كيف ترسم لمسة من الأهل مستقبل الأطفال المبتسرين (المولودين قبل أوانهم)


يتفاعل حديثي الولادة مع العالم الخارجي عن طريق اللمس ووجد الباحثون، والذين قاسوا استجابات الأدمغة فى 125 طفل حديثي الولادة والذين شملوا الأطفال المولودون فى آوانهم وقبل ذلك، أن تجارب الأطفال مع اللمس لها آثار دائمة على الطريقة التى تتفاعل بها أدمغتهم الصغيرة مع اللمسات الخفيفة عندما يعودوا إلى بيوتهم.

تعتبر النتائج التى أُعْلِنَ عنها فى جريدة “الأحياء الحالية” فى 15 مارس هى تأكيدًا آخر على أهمية اللمسة الرقيقة فى التطور الحسى الطبيعى للرضع والتى سيترتب عليها آثار تتعلق برعاية 15 مليون رضيع يولدون قبل آوانهم كل عام،والذين غالبًا ما يتوجب قضاؤهم فترات طويلة من الزمن فى وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة.

وذكرت الطبيبة ناتالى ميتر ، والتى تعمل بالمركز الطبي لجامعة فاندربيلت قائلة:
« من الضروى التأكد أن الأطفال المبتسرين يشعرون بالاتصال الحسى مع والديهم وذلك لمساعدة أدمغتهم على الإستجابة لِلَمْسَاتِ الرقيقة بطرق مشابهة للأطفال الذين قضوا فترتهم كاملة داخل رحم أمهاتهم، وعندما لا تتمكن الآباء من فعل ذلك، من الممكن أن تفكر المستشفى فى معالجين فيزيائيين ليتيحوا للأطفال المرور بتجربة اللمس الرقيق وفى بعض الأحيان لا يتوافر فى المستشفى هؤلاء المعالجون».

وأجرت الطبيبة ميتر وزملاؤها تجربة على 125 طفلًا حديثى الولادة قبل خروجهم من المستشفى وكان منهم أطفالًا مبتسرين دامت فترة حملهم ما بين 24 إلى 36 أسبوعًا وأطفالًا مكتملي النمو دامت فترة حملهم ما بين 38-42 أسبوعًا واستخدم الباحثون رسم المخ الكهربائى لقياس مدى إستجابة أدمغة الأطفال ل ” نفخة هواء” ومقارنتها مع “نفخة وهمية “.

وأظهرت تلك الدراسات-بصفة عامة- أن الأطفال المبتسرين كانوا أقل استجابة لِلَمْسَاتِ الرقيقه عن أقرانهم مكتملي النمو، وكشف مزيدًا من التحليل أن استجابة المخ لِلَمْسِ كان أقوى عند قضاء الرضع فى وحدات العناية وقتًا أكبر فى تواصل لطيف مع والديهم أو مقدمي الخدمة الطبية.

وفى المقابل، كلما زادت آلام الأطفال المبتسرين الناتجة عن الاجراءات الطبية التى يخضعون لها، كلما قلت استجابة أدمغتهم لِلَمْسَاتِ الرقيقة لاحقًا، وكان هذا الأمر صحيحًا بالرغم من إعطاء الأطفال عقاقير مضادة للألم وسكر لجعل تلك الاجراءات أكثر تحملًا.

وصرحت الطبيبة ميتر قائلة ” نأمل بالتأكيد أن نرى أن تعرض الرضع لتجارب اللمس الايجابية فى المستشفى من شأنه أن يساعدهم أن يكونوا أكثر وعيا لحاسة اللمس عندما يتوجهون إلى بيوتهم، ولكننا إندهشنا عندما اكتشفنا أنه إذا تعرض الرضيع لتجارب مؤلمة فى وقت مبكر من حياته، قد يتأثر إحساسه باللمسات الرقيقه”.

واستنادًا إلى النتائج الجديدة، تعكف الطبيبة ميتر وزملاؤها حاليًا على تصميم طرق جديدة لتوفير تواصل إيجابي للرضع فى وحدات العناية المركزة وهم يبحثون كيف أن استجابة دماغ الطفل للمس تتفاعل مع استجابته لصوت الشخص.

وللوالدين الجدد-بمن فيهم أولئك الذين يجب أن يخضع أطفالهم لإجراءات طبية صعبة- نقول: تشجع لمساتك مهمة أكثر مما تدرك.


ترجمة:حنان أحمد
تدقيق: يحيى أحمد
المصدر