الاستجابة الطبيعية لجهاز جسمك المناعي ليقوم بالشفاء من إصابة أو مصارعته لعدوى كانت بداخلك، ومن المفترض أن يتوقف بعد الانتهاء منها.

ولكن إذا تطور الأمر وأخذ وقتًا طويلًا فهنا ستكون الأمور سيئة، حيث يسمى الالتهاب هنا «مزمنًا» وهو عرض للعديد من الأمراض والحالات الطبية المختلفة.

يشيع التهاب الشرايين بين مرضى القلب.

ويعتقد بعض الباحثين أنه عندما تتراكم الدهون في جدران الشرايين التاجية للقلب، فإن الجسم يُطلِق المواد الكيميائية الالتهابية ردًا عليها، لأنه يعتبرها إصابة للقلب.

وهو ما قد يؤدي إلى تجلُّط الدم والذي يُسبِّب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

ويرتبط الالتهاب مع مرض السكري من النوع الثاني، ولكن لا يعلم الأطباء هل هو مُسبِّب للمرض أم لا.

فيقول بعض الخبراء أن السمنة تُسبِّب الالتهاب، وهو ما يُصعِّب على الجسم استخدام الأنسولين وهنا يحدث المرض.

وهو ما يجعل من تخفيض الوزن والحفاظ عليه هكذا ركيزة أساسية للوقاية من الإصابة بمرض السكري.

يُلاحظ التهاب الدماغ المزمن غالبًا لدى المرضى المصابين بالزهايمر، ولا يعلم العلماء بعد طريقة حدوث ذلك ولكن ربما يلعب الالتهاب دورًا فعالًا في حدوث هذا المرض.

كما ويدرس الخبراء حاليًا استخدام الأدوية المضادة للالتهابات للحد من مرض الزهايمر، ولكن حتى الآن فإن النتائج ليست قاطعة.

كما يرتبط الالتهاب المزمن بـ (التهاب القولون التقرحي- ulcerative colitis) و(مرض كرون- Crohn’s disease)، وهما مرضان من أمراض التهاب الأمعاء.

ويحدث ذلك عندما يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ البكتيريا الصحية في جسدك ويُسبِّب الالتهاب الذي قد يبقى إلى الأبد.

وقد يكون لديك أعراض مثل: آلام في البطن – تشنجات في عضلات بطنك – إسهال.

ويعتقد كثير من الناس أن التهاب المفاصل الروماتيدي هو (هشاشة العظام- Osteoarthritis) وهو ما يحدث عندما تنهار الغضاريف التي تحيط بالمفاصل، لا سيما مع التقدم في العمر. ولكنه في الواقع أمر مختلف، فالتهاب المفاصل يحدث حينما يهاجم جهازك المناعي مفاصلك مما يُسبِّب التهابهم والذي من الممكن أن يضر بهم بل وحتى بالقلب. وتتضمن الأعراض: ألم – صلابة المفصل وصعوبة تحريكه – احمرار – ارتفاع الحرارة– تورم المفاصل.

وبالانتقال إلى الألم العضلي-الليفي الذي يتميز بالألم – الحساسية للضغط والإرهاق الشديد، ولكنه لا يكون نتيجة الالتهاب على عكس التهاب المفاصل.

فالمصاب بهذا المرض قد يكون لديه التهابًا في مكان آخر في جسده ولكن ليس للأمر علاقة بالمرض.

أحيانًا يحدث الالتهاب فجأة عندما يقاتل جسمك عدوى داخلية، والتي قد تكون التهابًا لـ (النسيج الخلوي- Cellulitis) أو التهابًا للجلد أو التهابًا للزائدة الدودية، وهو ما يستدعى رعاية طبية عاجلة.

وقد تؤثر أنواع الطعام التي تتناولها على مدى انتشار الالتهاب بجسدك.

ولتقليل الالتهاب احرص على تناول الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية «مثل الفاصوليا والمكسرات» والأسماك الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا 3 «مثل السلمون والتونة والسردين»، والزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون.

وتناول الأطعمة مع الخمائر الصحية مثل اللبن «تأكد فقط ألا يحتوي على الكثير من السكر).

قلل من الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والأطعمة المصنعة.

كما تعد ممارسة الرياضة جيدة بالنسبة للمصابين بالالتهاب حتى للمصابين بالتهاب المفاصل.

فإذا جعلتها عادة فستعود عليك بفوائد عديدة.

على سبيل المثال ستساعدك على الثبات على وزن صحي وهو ما يعد أيضًا وسيلة جيدة لتقليل الالتهابات، ويمكنك سؤال طبيبك عن الأنشطة التي قد تناسبك أنت بالتحديد.

بالنسبة للنوم، فإن أمهاتنا جميعًا كُنَّ على حق، فنحن نحتاج للحصول على بعض الراحة.

حيث بينت الدراسات أن الأشخاص الأصحاء المحرومون من النوم يكون لديهم معدل التهابات أعلى. لكننا لا نعلم بالضبط آلية حدوث ذلك، ولكن قد يكون له صلة بـ (عملية الأيض- Metabolism).

إضافة إلى ذلك، فإن التدخين يؤثر بشدة على الالتهابات ويزيد من حدتها.

لا تنسى أن الالتهاب معناه الحرفي الأصلي هو «الحريق»، لذا فإنك بإشعالك لطرف سيجارتك، تقوم بإشعال حريق آخر بداخلك.

تمتاز بعض الأطعمة بكونها مضادة للالتهابات مثل: جذر الزنجبيل – القرفة – القرنفل – الفلفل الأسود – الكركم «الذي يعطي مسحوق الكاري لونه الأصفر».

فهذه الأطعمة آمنة للتناول مع الطعام، ولكن إذا أردت تناولها على هيئة حبوب أو مكملات غذائية، استشر طبيبك أولًا لمعرفة ما إذا كانت ستؤثر على أي أدوية تتناولها أو حالة طبية لديك.

يتناول كثير من الناس (مضادات الالتهاب اللاستيرويدية- Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) لترويض التهاب أو القضاء على ألم يشعرون به.

وبعض هذه الأدوية يحتاج إلى وصفة طبية لصرفه والبعض الآخر مثل (إيبروفين- Ibuprofen) و (نابروكسين- Naproxen) تُباع دون وصفة.

وتؤدي هذه الأدوية عملها بكفاءة، ولكن إذا كنت تنناولها على المدى البعيد فأخبر طبيبك أولًا، لأنها يمكن أن تصيبك بقرحة المعدة أو النزيف.

وبعض هذه الأدوية قد تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، لذا استشر طبيبك حول الخيارات الأكثر أمانًا.

يمكن للمكملات الغذائية أن تفيد في التعامل مع الالتهاب، مثل: أوميجا 3 الموجود في الأسماك مثل السلمون والتونة – زيت السمك.

ويعاني الناس الذين يمتلكون مستوى قليل من فيتامين « د » قابلية أعلى للالتهابات عن غيرهم، ولكن برغم ذلك فليس هناك دليل بعد على أن أخذ المزيد من فيتامين « د » سيصلح ذلك.

لكن تذكر دومًا النصيحة الذهبية: استشر طبيبك أولًا قبل تناول أي دواء.


  • ترجمة: أحمد حسين إبراهيم
  • تدقيق: هبة فارس
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر