الإسهال حالة مزعجة، لكن متى تصبح خطيرة؟


الإسهال من الأعراض الهضمية المزعجة وقد يصفها البعض بالمقرفة وهو أيضًا من الشكايات الشائعة إذ يعتبر عرضًا لطيفٍ واسع من الأمراض والاضطرابات فقد يشير إلى اضطرابٍ مؤقتٍ وقد يكون دلالةً على مرضٍ خطيرٍ يحتاج تدخلًا طبيًّا اختصاصيًّا، فما تعريفه، وما أسبابه، ومتى يجب أن تستشير الطبيب؟

 

 

الإسهال (Diarrhea) هو إخراجٌ لبرازٍ ذو طبيعةٍ سائلةٍ أو لينةٍ أكثر من 3 مراتٍ في اليوم ويختلف ذلك بحسب العادات الفردية للشخص أي بشكلٍ عام أكثر مما اعتاد عليه الشخص، وقد يكون مترافقًا مع عدة أعراض أخرى تبعًا للعامل المسبب، قد تشمل هذه الأعراض تشنجاتٍ وآلام في البطن (مغص)، حرارة، غثيان، ارتفاع في درجة الحرارة، انتفاخ وتطبل، دم في البراز وغيرها من الأعراض الأخرى، وفي معظم الأحيان يستمر الإسهال لعدة أيام وقد يستمر عدة أسابيع مشيرًا إلى أمراض خطيرةٍ كعدوى مقاومة أو أدواء الأمعاء الالتهابية (IBD) أو إلى أمراض أقل خطورةً كمتلازمة الأمعاء الهيوجة(IBS) .

 

 

أمّا عن أسبابه فكما ذكرنا سابقًا فهي عديدة ومختلفة، ولكن أشيعها هي الالتهابات الهضمية الناتجة عن عدوى جرثومية أو فيروسية أو طفيلية، نذكر من الفيروسات: فيروس النورو (Norovirus) والفيروس العجلي(Rotavirus) الذي يوجد له تطعيم (لقاح) يؤخذ منذ الصغر، ومن الجراثيم نذكر: العطيفات (Campylobacter) والإشريكيات القولونية(Escherichia coli)  تنتقل هذه الكائنات عن طريق الطعام والمياه الملوثة، ومن الطفيليات نذكر الجيارديا المعوية (Giardia lamblia) التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة، في بعض الأحيان تصيب هذه العداوى المسافرين بما بعرف بإسهال المسافرين، وتشمل الأسباب الأخرى للإسهال القلق والتوتر، عدم تحمل اللاكتوز، بعض الأدوية، وأمراض تسبب ما يسمى بالإسهال المزمن كالأمراض المعوية الالتهابية (IBD) ومتلازمة الأمعاء الهيوجة(IBS) والداء الزلاقي(Celiac Disease) .

 

 

بالنسبة للحالات التي تستوجب طلب استشارةٍ وعنايةٍ طبية فسنفصلها بحسب عمر المصاب، إذ تعتبر المضاعفات خطيرةً جدًا بالنسبة لحديثي الولادة وتجب استشارة أخصائيٍّ في حال تكرر خروج البراز(الإسهال) لستة مرات أو أكثر خلال 24 ساعة أو في حال التقيؤ لثلاث مرات أو أكثر خلال24 ساعة، أما بالنسبة للأطفال عند التبرز (الإسهال) لستة مرات أو أكثر خلال 24 ساعة أو في حال الإسهال والتقيؤ في نفس الوقت أو في حال كان البراز مائيًا أو في حال وجود دم في البراز أو في حال وجود ألم بطنٍ مستمرٍّ وشديدٍ أو في حال ظهور أحد علامات الجفاف، وأخيرًا بالنسبة للبالغين فيجب استشارة الطبيب في حال وجود دم في البراز أو في حال وجود إقياءات متكررة أوفي حال فقدان كبير للوزن أو في حال تغوط كميات كبيرة جدًا من براز شديد السيولة أو في حال تأثير ذلك على النوم أو في حال العلاج بمضادات حيوية أو في المشفى مؤخرًا أو في حال ظهور علامات الجفاف وأخيرًا في حال كان البراز غامقًا أو أسودًا (براز زفتي) فهذا قد يدل على حدوث نزيف.

 

 

في النهاية تكون المعالجة بحسب السبب ويُعدُّ تعويض السوائل المفقودة من الأمور الأساسية في العلاج، أما الوقاية من العداوى فتكون بإتباع قواعد النظافة العامة من غسل اليدين بعد التعرض لتلوث محتمل، غسل الفواكه والخضار بطريقة جيدة، الابتعاد عن المأكولات التي يشك بتلوثها وغيرها من الاحتياطات، وفي حال التعرض للعدوى يجب طلب الاستشارة الطبية والأخذ بالحسبان عدم تمرير هذه العدوى لأشخاص آخرين.


ترجمة: دانيا الدخيل
تدقيق: بدر الفراك

المصدر