إنه فصل الربيع
إليك ما يجب معرفته عن فرط التحسس


هل أنت من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية ؟

سنتعرف في هذا المقال على التحسس، كيف يحدث،  ما هي أسبابه، الأمراض المتعلقة به، كيفية علاجه والوقاية منه.

يبدأ فرط التحسس في فصل الربيع عندما تبدأ الأشجار بالإزهار وإطلاق المليارات من حبات الطلع في الهواء، مما يتسبب في إصابة الأشخاص المعرضين لالتهاب الأنف التحسسي (حمى القَلَأ أو القَش).

يسبب الطلع زوال الحبيبات من الخلايا البدينة التي تحتوي الوسائط الالتهابية كالهستامين وغيرها من المواد الكيميائية المسببة للحساسية.

تتمثل هذه العملية سريرياً بالعطاس، احمرار ودُمَاع العيون، سيلان الأنف، صداع الجيوب الأنفية، إحساس بامتلاء الجيوب، حكة جلدية، خشونة في الحلق.

إضافة لذلك فإن الوسائط التحسسية تؤدي إلى حدوث وذمة وتضخم في محارات الأنف، وتوجد إمكانية نقص حاستي الذوق والشم.

ووفقاً لإحصائيات 2014 في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC كان هنالك 19.1 مليون بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية شُخِصوا بإصابتهم بحمى القلأ لأكثر من 12 شهر.

يعد الطلع قادح زناد لهجمات الربو، وتسبب الوسائط الالتهابية المنتجة من الخلايا البدينة غير المحببة التهاب المسلك الهوائي، فرط تنفس في القصبات وانسداد المجرى التنفسي، هذا الأخير ينجم عنه عوامل عدة كالتضيق القصبي الحاد، وذمة المجرى التنفسي وتشكل سدادة مخاطية.

إن حبات طلع الأشجار هي المتهم الأول في فرط الحساسية في فصل الربيع، يبدأ انتقال الطلع من شهر شباط حتّى منتصف حزيران في بعض أجزاء الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع ذلك، فإن توقيت انتشار حبات الطلع يختلف جغرافياً، اعتماداً على الطقس في المنطقة، والمناخ الشتوي، وأنماط الجفاف، وأنواع الأشجار.

على سبيل المثال أشجار الزيتون في كاليفورنيا، تكون حبات الطلع نشطةً جداً في أواخر آذار وبداية نيسان. تتفشى حمّى الأرز التي تسببها شجرة العَرعَر – شجر حرجي من فصيلة الصنوبريات – الموضحة في الصورة أعلاه  في شهري كانون الأول وكانون الثاني ويمكن في بعض الحالات أن تمتد إلى شهر آذار.

تسبب حبات الطلع رد الفعل التحسسي فقط عند الأشخاص الذين لديهم أضداد تحسسية (الغلوبولين المناعي E “IgE”) التي تتعرف عليه. الخلايا البدينة في كل من الأنف، السبيل التنفسي، الجيوب الأنفية، الحلق والعيون حساسة لـ  IgE.

في النهاية يتحرر الهستامين والوسائط الالتهابية الأخرى التي تسبب عطاس، سعال، أزيز، ودماع في العيون.

إن استخدام مضادات الهستامين غير المسكنة للألم، كورتيكوستيرويد‎ الأنفية، كورتيكوستيرويد‎ الاستنشاقية وقطرات العيون مع مضادات الهستامين ومعطل الخلايا البدينة يمكن أن يساعد على تخفيف هذه الأعراض.

يلعب التاريخ العائلي دور مهم في استعداد الفرد للحساسية.

إذا كان هنالك شخص واحد لديه حساسية، فإنه من المرجح أن يكون أحد الأطفال لديه حساسية وهو احتمال يزيد في حال كان الأبوين لديهم حساسية.

تختلف الأنواع السائدة من المواد المسببة للحساسية (مُسْتَأرِجات) حسب الموسم، مع أنه قد يكون هناك بعض التغيير من موسم إلى آخر.

كما أن الاحترار العالمي(ارتفاع حرارة الأرض) وتغير المناخ يؤديان الآن إلى حدوث المواد المسببة للحساسية في أوقات محددة من السنة.

وبالإضافة لذلك، ارتفاع درجات الحرارة يطيل من فترة إطلاق حبات الطلع، مع زيادة التعرض لحبات الطلع يُتوقَّع أن يسبب المزيد من حالات التحسس وربما ستتضاعف كمية الطلع بحلول عام 2040.

كما نشير إلى أن تلقيح الأشجار في أواخر الشتاء وصولاً إلى أواخر الربيع يجعل حبات الطلع السبب الأكثر شيوعاً للحساسية في الربيع.

وهنا ستجد قائمة بالأشجار المسببة للحساسية :

البتولا – خشب الزان – الرماد – زيت الأرز- زيتون – ثمرة العَرعَر –  شجر الجميز (القيقب) – شجر الجرجي الأحمر – البلوط – صنوبر – شجر الحور – أعواد القطن – الجوز – الخَمان

وتظهر الصورة أعلاه حبات الطلع للصنوبر.

التهاب الملتحمة التحسسي هو تهيّج واحمرار في العينين شائع في التحسس الموسمي.

تشبه الملتحمة في العين بمخاطية الأنف من حيث السطح المخاطي.

بناءً على ذلك،فإن حبات الطلع ومسببات الحساسية الأخرى التي تثير التهاب مخاطية الأنف التحسسي يمكن لها أيضاً أن تسبب التهاب الملتحمة التحسسي.

مسببات الحساسية (كحبات الطلع) تتصل مع الخلايا البدينة في العين وتحرر وسطاء الالتهاب بما فيها الهستامين.

رد الفعل هذا يمكن منع حدوثه باستخدام قطرات العين التي تحتوي على مضاد الهستامين أو مثبطات الخلايا البدينة أو كليهما (قطرات عينية ثنائية التأثير).

أمثلة على قطرات العين التي تحتوي مضاد هستامين : Ketotifen, azelastine, olopatadine, epinastine.

ومن مثبطات الخلايا البدينة : pemirolast , lodoxamide

التهاب الملتحمة التحسسي يظهر في الصورة أعلاه

يمكن التفريق بين الزكام والتحسس اعتماداً على طول فترة وتوقيت الأعراض.

الزكام عادة ما تسببه الفيروسات الأنفية، مدته من 7 إلى 10 أيام. إذا استمرت الأعراض أكثر من 10 أيام نتأكد من وجود حالة تحسس تتميز الحساسية بتكرار الأعراض في نفس التوقيت من كل عام.

على الرغم من التشابه بين أعراض الربو والتهاب القصبات يمكن التفريق بينهما سريرياً.

في الربو، يظهر التصوير الشعاعي ضخامة شديدة في الرئتين، في حين أن الفحص البدني يكشف عن الأزيز الناجم عن تضيق مجرى الهواء مما يعيق تدفق هواء الزفير وتشمل الأعراض أيضاً السعال وضيق في التنفس )احتقان(.

أما في التهاب القصبات يتراكم المخاط مما يعيق حركة الهواء إلى داخل و خارج الرئتين، وتتمثل أعراضه صفير عند التنفس، سعال، وقد يحدث إنتاج قشع (بلغم).

المسبب في التهاب القصبات يمكن أن يكون فيروسي أو جرثومي.

بالتحليل الدقيق للتصوير المقطعي المحوسب CT -الصورة أعلاه- تم أخذ هذه الصورة أثناء زفير مريض مصاب بالربو يظهر منظر فسيفساء (موزاييك) لتوهين الرئة.

القسم الشفاف (الأسهم) يوضح مناطق احتباس الهواء.

يمكن أن يحدث مضاعفات بسبب العلاج غير الكافي للتحسس، فالتهاب الأنف التحسسي يمكن أن يؤدي إلى :

– التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو الحاد : يحدث عندما تسد محارات الأنف الملتهبة النزح الطبيعي للجيوب ضمن العظم الصماخي ostiomeatal complex.

– التهاب الأذن الوسطى : يُعتَقد أنه يحدث بسبب عبور الالتهاب من الممرات الأنفية إلى الأذن عبر نفير أوستاش.

– اضطراب في النوم.

– تعب مزمن.

– تهيّج الحلق.

وهنالك أدلة على أن التهاب الأنف التحسسي – إن لم يتم التحكم به – يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الالتهاب المرتبط بالربو.

في الصورة أعلاه نشاهد حالة التهاب أنف تحسسي، انصباب القيح خلف غشاء الطبل المنتفخ.

تظهر هذه الصورة طريقة وخز الجلد في اختبار المستضدات، من الأشجار، العُشب، غبار العث، شعر القطط أو الكلاب، والعفن.

يُظهِر الاختبار استجابة توهج و انتبار (بثور) إذا كان الشخص لديه حساسية من نوع محدد للعوامل المسببة للتحسس.

نتائج الاختبار يمكن أن تستنتج بفحص الدم وفحصه باختبار المميز الأرجي الإشعاعي RAST أو اختبار القلنسوة المناعي ImmunoCAP من أجل IgE لكن هذا يتطلب عدة أيام للحصول على النتيجة من هذه الدراسات.

إدارة الأدوية و الأغذية الأمريكية FDA قررت السماح بمنح الأدوية بدون وصفة OTC باستخدام مضادات الهستامين غير المسكنة للألم وكورتيكوستيرويد الأنفية التي زادت استخدامها للتحكم بأعراض التحسس.

تحتوي OTC مضادات الهستامين غير المسكنة للألم على : , Fexofenadine Loratadine ,Cetirizine

وتحتوي OTC كورتيكوستيرويد على triamcinolone fluticasone,.

يمكن معالجة أعراض التحسس باستخدام مزيل الاحتقان الأنفي.

لكن يجب تحذير المرضى حيث أن بخاخ مزيل الاحتقان الأنفي (مضيق وعائي موضعي) التي تحتوي على أوكسي ميتازولين oxymetazoline يمكن أن يسبب التهاب أنف دوائي المنشأ ونزيف.

يمكن تناول مزيل الاحتقان سودوإفيدرين pseudoephedrine فموياً، لكن لديه نزعة لزيادة الضغط الدموي.

لذلك يجب أخذ الحذر عند وجود مشكلة ضغط دموي.

تروية جيوب الأنف بالسائل الفيزيولوجي (الملحي) باستخدام محقنة بلاستيكية أو قارورة بلاستيكية يمكن أن تعالج مشكلة نزح الجيوب الأنفية.

العلاج المناعي للحساسية – أي استخدام حقن تحسس – يمكن أن يقلل الحساسية تجاه العوامل المسببة. في البداية يتلقى المريض جرعة حقن متزايدة تدريجياً من مسببات الحساسية.

المفترض من المواد المسببة للحساسية عن طريق الحقن أن تثير استجابة مناعية وقائية في المريض عن طريق زيادة مستوياته من IgG4 وخلايا T المنظمة Tregs يسمح هذا للجهاز المناعي للفرد بالاستجابة للعوامل المسببة للحساسية الموجودة في البيئة بسرعة ويكافح بقدر كاف لمنع تفعيل شلال التحسس.

تؤخذ حقن الحساسية كل 3-5 سنوات.

أهم الآثار الجانبية المحتملة التي يمكن أن تنشأ من هذا العلاج هو حدوث الحساسية.

ونتيجة لذلك، بعد تلقي الجرعة، المطلوب من المرضى أن يبقوا تحت المراقبة في عيادة الطبيب لمدة 30 دقيقة.

أحدث علاج هو علاج مناعي تحت اللسان SLIT حيث توضع مسببات الحساسية بشكل أقراص تحت اللسان. يعتقد أنها بفعالية المعالجة بحقن التحسس.

في عام 2014 تمّ إنتاج أول علاج من SLIT سمّي  بـ Oralair  ولقيَ استحسان إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية FDA لاستخدامه تجاه طلع الأعشاب المتعدد ومن ذلك الحين تمت الموافقة على دواء SLIT

 

وتشمل تدابير الوقاية من التحسس ما يلي :

– الحد من التعرض لحبوب الطلع والمواد المسببة للحساسية الأخرى عن طريق البقاء في الداخل في الأيام التي يكون فيها عدد حبوب الطلع مرتفع أو الهواء سيئ.

– ابقِ النوافذ مغلقة خلال الصباح، حيث أن التطعيم غالبا ما يكون مرتفعاً في هذا الوقت من اليوم.

– عند القيادة، ضع تهوية السيارة في وضع إعادة تدوير أو باستخدام أجهزة تكييف الهواء، والتي يمكن أن تحد من كمية حبوب الطلع داخل السيارة.

– وتظهر أعلاه محارة الأنف مستنقعية، تكون على هذا الشكل عموماً في التهاب الأنف التحسسي.