علماء يترجمون نداءات الخفافيش وهي أكثر تعقيدا مما كنا نتوقع!


أظهرت دراسة جديدة أن الخفافيش تملك خطابات أكثر تعقيدا مما كنا نعتقد بما في ذلك التحدث إلى أفراد بشكل خاص في المجموعة والدخول في جدالات حادة مما يضعهم على قدم المساواة مع الدلافين .

استمع الباحثون اللذين كانوا يعملون مع خفافيش الفاكهة المصرية إلى نداءات الخفافيش المختلفة ولقد كانوا قادرين على تحديد الأسباب التي دعت إلى جدال الخفافيش ومع من كانت تتجادل وحتى النتائج المترتبة على هذا الجدال .

 

ولقد أوضحت كبيرة الباحثين يوسي يوفيل، من جامعة تل أبيب في إسرائيل، ل نيكولا ديفيس من الغارديان أن القسم الاكبر من الأصوات التي تصدرها الخفافيش والتي كان يعتقد سابقا أنها جميعا تعني الشيء نفسه، مثلا اخرج من هنا هي في الحقيقة تحتوي على الكثير من المعلومات.

خفافيش الفاكهة المصرية جنبا إلى جنب مع معظم الخفافيش الأخرى هي مخلوقات اجتماعية بشكل كبير تقيم في الأشجار أو في الكهوف وتصل إلى 1000 خفاش ولكنها أيضا مخلوقات مزعجة جدا ولا يمكن للبشر التفريق بين الأصوات التي تصدرها فهي بالنسبة للإنسان أصوات لا يمكن تفريقها عن بعضها البعض وحديثهم معا في نفس الوقت يمكن أن يسبب الصمم للإنسان .

وقد قال ويتلو أوو من جامعة هاوا والذي لم يشارك بالبحث بدوره ل رامين سكيبا من مجلة ناتشر أننا في أغلب الأوقات لا نفهم معظم هذه الأسباب .

في محاولة لمعرفة ذلك أمضى الفريق البحثي 75 يوما في تسجيل مستمر لفيديو ولقطات صوتية ل 22 من الخفافيش التي تم أسرها |.

 

وعدلوا برامج للتعرف على الصوت حتى يتمكنوا من تحليل مايقرب من 15،000 صوت للخفافيش في إطار زمني محدد .

ولقد كان البرنامج قادرا على ربط التفاعلات الاجتماعية بأصوات الضجيج المختلفة وتم تصنيف ما يفوق ال 60 بالمائة من الأصوات الى أربعة أقسام، الجدال حول الطعام والنوم والتزاوج والجدال عندما تقترب الخفافيش الأخرى بشكل كبيير

ولكن قام الباحثون باكتشاف ان الخفافيش تقوم في كثير من الاحيان بالتواصل بكل مباشر مع الأفراد وأنهم يقومون بتغير نغمة الصوت اعتمادا على من يتكلمون وخصوصا بين الجنس الاخر .

واستنتج الباحثون أن مخرجات هذه الدراسة قد تكون أقرب إلى البشر اللذين يستخدمون نغمات صوتية مختلفة إعتمادا على المستمعين كأن يتكلم الذكور مع الاناث .

هذا يضع خفافيش الفاكهة المصرية في فئة خاصة وحصرية جدا من الحيوانات التي تخاطب حيوانات معينة و الأنواع الأخرى الوحيدة التي نعرفها هي الدلافين وبعض أنواع القرود والبشر .

 

يقول الباحثون أن تطوير هذا الأمر يبدو منطقيا في الكهوف المظلمة حيث أن الرؤية تكون ثانوية وأن الخطاب يصبح أكثر دقة لنقل المعلومات التي عادة ما تتم عن طريق الوؤية البصرية.

ويضيف الباحثون أن أهمية التواصل الصوتي يزداد خصوصا عندما تكون الرؤية محدودة في الغابات الكثيفة أو تحت الماء وبالتالي فمن المعقول أن نفترض أن هذه الأصوات الخاصة بالثدييات الاجتماعية والتي تعيش في الكهوف المظلمة من الممكن أن تتطور لنقل المعلومات عن التفاعل مع الأفراد .

إن هذا النوع من الأبحاث لا يزال في مراحله المبكرة ولكن النتائج مبهرة حتى الان وبينما يوفيل وفريقها يتابعون أعمالهم للتعرف على الكيفية التي تستجيب بها الخفافيش للنداءات المختلفة، فهذه التقنيات من الممكن أن تستخدم من قبل العديد من الأنواع المختلفة الأخرى.

وقالت كيت جونز من جامعة لندن، التي لم تكن مشاركة في هذه الدراسة ل الجارديان “من الممكن أن نطبق هذا النوع من التقنيات على الأنواع الأخرى لمعرفة ما تعنيه عندما تتفاعل مع بعضها البعض . وعليه من الممكن أن نفتح فهما مختلفا يقوم على فهم ماهية هذه الاتصالات” .


ترجمة : الهام حج علي.
تدقيق: أسامة القزقي.
المصدر