هل تستطيع الخلايا الجذعية إنماء جميع أنواع الأنسجة؟


عندما يتحدّث العلماء عن كون الخلايا الجذعية كليّة القدرة (Totipotent)، أو متعددة القدرات (Pluripotent)، فهم يقصدون بذلك أنَّ الخلايا تمتلك القدرة الكامنة كالجنين لتعطي أي نوع نسيجي في جسم الإنسان.

كما تتميّز الخلايا الجذعية كليّة القدرة عن متعددة القدرات بأنّها تُعطي أنسجة تدعم الجنين مثل المشيمة، وتدعى هذه الأنسجة بالأنسجة خارج الجنينية (extra-embryonic tissues).

يُسجّل الآن علماء في معهد سالك (Salk Institute) بالتعاون مع جامعة بكّين في الصين اكتشاف خليط كيميائي يمكّن الخلايا الجذعية للبشر والفئران من توليد كلا الأنسجة الجنينة والخارج جنينية.

وقد تعطينا تقنيتهم الجديدة الموصوفة في مجلة (Cell) رؤيةً جديدة حولَ تطوّر الثديّات مما يساعد على فهم أفضل للأمراض، واكتشاف أدوية جديدة، إضافةً لإعادة توليد أنسجة.

يُعتقَد أنَّ هذه التقنية ستكون مفيدة بشكل خاص في نمذجة عمليّات التطور والأمراض التي تؤثر في زرع الأنسجة ووظيفة المشيمة، وقد تمهّد الطريق لتطوير تقنيات للتلقيح داخل الزجاج.

خلالَ التطوّر الجنيني، تعتبر البيضة الملقحة وخلاياها الأولية خلايا كلّية القدرة، حيث يمكنها أن تعطي جميع الأنسجة الجنينة وخارج الجنينة.

لقد كانَ التقاط خلايا جذعية تمتلك قدرات مماثلة في الزجاج تحدّي كبير في بيولوجيا الخلايا الجذعية.

لكن هذه هي الدراسة الأولى التي تسجّل اشتقاق نوع من الخلايا الجذعية المستقرة والتي تُظهر قدرات مماثلة للخلايا كليّة القدرة في إعطاء كلا الأنسجة الجنينية وخارج الجنينية.

حالما يتم تلقيح بيضة الثدييات فإنها تنقسم، وتنصّف الخلايا الناتجة في مجموعتين: تلك التي ستعطي الجنين، وتلك التي ستعطي الأنسجة خارجَ الجنين مثل المشيمة والكيس المحي.

ولأنَّ هذا الانقسام يحدث في مرحلة مبكّرة نسبيًا، فإنَّ العلماء في غالب الأحيان لا يستطيعون الحصول على الخلايا المزروعة إلّا حينَ تجاوُزِها للمرحلة التي كانت تستطيع فيها أن تكون كلا النوعين الخلويين.

يعطي الخليط الكيميائي الجديد الخلايا الجذعية القدرة على أن تتطوّر إلى كِلا النوعين بشكل مستقر مما قاد فريق الباحثين ليطلقوا عليها اسم الخلايا الجذعية متعددة القدرات الممددة (extended pluripotent stem (EPS) cells).

طبّق الباحثون الخليط الكيميائي على خلايا الفئران فوجدوا أنَّ الخلايا الجذعية الممددة لدى الفئران تمتلك القدرة على إعطاء أنسجة جنينية بالإضافة لقدرتها على التمايز إلى أنسجة خارج جنينية.

حيث وجدَ فريق البحث أن هذه الخلايا الجديدة تملك قدرة أعلى من (الخيمر (chimera)، خليط من نوعين خلويين مختلفين)، والخلية الواحدة يمكن أن تعطي فأرة بالغة بأكملها ويعتبر هذا ظاهرة غير مسبوقة في هذا المجال.

سيؤمّن هذا الاكتشاف الفرصة لتطوير طريقة عالمية لتكوين خلايا جذعية تمتلك قدرة تطوّرية مضاعفة في الثديّات.


ترجمة: عبد المنعم نقشو.
تدقيق لغوي: لؤي حاج يوسف.

المصدر