طريقة “حلوة” لتحري وجود بول في حوض السباحة


الاختبار الذي يكشف إن كان أحدهم قد تبوّل في حوض السباحة قد أصبح ألطف قليلًا، فقد طوّر الباحثون في كندا طريقة جديدة لتحرّي وجود بول في الماء وذلك عن طريق قياس مدى حلاوة الماء (نسبة السكر فيه).

لجأ الباحثون لاستخدام مُحلٍّ اصطناعي يدعى أسبارتام البوتاسيوم، وهو مركب لا يتفكك في الجسم ويطرح مع البول وفقًا للدراسة. كما أنه مقاوم للماء ويبقى ثابتًا ضمن درجات حرارة وحموضة مختلفة. وقد افترض الباحثون أنه يمكن أن يكون مؤشرًا جيدًا لمستويات البول في الماء.

 

 

العديد من المركبات الموجودة في البول يمكنها أن تتفاعل مع مركبات موجودة في أحواض السباحة كالمطهرات مثلًا، مُشكّلةً ما يسمى بـ “مطهرات ثانوية”. بعض الدراسات تقترح بأنه يمكن لهذه المركبات الثانوية أن تكون ضارة على صحة الإنسان، ومع ذلك فقد نشر الباحثون بأنه من غير الواضح تمامًا إن كان التعرّض لهذه المركبات خطرًا أم لا.

احتمالية أن تكون هذه المركبات ضارة قد ألهمت الباحثين لإيجاد وسيلة لتحري وجود البول في الماء وذلك بقيادة “ليندسي بلاكستوك” (Lindsay Blackstock) وهي طالبة دكتوراه في علم السموم البيئي والتحليلي في جامعة ألبيرتا في كندا.

 

 

كما لاحظ الباحثون وجود مركب أسبارتام البوتاسيوم في العديد من الأطعمة المعلبة، وقد تم الاعتراف بهذا المحلّي الصناعي بشكل متزايد في السنوات الأخيرة بأنه من مصادر التلوث البيئي.

وفقًا للدراسة فإن تركيز أسبارتام البوتاسيوم في البول وسطيًا يعادل 4000 نانوجرام في المليلتر.

جمع الباحثون في هذه الدراسة عينات من 22 حوض سباحة و 8 أحواض مياه ساخنة في مدينتين كنديتين. وقد جمعوا بالإضافة إلى ذلك عينات من مياه الصنابير في كل مدينة حيث يُستخدم هذا المصدر لملء أحواض السباحة وأحواض المياه الساخنة.

 

 

ووجدوا بأن تركيز أسبارتام البوتاسيوم في أحواض السباحة وأحواض المياه الساخنة يتراوح ما بين 30 نانوجرام/لتر ليصل إلى 7110 نانوجرام/لتر. مما يشير إلى أن هذا التبدل في التركيز يعود إلى عدة عوامل أهمها كيفية تصفية مياه حوض السباحة وعدد الأشخاص الذين يسبحون (وقد يتبولون) فيها.

وقد كان تركيز المحلّي الصناعي الموجود في مياه الصنابير وفقًا للدراسة أقل بكثير إذ كان يتراوح ما بين 6 نانوجرام/لتر و15 نانوجرام/لتر مما يعني بأن تركيز أسبارتام البوتاسيوم في أحواض السباحة والأحواض الساخنة قد تضاعف 571 مرة عن تركيزه الأصلي في مياه الصنابير.

 

 

أخذ الباحثون في تجربةٍ منفصلةٍ 15 عينةً من حوضي سباحة على مدى فترة ثلاثة أسابيع. الحوض الأول يحتوي 220 ألف غالون من الماء (ثلث حجم مسبح أولمبي) والآخر يحتوي نصف هذه الكمية أي 110 ألاف غالون. وباستخدام أسبارتام البوتاسيوم كمؤشر، قُدّر أن الحوض الأصغر يحتوي وسطيًا 30 ليتر (7.9 غالون) والحوض الأكبر يحتوي 75 ليتر (19.8 غالون) من البول.

لم يتم تأكيد نتائج هذه الطريقة في تحرّي وجود البول بأية طرائق أخرى، إذ لا توجد حاليًا أي طريقة موصى بها لكشف وجود بول في مياه أحواض السباحة.

نُشِرت الدراسة في الأول من شهر مارس في مجلة العلوم البيئية وآداب التكنولوجيا.


ترجمة: رغد القطلبي
تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر