ما هو دمل الجفن ( الشحاذ )، ما هي أعراضه وطرق علاجه؟ – الشعيرة (Hordeolum\ Stye) أو دمل الجفن هي الأسماء العلمية لما يسمى بشحاذ أو جليجل (جنجل أو جدجد) أو تبزل العين، فجميع تلك المسميات تشير إلى اضطراب ناتج عن التهاب جرثومي حادّ يصيب الغدد الجفنية ليعطي شكلًا يبدو كدمل صغير في الجفن.

يكون هذا الالتهاب غالبًا ناجمًا عن جراثيم المكورات العنقودية (Staphylococcus)، وله شكلين داخلي وخارجي إذ تحدث الشعيرة الداخلية عندما تكون الغدد المصابة هي غدد ميبوميوس (Meibomian Glands) ذات الإفراز الزهمي (الدهني) والتي تسمى أيضًا بالغدد الرصغية (tarsal glands) لكونها تقع في طبقة الرصغ أو الظفر في الصفيحة الداخلية أو الخلفية للجفن، أمّا الشعيرة الخارجية فتحدث عندما تكون الغدد المصابة هي غدد زايس (Zeis glands) الزهمية أو غدد مول (Moll Glands) العرقية والتي تتواجد في طبقة الملتحمة الجفنية في الصفيحة الخارجية أو الأمامية للجفن.

الآلية الإمراضية في الشحاذ :

تبدأ الآلية الإمراضية بوجود التهاب أساسي في الغدد مما يؤدي إلى تكثُّف وركودة مفرزاتها وتضيّق في فوّهاتها، هذه الركودة تؤدي إلى حدوث التهاب ثانوي غالبًا بالمكورات العنقودية المذهبة (Staphylococcus aureus)، تتظاهر الشعيرة نسيجيًا بمجموعات بؤرية من خلايا بيضاء مفصصة النوى ومخلفات التهابية (كالخرّاج)، بينما تتظاهر سريريًا بتورُّم أحمر دافئ ومؤلم على الجفن، قد يخضع هذا التورم إلى تمزق عفوي وتصريف للقيح الناتج عن الخمج.

ومن المهم تمييز الشعيرة عن البردة أو الكالزيون (Chalazion) التي تحدث بسبب وجود التهاب مزمن أساسي في غدد ميبوميوس يتشكل نتيجة لذلك ورم غير مؤلم صغير مدور صلب ( الشحاذ )، تكون الآلية الإمراضية في البردة بخروج مفرزات الغدد إلى الرصغ والنسج المجاورة محرضةً بذلك التهاب غير عدوائي (أي ليس ناتج عن جراثيم أو كائنات ممرضة أخرى)، وبهذا نسيجيًا سيتواجد لدينا نواتج تفاعل ورمي حبيبي من خلايا ناسجة وخلايا عملاقة متعددة النوى وخلايا لمفاوية وبلازمية وعدلات محاطة بمساحات صافية كانت سابقًا مشغولة بمفرزات الغدد التي تحللت فيما بعد، ولذلك يشار إلى البردة بأنها ورم حبيبي شحمي (Lipogranuloma).

ما هو دمل الجفن ( الشحاذ )، ما هي أعراضه وطرق علاجه؟

عوامل الخطورة والاختلاطات:

يكون لمرضى الشعيرة عادةً تاريخ مع آفات عينية ومنها الشحاذ سابقة أو عوامل خطورة تؤدي لحدوثها، كوجود اضطرابات في غدد ميبوميوس أو التهاب أجفان (Blepharitis) أو العدّ الوردي (Rosacea)، أو بالعكس من الممكن أن ينتشر الالتهاب المرافق للشعيرة إلى النسج المجاورة مسببًا التهاب الهلل المحيط بالمحجر (Preseptal Cellulitis) هو عبارة عن التهاب وعدوى في جفن العين والجلد المحيط بالعين أمام الحاجز الحجاجي، ويجب عدم الخلط بينه وبين التهاب الهلل الحجاجي الذي يحدث خلف الحاجز الحجاجي.

العلاج:

تكون الشعيرة عادةً محددة لذاتها إذ تتحسن بشكل عفوي خلال 1-2 أسبوع، ويتضمن العلاج تنظيف الجفن ووضع كمادات ساخنة مع تدليك مكان التورم لمدة 10 دقائق وتكرار ذلك لأربع مرات في اليوم، وعند وجود نزّ أو تصريف للقيح أو في حال وجود التهاب جفن وملتحمة مرافق يمكن استخدام مرهم مضاد حيوي موضعي، كما توصف المضادات الحيوية الجهازية عند اختلاط الشعيرة بالتهاب الهلل المحيط بالمحجر، أو في حال وجود تاريخ لآفات متعددة أو متكررة الحدوث أو في حال وجود التهاب هام ومزمن في غدد ميبوميوس.

قد تتطور الشعيرة الداخلية (Internal hordeola) أحيانًا إلى بردة (Chalazion)، وهذا يتطلب معالجة خاصة تتضمن ستيروئيدات موضعية وحقن ستيروئيدية داخل الإصابة أو إحداث شق جراحي وتجريف، كما يؤخذ العلاج الجراحي عامةً بعين الاعتبار عندما تكون الآفة ضخمة أو معندة على العلاج السابق، ويكون بإحداث شق وتصريف للقيح تحت التخدير الموضعي.

نصائح عامة لعلاج الشحاذ :

  • قد تشابه الشعيرة البثور بشكل عام، فلا تحاول القيام بعصرها.
  • إذا كنت تتألم بشدة فيمكنك تناول مسكنات ألم كالإيبوبروفين (Ibuprofen).
  • يفضل تجنب وضع المواد التجميلية حتى تمام الشفاء.
  • في حال كنت تستخدم العدسات اللاصقة فيجب استبدالها بالنظارات، وعند الشفاء من الشحاذيجب تنظيف وتعقيم عدساتك القديمة بمحاليل خاصة يصفها الطبيب المختص، ويفضل استبدالها بأخرى جديدة.

متى يجب أن تستشير الطبيب عنما يصيبك الشحاذ؟

  • لن تحتاج عادةً لزيارة الطبيب، ويجب أن تأخذ استشارته في حال:
  • لم تبدأ حالتك بالتحسن خلال بضعة أيام، أو في حال ازدادت سوءًا.
  • كان الألم شاملًا للعين كلها وليس فقط الجفن.
  • حدوث تشوش في الرؤية، أو عند عدم القدرة على الرؤية بشكل جيد.
  • تورم الجفن واحمراره بشكل كبير يمنع فتح العين.
  • إصابتك بـ الشحاذ بشكل متكرر.

ما هو دمل الجفن ( الشحاذ )، ما هي أعراضه وطرق علاجه؟