ثلاثة أمراض على العالم مواجهتها وإلا…


اجتمع العلماء مع ممثلي الحكومات والجمعيات الخيرية من مختلف أنحاء العالم في سويسرا، لبحث خطّة عمل من أجل وقف انتشار ثلاثة من أخطر الأمراض على وجه الأرض، ومنع تحوّلها الى أوبئة عالمية.

وهذه الأمراض هي:

• متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية (Middle Eastern Respiratory Syndrome(MERS))
• حمّى لاسا (Lassa fever)
• فيروس نيبا (Nipah virus (NiV))

وهذه الأمراض كلّها مُعدية بشدّة، ولم يكتشف بعد أيّ لقاح أو علاج لها. وبنتيجة هذا اللقاء أُعلن في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس أنَّ الخطّة تحتاج تمويل دول العالم لبحوث العلماء للحصول على لقاح فعّال، قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة، وتشكّل تهديدًا حقيقيًا للصحّة والحياة.

يمكن للقاح أن يحمي الجنس البشري من هذه الأوبئة، إلّا أنّه لم يُبذل جهد كافٍ للحصول على لقاحات فعّالة. إنَّ الهدف الحالي هو العمل على تطوير لقاحين تجريبيين على الأقل لكلّ مرض من هذه الأمراض. نظريًا يفترض بالباحثين تجريب خمسة أو ستّة لقاحات في المرّة الواحدة، ولكنّ مستوى التمويل الحالي يسمح بتجريب لقاحين أو ثلاثة فقط في المرّة الواحدة.

المرض الأوّل الذي يخطّط العلماء لمحاربته هو متلازمة الجهاز التنفّسي الشرق أوسطية (مرض معدٍ يصيب الجهاز التنفسي، سجلت أوّل حالة إصابة في السعودية عام 2012). يحدث المرض بسبب فيروس يسمّى كورونا فيروس (Middle East Respiratory Syndrome Coronavirus (MERS-CoV))

إنَّ معظم المصابين بهذا المرض يعانون من مرض رئوي حادّ يترافق بأعراض كالحمّى والسعال وضيق التنفّس، ويلقى حوالي 30%-40% من المرضى حتفهم. ينتشر هذا المرض في الوقت الحالي من خلال المسافرين من السعودية إلى دول أخرى، كما هي الحال في كوريا الجنوبية إذ تفشّى هناك عام 2015.

أمّا الهدف التالي فهو حمّى لاسا، ثمّ فيروس نيبا، وهما فيروسان معديان بشدّة، وقد يشكّلان خطرًا عالميًا ما لم يتوفّر لقاح فعّال لهما.

اكتشفت حمّى لاسا في نيجيريا غرب أفريقيا عام 2015، وتنتقل العدوى عند حدوث تماسّ مع موادّ ملوّثة ببول وفضلات الفئران المصابة بالمرض. عندما يصاب الإنسان بهذا الفيروس تنتقل العدوى بسهولة إلى الآخرين من خلال السوائل التي يفرزها الجسم، ويقتل هذا الفيروس كلّ عام حوالي 5000 شخص يسكنون غرب أفريقيا.

فيروس نيبا الذي اكتشف للمرّة الأولى عام 1998 في كامبونغ سومباي نيبا-ماليزيا، وتنتقل العدوى من تناول طعام ملوّث بفضلات خفافيش الفاكهة. تنتقل العدوى من شخص إلى آخر (أكثر حالات الإصابة تحدث في المستشفيات)، كما هي الحال في حمّى لاسا، وقد قضى فيروس نيبا على ما يقارب 196 شخصًا منذ 2001 حتى الآن.

يهدف هذا اللقاء إلى البدء بمحاولة استباقية لهزيمة الأمراض الثلاثة (وذلك بعد أكبر كارثة تفشّي للإيبولا منذ اكتشافه، التي استمرت من عام 2013 إلى عام 2016، وقتلت حوالي 11,300 شخص في ثلاث سنوات فقط)، بالإضافة إلى أنَّ فيروس زيكا أيضًا سبّب الفوضى في بلدان كالبرازيل، إذ أدّى إلى ولادة ما يقارب 2200 طفل بصغر في الرأس عام 2015، وسبب ذلك هو انتقال الفيروس إلى الأم الحامل عن طريق الجنس أو لدغات البعوض.

أظهر انتشار الإيبولا وزيكا أنَّ العالم للأسف غير مستعدّ بعد لكشف تفشّي الأوبئة محليًا، أو الاستجابة السريعة لمنعها من أن تصبح وباء عالمي.

إلى جانب تأثير هذه الأمراض المباشر على حياة الناس، فإنّها تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الدول التي تنتشر فيها، فغينيا وسيراليون وليبيريا على سبيل المثال عانت من خسائر تقدّر بثلاثة مليارات دولار أمريكي نتيجة فيروس إيبولا، وكلّفت متلازمة المرض الرئوي الحاد (SARS) الولايات المتّحدة حوالي 40 مليار دولار تقريبًا. هذه الأمراض التي تكون هادئةً في بداياتها.


ترجمة: بشار الجميلي
تدقيق: سيلڤا خزعل
المصدر