من الممكن أن يعجبك مظهر شريكتك عند ارتدائها زوج من الأحذية ذات الكعب العالي خلال ممارسة الجنس، ولكن هذا قد لا يعني بالضرورة أنك مهووس بالأحذية.

فالهوس هو شعور بالإثارة الجنسية من شيء أو جزء من الجسم غير جنسي، مثل الأحذية والأقدام.

وهو أكثر شيوعًا لدى الرجال.

يجب أن يكون الشيء الذي يجذب الأشخاص المصابين بالهوس الجنسي أمامهم أو أن يتخيلوه، سواءً وحدهم أم مع الشريك، كي يُستثاروا جنسيًا أو تنتصب أعضاؤهم، أو يصلوا إلى النشوة الجنسية.

إذ قد يُمارس الشخص المصاب بالهوس الجنسي الاستمناء بينما يمسك بالشيء المثير أو يشمه أو يحتك به أو يتذوقه، أو يطلب من شريكه ارتداء هذا الشيء أو استخدامه خلال ممارسة الجنس.

أكثر أنواع الهوس الجنسي شيوعًا:

قد يصاب الناس «بالهوس الجنسي» تجاه أي شيء تقريبًا، إذ يقول في ذلك الدكتور (ريتشارد كروجر-Richard Krueger)، أستاذ مساعد في الطب النفسي في جامعة كولومبيا: «أي شيء يمكن تخيُّله».

ووفق إحدى الدراسات، والتي تضمنت أكثر أنواع الهوس الجنسي شيوعًا، كبعض أعضاء الجسم مثل الأقدام، أو بعض السمات الجسدية مثل السمنة المفرطة أو الأقراط أو الوشوم.

فكانت الأقدام هي الأكثر شيوعًا إلى حدٍّ كبير. ويليها الهوس بسوائل الجسم، وكميته، وبالشعر.

وتلي أعضاء الجسم الأشياء التي ترتديها.

فوضعت هذه الدراسة الملابس التي ترتديها النساء على الورك والساقين مثل الجوارب النسائية والتنانير في مقدمة القائمة، وتليها في القائمة الأحذية ثم الملابس الداخلية.

وتشيع كذلك أنواع الهوس الجنسي التي تتضمن ملمس مادةٍ ما، والتي تكون غالبًا من الجلد أو المطاط.

فالبعض يحبون ارتداء أزياء تنكرية للحيوانات ذات الفراء، أو أن يرتدي شركاؤهم تلك الأزياء.

مِمَّ ينبع الهوس الجنسي؟

لا يتَّفق خبراء السلوكيات الجنسية على الأسباب.

فقد يعود موضوع انجذاب بعض الأشخاص إلى الطفولة المبكرة، قبل حتى أن يعوا جنسانيتهم.

ويمكن أن ينبع الهوس الجنسي كذلك من رؤية سلوك جنسي غير لائق خلال الطفولة أو من الاعتداء الجنسي، بحسب قول الدكتور (كينيث روزنبرج- Kenneth Rosenberg)، وهو أستاذ الطب النفسي في كلية طب وايل كورنيل.

هل الهوس الجنسي أمر مقبول؟

ليس الهوس الجنسي في حد ذاته اضطرابًا، ولكن يمكنه الوصول إلى ذلك المستوى إذا كان يُسبِّب ضيقًا شديدًا ومستمرًّا.

فيقول كروجر: «سواء كان الشخص يفعل هذا الأمر وحده أو مع شريكه، لا توجد مشكلة طالما كان سعيدًا به، وطالما حقَّق الأمر متعة، ولم يُجبَر أحد على المشاركة فيه».

ويقول روزنبرج: «يأتي المرضى إليَّ لأنَّهم يشعرون أنَّ هذا الأمر مشكلة، سلوكياتهم ليست مثيرة للاهتمام ولا ممتعة ولا حتى مثيرة جنسيًّا، فليس الأمر ببساطة أنَّهم يجرِّبون وسائل جديدة غريبة للتعبير الجنسي، إنَّما هُم يائسون وتقهرهم سلوكياتهم وتسبِّب لهم الضيق إلى الحد الذي يجعل الانتحار خيارًا يُفكِّرون فيه».

عندما يكون الهوس الجنسي اضطرابًا، يشعر المرء وكأنَّه خارج عن السيطرة، فقد يختفي المرء من عمله أو منزله كي يمارس هوسه سرًا وقد يمنعه هذا الافتتان عن القيام بعمله.

إذ يقول كروجر: «ربما يكون أحد الأطباء على سبيل المثال مصابًا بالهوس الجنسي بالأقدام، ويقضي قدرًا كبيرًا من الوقت في الانتباه إلى أقدام مرضاه».

وربما يسرق الأشخاص المصابون بهذه الاضطرابات أيضًا كي يحصلوا على الغرض المرغوب.

وفي كثير من الأحيان، قد لا تجمعهم علاقات جنسية هادفة بأشخاصٍ آخرين، فربما يفضِّلون قضاء الوقت بصحبة هذا الغرض، حتى عندما يكونون في علاقةٍ عاطفية مع شخصٍ آخر.

ويقول روزنبرج: «إذا قال شريكك: (ارتدي الليلة حذاءً مثيرًا) ستقولين على الأرجح: (لِمَ لا؟) ولكن إذا قال: (يمكنكِ أن تنامي في الغرفة الأخرى، ولكن اتركي لي الحذاء) عندها قد توجد مشكلة».

ويشمل العلاج المُتَّبع الأدوية والعلاج النفسي على يد طبيب نفسي أو مرشد نفسي.

ولكن بعض أنواع الهوس الجنسي حميدة أو غير مؤذية، فمن بين ما يقرب من 1800 رجلٍ و140 امرأة أُجرِيت عليهم دراسة حديثة عن «محبِّي الحفاضات والبالغين المتشبِّهين بالأطفال»، قال أغلبهم إنهم متأقلمون مع هوسهم الجنسي وإنه لا يسبِّب لهم مشكلة.

فيقول روزنبرج إن الأمر نفسه ينطبق على الأشخاص الذين يستمتعون بالاستعباد والتأديب والهيمنة والسادية والماسوشية، وهو ما يُعرَف بـ BDSM.

فطالما وافق جميع الأطراف، «لا يُصاب أحد بأذى بطريقةٍ متطرفة أو مستديمة على الأرجح، ويكون الجميع سعداء بما يحدث».


  • إعداد: هالة جمال.
  • تدقيق: هبة فارس.
  • تحرير: سهى يازجي.

المصدر