الألم البطني الحاد، أسبابه وتشخيصه وعلاجه


الألم البطني الحاد The Acute Abdomen مشكلة شائعة فهو يُشكِّل بمفرده 50% من حالات الإسعاف الجراحي وتتراوح أسباب الألم البطني من أمراض بسيطة إلى أخرى مُعقَّدة وتُشكِّل أحياناً تهديداً مباشراً للحياة بشكل عام يمكن تقسيم الآليات التي تُسبِّب الألم البطني الحاد إلى:

•الالتهاب inflammation: يتطوَّر الألم بشكل تدريجي خلال عدَّة ساعات ويتميَّز بكونه ثابتاً ومستمرَّاً ، ومن أهم الأسباب الإلتهابيَّة للألم البطني الحاد: التهاب الزائدة الدوديَّة، التهاب المرارة، التهاب البنكرياس، التهاب الرتوج، التهاب الحويضة والكلية، التهاب الملحقات، الخراجات داخل البطن.

•الإنسداد obstruction: يكون الألم هنا قولنجيَّاً ماغصاً يخفُّ تارةً ويزيد تارةً أخرى ويترافق مع تشنُّجات تدفع المريض للحركة من جانب لجانب والتلوِّي، ومن أهم الأسباب الإنسداديَّة للألم البطني الحاد، انسداد الأمعاء، القولنج الكلوي “حصيَّات في الحالب”، القولنج المراري “حصيَّات في المرارة أو الأقنية الصفراوية”.

•الإنثقاب perforation: يبدأ الألم بشكل فوري ويكون شديداً ومفاجئاً، مثل انثقاب القرحة الهضميَّة، انثقاب أم دم أبهريَّة، انثقاب رتج، انثقاب كيسة مبيض.

 

لتحديد سبب الألم البطني، لابدَّ من القيام بسلسلة من الإجراءات تبدأ بالقصة السريريَّة المُفصَّلة والفحص السريري الدقيق وتشمل العديد من الإستقصاءات المخبريَّة والشعاعيَّة كصور البطن والصدر الشعاعيَّة البسيطة وإيكو البطن والحوض والطبقي المحوري للبطن CT والرنين المغناطيسي MRI وفي بعض الحالات المُبهمة.

يلجأ الأطباء إلى إجراء جراحي هو تنظير البطن التشخيصي.

 

في بعض الحالات تكون الصورة السريريَّة للمرض غير نموذجيّة وخصوصاً عند المُسنين والأطفال الصغار وعندما يتأخر المريض في مراجعة الطبيب، وكذلك يجب الانتباه للأورام الخبيثة كونها سبباً هامَّاً للألم البطني وخاصَّةً في المرضى كبار السن.

بعد هذه السلسلة من الإجراءات وبعد الوصول للتشخيص الدقيق، يتمُّ وضع الخطة العلاجيَّة بحسب الحالة المرضيَّة؛ والتي قد تكون مجرَّد علاج دوائي بسيط، كما في التهاب الحويضة والكلية وأحياناً تتطلَّب عمل جراحي إسعافي كما في إلتهاب الزائدة الدوديَّة الحاد.

وتحمل بعض الحالات تهديداً كبيراً للحياة وتتطلَّب تدخلاً سريعاً لإنقاذ المريض كانثقاب أم الدم الأبهريَّة.


ترجمة: د. محمد الأبرص
تدقيق: أسمى شعبان

المصدر