العصر الجوراسي
(الديناصورات العملاقة-أول ظهور للطيور-الانقراض الصغير)


كان العصر الجوراسيّ «The Jurassic Period» ثاني عصور الحقبة الوسطى أو الميسوزويك «Mesozoic Era». وامتدّ لفترة من 199.6 مليون سنة إلى 145.5 مليون سنة مضت، سبقه العصر الترياسيّ Triassic Period)) وتبعه العصر الطباشيريّ Cretaceous Period)).

خلال فترة العصر الجوراسيّ، تفكّكت القارّة العظمى بانجيا.

وانقسم النصف الشمالي منها، والمعروف باسم لورنتيا، إلى كتل من اليابسة والتي شكّلت في النهاية قارّات أمريكا الشمالية وأوراسيا (Eurasia)، وفتحت أحواض منتصف المحيط الأطلسي وخليج المكسيك.

أمّا النصف الجنوبيّ، المعروف باسم غُندوانا، انجرف نحو الجزء الشرقيّ، الذي شكَّل القارّة القطبيّة الجنوبيّة، ومدغشقر والهند، وأُستراليا، بينما شكّل الجُزء الغربي في النهاية قارّتي أفريقيا وأمريكا الجنوبيّة.

أتاح هذا التصدُّع إضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تنوّعَ وهيمنة الزواحف المعروفة باسم الديناصورات «dinosaurs».

 

الحياة النباتية

طوّرت الأحياء في عصر حقبة الميسوزويك أو الوسطى قدرتها على العيش على اليابسة بدل الاقتصار على المحيطات. وفي بداية العصر الجوراسيّ، تطوّرت الحياة النباتية من النباتات اللاوعائية «Bryophytes»؛ وهي نباتات طحلبية «mosses» منخفضة النمو ونباتات كبدية «liverworts» افتقرت للأنسجة الوعائية وكانت محصورة في المناطق الرطبة والمستنقعات.

نبات لا وعائي.

كانت السراخس «Ferns» وأشجار الجنكو «gingkoes» هي النباتات السائدة في مطلع العصر الجوراسيّ، فقد احتوت على جذور وأنسجة وعائية لنقل الماء والمواد الغذائية والأبواغ للتكاثر.

وخلال فترة العصر الجوراسيّ، تطوّرت طريقة جديدة في تكاثر النباتات؛ إذ لعب الهواء دورًا هامًّا في انتشار حبوب اللقاح للنباتات عارية البذور، والنباتات الحاملة للمخروط كالصّنَوبريّات.

أتاح هذا التكاثر الخُنثويّ مجموعة وراثية أكبر. وبحلول نهاية العصر الجوراسيّ، انتشرت عاريات البذور على نطاق واسع. لم تتطور النباتات «المزهرة الحقيقية» حتى حلول العصر الطّباشيري.

السراخس

 

عصر الديناصورات

كما يشير فلم الحديقة الجوراسيّة (Jurassic Park) للمخرج ستيفن سبيلبرغ، أنّ الزواحف كانت هي الشكل السائد للحياة الحيوانية خلال فترة العصر الجوراسيّ.

تمكنت الزواحف من التغلب على العقبات التطوّرية للدعم والتكاثر التي قيدت البرمائيات.

وامتلكت الزواحف هياكلَ عظمية صلبة قويّة تدعمها أنظمة عضلية متقدمة لدعم الجسم والحركة.

كانت ديناصورات في العصر الجوراسيّ هي بعض أكبر الحيوانات التي عاشت على كوكبنا على الإطلاق.

كانت الزواحف قادرة أيضًا على وضع البيض الذي يحتوي على «المادة السلوية»، التي تحفظ الحيوان النامي رطبًا وتغذيه أثناء الحمل أيضًا. وهذا سمح لأولى دورات حياة الحيوان الكاملة على الأرض.

كانت الصوروبودا «Sauropods» (من فئة الديناصورات «سحليات الورك-«lizard hipped) حيوانات عاشبة بأربعة قوائم وأعناق طويلة وذيول ثقيلة تحفظ توازنها. كان الكثير منها عملاقًا؛ مثل ديناصور براكيوصور «Brachiosaurus». حصلت بعض الأجناس على أطوال تفوق 100 قدم وأوزان أكبر من 100 طن، ما يجعلها أكبر حيوانات مشت على الأرض على الإطلاق.

كانت جماجمها صغيرة نسبيًا، مع مناخر تقع بالقرب من عيونها، الجماجم الصغيرة لها يعني أنّ لديها أدمغة صغيرة كذلك. وبالرغم من الأدمغة الصغيرة، كانت هذه المجموعة ناجحة إلى حدٍّ كبير خلال العصر الجوراسيّ وامتلكت توزيعًا جغرافيًا على نطاق واسع.

فقد عثر على أحافير ديناصورات الصوروبودا في كل القارّات باستثناء القارّة القطبية الجنوبية.

وديناصورات أخرى معروفة في العصر الجوراسيّ بما في ذلك الستيغوصور المصفح plated Stegosaurus)) والتيروصور الطائر (flying Pterosaurs).

الصوروبودا، ديناصور عاشب

لفظة الكارنوصور  (Carnosaurus)تعني «الديناصور آكل اللحوم» من الطبيعي مع شيوع الفرائس الكبيرة العاشبة، أن تشيع الحيوانات الكبيرة المفترسة (آكلة اللحوم) أيضًا.

كان ديناصور «الألوصور-Allosaurus» واحدًا من أكثر الديناصورات المفترسة شيوعًا في أمريكا الشمالية؛ فقد عُثر على العديد من الهياكل العظمية السليمة في الطبقات الأحفورية في ولاية يوتاه.

كان الألوصور مماثلًا ظاهريًا لتيرانوصور ريكس (Tyrannosaurus rex) الذي تطور لاحقًا، على الرغم من أنّ تحليلات الكلاديسيات (التصانيف الفرعية) تُظهر أنّ الديناصورين كانا بعيدي الصّلة.

كان الألوصور أصغر قليلًا مع فكّ أطول وطرفين أماميَّيْن أثقل.

اعتمدوا على أطراف خلفية أقوى للجري، ولكن من غير الواضح كم كانوا سريعين.

الكارنوصور، ديناصور مفترس

 من المُستبعد تمكُّن ديناصورات الألوصور من التغلُّب على الديناصورات العاشبة الكبيرة مثل البراكيوصور Brachiosaurus)) أو حتى الستيغوصور (Stegosaurus).

كانوا ينتهزون الفرص على الأغلب، ويستهلكون الفرائس الشابة أو المريضة أو العجوزة أو الجريحة.

كانوا على الأرجح قادرين على مسك الفريسة باستخدام أطرافهم الأمامية ذات العضلات الكثيرة، تمزق الفريسة إلى أجزاء بمخالبها الكبيرة وثمّ تبتلع القطع كلها.

كان البراكيوصور تقريبًا بحجم بناية من أربع طوابق

 

الثّدْيِيّات الأولى

عثر العلماء على فكّ ثديِيّات يبلغ عمرهُ 112 مليون سنة في اليابان.

يُظهر الفك أنّ الثديِيّات من هذا النوع كانت تطوُّر بشكلٍ سريع سماتٍ من شأنها أن تكون موجودة في النهاية لدى الثّديِيّات الرحمية (المشيمية)، وهنا لدينا تصوُّر حول كيف كان يبدو أول حيوانٍ ثديِيّ مشيميّ.

ربما كانت الديناصورات الحيوانات البرية المهيمنة، ولكنّها لم تكن لوحدها.

كانت الثدييات الأولى في الغالب حيوانات عاشبة صغيرة جدًا أو حشرات ولم تكن في منافسة مع الزواحف الكبيرة.

كانت «Adelobasileus» (حيوانات تشبه الزبابات) تمتلك عظام آذان وأفكاك ثدييات متميزة ويعود تاريخها إلى أوائل العصر الترياسيّ.

«Adelobasileus»

 

في أغسطس/آب عام 2011، أعلن العلماء في الصين اكتشاف «Juramaia».

أثارَ حيوان منتصف العصر الجوراسيّ الصغير هذا العلماء لأنّه كان بوضوح «eutherian» (أي ينتمي للوحشيات الحقيقية)، وهو سلف الثديِيّات المشيميّة، ما يشير إلى أن الثديِيّات تطورت في وقت أبكر بكثير ممّا كان يعتقد سابقًا.

«Juramaia

الحياة البحريّة

كانت الحياة البحرية للعصر الجوراسيّ متنوعة للغاية أيضًا.

كانت البلصورات (Plesiosaurs) أكبر الحيوانات البحرية المفترسة.

امتلكت هذه الزواحف البحرية آكلة اللحوم عادةً أجسامًا واسعة ورقبًا طويلة مع أربع زعانف على هيئة أطراف.

كان الإكتيوصور (Ichthyosaurus) زاحفًا قريبًا من شكل السمكة، وكان أكثر شيوعًا في وقت مبكر من العصر الجوراسيّ.

بسبب العثور على بعض الأحافير مع أفراد صغيرة يبدو أنّها كانت داخل الأفراد الأكبر، هناك افتراض ينصّ على أنّ هذه الحيوانات كانت من بين أول من يملك حملًا داخليًا وتضع مواليد صغار.

كانت أسلاف الحبّار الحديث من رأسيات القدم (Cephalopod) والأقارب الزعنفية لأسماك القرش والشفنين الحديثة شائعة ايضًا.

كانت الصدفيات الحلزونية للأمونيتات Ammonites)) من بين أجمل أحافير الحياة البحريّة التي بقيت.

البلصورات، أكبر الحيوانات البحرية المُفترسة.

صدفة حلزونية للأمونيت

مُلخّص العصور التّاريخيّة للأرض


إعداد: أحمد السراي
تدقيق: عبدالسّلام الطّائيّ

المصدر