لماذا يسبب الخوف من الدماء الإغماء، بينما تُسَرِّعُ أنواع الرُهاب الأخرى دقات قلبك


عندما يواجه الأشخاص المصابون برهاب الدم، الحقن أو الأذية Blood Injection Injury Phobia مخاوفهم التي تتضمن رؤية الدماء، التعرض لأذية، أو أخذ حقنة، ينخفض لديهم معدّل ضربات القلب ويهبط ضغط الدم إلى أن يُغمى عليهم في بعض الأحيان.

ما الذي يحصل؟

عند مواجهة خوفٍ ما، فإن جسدك يميل إلى التصرف سريعًا مسببًا ارتفاع ضربات قلبك وضغطك الدموي إلى مستويات عالية.

 

هذا صحيح بالنسبة لجميع أنواع الرُهاب، سواء كان خوفًا من المرتفعات، العناكب، أو المهرجين. باستثناء واحدة، وهي رُهاب الدم، الحقن أو الأذية BII phobia.

الفرق هو أنَّ معظم المصابين بالرُهاب يختبرون ما يُسمى برد الفعل الرُهابي، والذي يبدأ على مستوى الدماغ وينتقل إلى الجملة العصبية الودية، كجزءٍ من استجابة القتال أو الهرب. بالترافق مع زيادة معدّل ضربات القلب وضغط الدم، يمكن أن تسبب الاستجابة أيضًا التعرُّق، الارتعاش، وتشنج العضلات.

 

من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الأشخاص الذين يعانون BII phobia، يختبرون ما يسمى بالاستجابة الوعائية المُبهمية، مُحفَّزةً بالعصب المبهم كجزءٍ من الجملة العصبية نظيرة الودية. عندما يثار هذا العصب فإنه يسبب هبوط ضغط الدم وضربات القلب، وهذا بدوره يسبب الدوار، التعرق، رؤية نفقية، الغثيان والإغماء
.
إذاً، لماذا يحدث هذا؟ ليس هناك إجابة واضحة، إلّا أنّ العديد من الخبراء قد وضعوا مجموعةً من التخمينات.

يعتقد بعض الباحثين بأنَّ الإغماء عند رؤية الدماء هو من المخلفات التطورية لغريزة إدعاء الموت عند وجود خطرٍ ما.

 

يشير آخرون إلى منشأٍ تطوريٍّ مختلف: عندما تعرض أسلافنا لطعنة رمحٍ أو جرح أسد، فإنّ هبوط ضغط الدم ربما كان يساعدهم في التقليل من خسارة الدم للحد الأدنى ويضمن نجاتهم المستقبلية.

بالرغم من عدم تأكيد هذه التخمينات التطورية، إلّا أنّه من الواضح أنّ رُهاب BII مرتبطٌ بالوراثة، أكثر من ستين بالمئة من الأشخاص المصابين يملكون قريبًا من الدرجة الأولى لديه هذا الرهاب. أظهرت الدراسات أيضًا بأنّ التوائم المتطابقة أكثر احتمالًا لمشاركة هذا الرهاب بالمقارنة مع التوائم الأخوة.

لماذا يجب الاهتمام بالأمر؟

هي ليست ظاهرةً غامضة: بحيث يصيب رهابBII ثلاثة إلى أربعة بالمئة من عامة السكان، والذي يترجم إلى ما يقارب 13 مليون شخصٍ في الولايات المتحدة وحدها.
وتظهر صعوبة الأمر عندما يجرح الأشخاص أنفسهم في المطبخ، أو أثناء أخذهم للقاح الإنفلونزا.

لحسن الحظ، يقول العلم بأن رهاب BII يمكن علاجه: فقد أظهرت دراسةٌ في عام 1991، بأنه بعد خمس جلساتٍ من تعريض الأشخاص لمحفز الرهاب لديهم والذي يؤدي إلى أعراضٍ كتشنج عضلات الذراع، الجذع والساق، فإنّ 90% منهم لم يعانوا بعد ذلك من معظم أعراض هذا الرهاب.


إعداد: رنيم جنيدي
تدقيق بدر الفراك
المصدر