من أول نظرة، أدرك العلماء فورًا أن الكويكب 1950 DA يحقق مستحيلات عديدة.

أنه يدور حول نفسه بسرعة هائلة لدرجة أنه تعجب الكل من عدم تمزيقه لنفسه لأشلاء عديدة منذ وقت طويل، ولكن لم يستطع أحد أن يعلم السبب.
والآن يبدو أن هذا اللغز له حل، حيث يبدو أن هذا الكويكب يستعمل خدعة مشابهة للأبراص التي تتسلق جدران زجاجية، مع تطبيق متضمنات إضافية للتعامل مع الأجسام التي قد تهدد وجود هذا الجسم.

العديد من الكويكبات الصغيرة تتكون من كتل سائبة من الحصى ، فضلًا عن حجارة صلبة. جاذبية تلك الكويكبات ضعيفة جدًا، ولكن في غياب قوى أخرى تصبح تلك الجاذبية كافية لإبقاء الكويكب متماسكًا.

ولكن 1950 DA يدور بسرعة شديدة.

“لقد وجدنا أن 1950 DA يدور بسرعة أكبر من حد الإنفصال الذي تم تعيينه بمعرفة كثافة الكويكب” يقول دكتور بين روزيتيس من جامعة تينيسي.

“لذا لو كانت الجاذبية هي القوة الوحيدة التي تحافظ على كتلة الحصى تلك متماسكةً، لكان الكويكب قد انفصل وتمزق وطارت أشلاءه بعيدًا عن بعضها البعض. ولذا يجب أن تكون القوى التماسكية بين الجزيئية أيضًا تحافظ على تماسكه”.

الدوران سريع جدًا لدرجة أنه قرب خط إستواء الكويكب تتعرض الأجسام الموجودة على جسم الكويكب لما يُسمى بـ”الجاذبية السالبة”، حيث أن التسارع الذي ينتج من دوران الكويكب أقوى من السحب الجاذبي الضئيل الذي يستطيع إنتاجه ومما تستطيع القوى الإحتكاكية أن تساهم فيه لسحب الأجسام نحو الكويكب.

إذا كيف يتماسك معًا؟

الإجابة كما طرحها روزيتيس في Nature في قوى فان دير فال Van der Waals الموجودة بين حبيبات تلك المواد. هذه القوى، والتي أيضًا تتضمن القوى بين جسمين ثنائيين القطب ، تحدد ماإذا يمكن إذابة المواد في الماء أو في الزيت.

كما يستخدمها البرص لتسلق الأسطح العمودية أو المائلة بشدة.

توجد هذه القوى بسبب أن العديد من الجزيئات تمتلك شحنة سالبة قليلًا على جهة وشحنة موجبة على الجهة الأخرى.

حين تصطف الشحنات المتعاكسة، تنجذب الجزيئات إلى جيرانها.

“القوى التماسكية في شكل قوى فان دير فال صغيرة بين الحبيبات التكوينية هي ماتنبأنا به منذ وقت قريب لحل يستطيع أن يحافظ على تماسك كتل الحصى الصغيرة (على مسافة 10 كيلو متر أو أقل)” كما ذكر البحث.

كما تمت ملاحظة أنه عند قوى مشابهة لتلك التي تمت رؤيتها بين حبيبات القمر تستطيع تلك القوى أن تُبقي 1950 DA متماسكًا.

جسيم قليل التماسك كهذا سيكون من السهل جدًا أن يتم تدميره إذا كان على مسار تدميري نحو الأرض، مقارنةً بجسم أكثر صلابةً.

“مع وجود قوى تماسكية ضعيفة كتلك تحافظ على تماسك كويكب كذاك، فإن قوة صصغيرة جدًا قد تؤدي إلى دمار تام” يقول روزيتس.

بينما تم إقتراح أسلحة نووية سابقًا كحل للكويكبات التي تهدد الأرض، فإن هذا البحث يقترح أنه من الممكن إيجاد طريقة لإزالة فوى فان دير فال بشكل أقل دراماتيكية من ذلك الحل.

ومن المؤكد أن حل بسيط كذلك سيخيب آمال هوليود كثيرًا.

في الواقع توجد توقعات قوية أن الكويكب P/2013 R3 تم تدميره مؤخرًا نتيجة تقابله مع جسم صغير نسبيًا.

سوف تقوم مهمة رشيد Rosetta بتأكيد أو إثبات خطأ تلك النظرية.