أطلق إيلون ماسك للتو شركة لدمج دماغك مع جهاز كمبيوتر


في حال أنه فاتك الأمر، فإن إيلون ماسك قلق نوعًا ما على مصير البشرية وذلك بسبب التقدم الهائل الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي. وأساس خوفه هو أن الذكاء الاصطناعي سوف يتجاوز قدراتنا، وعندما يحدث ذلك، من المحتمل أن يصبح البشر مواطنين من المرتبة الثانية (أو عبيدًا، أو شيئًا أسوأ من ذلك).

وقد بيّنت التقارير حاليًا أنه يجهّز مشروعَ رابطٍ حاسوبيٍّ دماغي والذي تم تطويره للسماح للبشر أن يواكبوا التطورات الحادثة في الآلات. ويهدف هذا الرابط إلى زيادة تلك المواكبة مما يجعلنا نحافظ على آدمية أدمغتنا.

مصدر هذا الخبر هو صحيفة The Street Wall التي تقول بأن هذه الشركة، التي تمت تسميتها Neuralink، مازالت في مراحلها المبكرة من التطوير. ولم يتم إعلانها حتى الآن للعامة نهائيًا.

كل ما نعرفه حتى الآن هو أن هدف الشركة الأساسي هو إنشاء جهازٍ (أو من المحتمل سلسلة أجهزة) لزراعتها في دماغ الإنسان. سيخدم ذلك العديد من الأهداف، والهدف النهائي هو دمج دماغ الإنسان مع البرمجيات التي نمتلكها لنكون على نفس مستوى سرعة تقدم الذكاء الاصطناعي حتى لا يغطينا الغبار.

ستساعد هذه التطورات في البداية بدرجات صغيرة، مثل مساعدتنا على تحسين ذكرياتنا عن طريق صنع مكونات تخزين إضافية قابلة للإزالة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن عمل ماسك على هذا الجهاز. فقد ذكر سابقًا جهاز يُسمى “neural lace” وتحدث عن تخيله لكيفية عمله في مؤتمر “Code Conference” لعام 2016.

السباق لهزيمة الذكاء الاصطناعي

ليس من المدهش ألا يكون إيلون ماسك الوحيد القلِق من الذكاء الاصطناعي. ففي فيديو تم نشره على بوابة Big Think الإلكترونية، ذكر مايكل فاسار – كبير مشرفي العلوم في شركة MetaMed للبحوث الطبية – أن الذكاء الاصطناعي سوف يقتلنا جميعاً (حرفيًا) “إذا تم ابتكار ذكاءٍ اصطناعيٍّ شامل أكبر من ذكاء الانسان بدون سابق حذر، فإن العنصر البشري سوف ينقرض في وقت قصير بدون شك.” فهو يُحذّر بشكلٍ أساسي من أن ابتكار ذكاء اصطناعي غير مفحوص سوف يقضي على البشرية في المستقبل.

وبالمثل، صرّح ستيفن هوكينج أن الذكاء الاصطناعي يُعد واحدًا من أكبر التهديدات للبشرية: ” تقدم الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضع نهاية العنصر البشري. فيمكنه الانطلاق من نفسه وإعادة تصميم نفسه بمعدلٍ متزايد ومستمر. لن يمكن للبشر المحدودين بالتطور البيولوجي البطيء التنافس، ويمكن أن يتم إبادتهم.”

وصولًا إلى هذه النقطة، فإن ماسك ليس الوحيد الذي يعمل على ضمان مواكبة البشرية للذكاء الاصطناعي، فإن بريان جونسون مؤسس شركة Braintree يستثمر مائة مليون دولار أمريكي لصناعة أعضاء عصبية لتحرير قوة دماغ الانسان وجعل الكود العصبي للإنسان قابلًا للبرجمة كهدفٍ أساسي.

فمشروعه – Johnson Outlines – يهدف إلى توضيح أن الأمر كله يدور حول التطور المشترك.
علاقتنا بصناعاتنا الذكية الجديدة محدودة بالشاشات، لوحات المفاتيح، واجهات الإشارة، والأوامر الصوتية – كلها وسائل إدخالٍ واخراجٍ مقيدة. نحن البشر لدينا تحكمٌ قليلٌ جدًّا بأدمغتنا مما يحد من قدرتنا على التطور المشترك مع الآلات المصنوعة من السيليكون بطرقٍ قوية.

فهو يعمل على تغيير كل ذلك وضمان امتلاكنا رابطًا مرِنًا مع تكنولوجيتنا (وأيضا ذكائنا الاصطناعي).
أوضح جونسون أن شركته – Kernel – سوف تبدأ بتفحص العقل البشري وإدراك كيفية عمله بالتحديد. حيث ذكر أن هذا البحث هو الخطوة الأولى لمساعدة البشرية على تحقيق مساواة دائمة بينها وبين الآلات.

بالطبع سوف تقوم تكنولوجيا كهذه بأكثر من مجرد السماح للبشر بالترابط مع الآلات. فهذه الأعضاء العصبية يمكنها أيضًا إصلاح قدراتنا الإدراكية، مما سيؤهلنا لهزيمة الأمراض العصبية، مثل الزهايمر، التصلب الجانبي الضموري ALS، الشلل الرعّاش Parkinson’s، وحالات أخرى مسؤولة عن تدمير أدمغتنا…وحياتنا.

هذه مجرد بداية.

نعم سوف تسمح لنا هذه التطورات بالاندماج مع الآلات، لكنها ستسمح لنا أيضًا ببرمجة الكود العصبي للإنسان، مما سيجعلنا نتحول بطرقٍ لا يمكننا تخيلها. وخلال وقتٍ قصير، سيمكننا تحويل أنفسنا إلى الأشخاص الذين نريد أن نكون.

أصبحت البيولوجيا وعلم الوراثة التي نملكها قابلة للبرمجة بشكل متزايد كودنا العصبي هو التالي في الطريق.

يبدو الأمر كأنه خيالٌ علمي، لكنه قائمٌ على جهدٍ علميٍّ غير عادي.
خلال وقتٍ قصير، ستعمل هذه الأجهزة التي تحُثُّ التطوير عن طريق تكرار الطريقة التي تتواصل بها خلايا الدماغ مع بعضها البعض. هذه التكنولوجيا المستقبلية مبنية على 15 عام من البحث الأكاديمي الممول عن طريق المعاهد الوطنية الصحية (NIH) ووكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدمة (DARPA).
لذا استعدوا، فإن الذكاء الخارق للبشرية مجرد مسألة وقت.


بسام محمد عبد الفتاح
تدقيق بدر الفراك
المصدر