الصِملاخ، أو شمع الأذن، هي مادة جافة تفرزها الأذن. لكن هل يجب عليك حقًا أن تسكب الشمع داخل أذنك لتتخلص من الصملاخ؟

الكثير من الناس قالوا نعم! ويقسمون أنّ بإمكانه التخلّص من مشاكل كثيرة، بدء من زيادة إفراز الصملاخ إلى طنين الأذنين.

سُجل مؤخراً استخدام الشمع للمساعدة في علاج السرطان. وعلى حد قولهم يوشك هذا أن يكون علاجًا حقيقيًا جيدًا.

لا يوجد أيّ أساس علمي حول عملية تشميع الأذن، ولا توجد دراسة واحدة تؤكّد أيّ ادعاء حول معجزات يُعتقد أنّها تحدث على ارض الواقع.

ما هي هذه الادعاءات ؟

باستخدام الشموع -وهي عبارة عن مخاريط مجوفة من القماش المنقوع بالشمع أو البارافين وهو دهن لصنع الشموع، طولها حوالي 10 إنش، ايّ ما يقارب 25.4 سنتيمتر ويمكن أن تكلّف عدة دولارات لكل قطعة-قم بثقب طبق ورقي واغرز الشمعة فيها، بهذه الطريقة لن يسكب الشمع والرماد على وجهك.

جرّبها بنفسك وشارك في دحض هذه الخرافة لكن كُنْ حذرًا.

ضَعِ الشمعة في قناة الأّذن (قناة السمع الخارجية)، واطلب من شخص تثق به إضاءة النهاية الأخرى، دعها تحترق لمدة 15 دقيقة، ثم كرّر العملية في الأذن الأخرى.

يدّعي أنصار هذه الخرافة أنّ احتراق الشمع يُحدِث قوة شفط بسيطة تجذب الصملاخ والكتل الصغيرة “النثارة” خارج أذنك. يعتقد آخرون أنّ الحرارة الناتجة عن انصهار الشمع، تليين الصملاخ الذي يخرج خلال بضعة ايام.

عندما تنتهي اصنع فتحة في الشمعة وادفع كل المواد الخام الكريهة والصملاخ والجراثيم والنثارة من داخل أذنك.

يعتقد مشمّعي الأذن بوجود قنوات (سراديب) مترابطة في الرأس. يقولون أنّه بتنظيف قناة الأذن سيتم تنظيف كل الممرات لنحصل على رأس نظيف!

 

ما هي الحقائق ؟

تبدو طريقةً هادئةً لكسب الصحة، لكن وجود ممرات متصلة في رأسك هي فكرة أسطورية، يوجد حواجز صلبة هناك كغشاء الطبل، وهو الغشاء الفاصل بين الأذن الخارجية والوسطى، الذي يمنع حدوث ذلك.

الادعاءات الأخرى متداعية وواهية أيضًا، إذا كان الصملاخ على نحو استثنائي جامد وقاسٍ في نفس الوقت أو دبق، فأنت بحاجة لمضخة ماصّة قوية لانتزاع الصملاخ للخارج. لكنّ دراسة واحدة وجدت أنه لا يوجد ضغط ماصّ أيًّا كان أثناء إجراء التشميّع.

فالحرارة الناتجة عن الشمع أقلّ من درجة حرارة الجسم وغير كافية لإذابة الصملاخ.

يفترض أنّ النثارة داخل الشمع المحترق، ما هي إلّا الشوائب الخارجة من الأذن، لكنّها تظهر في الشموع حتى لو لم تكن قريبة من قناة الأذن، وحين تمت الدراسة تبين أنّها المكونات عبارة عن خليط من الشموع المحترقة والقماش.

هل هذا الإجراء آمن ؟

تشميع الأذن هي وسيلة رديئة لإزالة الصملاخ، وفي اسوأ الاحوال، يمكن أن يسبب آذى خطير لأذنك، إضافة الى أنّ حمل شمعة مشتعلة بالقرب من وجهك يشكل خطرًا كبيرًا، فاللهب أو الشمع الذائب يمكن أن يحرقه.

كذلك قد يسيل الشمع إلى داخل قناة السمع، ويغلق قناة السمع ويجعلك تخسر سمعك لفترة من الزمن، إضافة إلى ذلك تشير بعض التقارير عن ثقب غشاء الطبل بعد عملية التشميع تلك.

لم توافق (إدارة الأغذية والأدوية-FDA) على تشميع الأذن لأي استخدام طبي. وأرسلت تحذيرات لأصحاب المصانع لإيقاف استيراد الشموع.

كيف يمكنني إزالة الصملاخ بأمان؟

يجب أن تكون عملية إزالة الصملاخ دقيقة ولطيفة، عليك أن تكون حذرًا.

جرّب قطرات الأذن المتاحة بدون وصفة. أو فقط قطّر بعض من قطرات الماء أو ماء الأوكسجين أسفل قناة السمع الخارجية.

سيتشرب الصملاخ خلال عدة دقائق، ثم أدر رأسك تاركًا السائل والصملاخ ينزلق خارجًا.

لا تغرز أدوات في أذنك لتتخلص من زيادة إفراز الصملاخ، يمكن لذلك أن يدفعه أعمق إلى داخل الأذن، مما يسبب لك مشاكل أسوأ.

وفي النهاية احتفظ بالشموع لكعكة عيد ميلادك.


تدقيق: خليل حسن
تحرير: أحمد عزب

المصدر