ما هو مرض فقدان الشهية العصابي؟ وما هي أعراضه وآثاره على الجسم؟


يعتبر فقدان الشهية العصبي مرضًا نفسيًّا خطيرًا، حيث يريد الشخص المصاب بهذا المرض المحافظة على وزنه في حدوده الدنيا من خلال التجويع الذاتي وتناول أقلَّ كميةٍ من الطاقة.

حيث يعتقد بعض الناس أن للسَّيطرةِ على مقدار الطعام المتناول وعلى الوزن دورًا في التحكُّم في بعض مجالات الحياة الأخرى التي تصبح خارج السيطرة حيث يمكن أن تمنحهم صورةُ الجسم شعورًا بالثقة بالنفس.

ويمكن أن تدلَّ هذه الحالة على صراعٍ نفسيًّ وعلامة قلقٍ وإجهاد.

أما أسباب حدوث هذا المرض فتختلف من شخصٍ لآخر كالاستعداد الوراثي للإصابة به، إضافةً إلى العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والبيئية المحيطة، كما أنَّ اتباع نظامٍ غذائيٍّ صارمٍ والإفراط في ممارسة الرياضة يمكن أن يساهم في ظهور هذا المرض.

ومن المعروف تاريخيًّا أنَّ هذا المرض قد سجَّل حالات أعلى لدى النساء ولكن تشير الدراسات السكانية حاليًا إلى تساوي نسب الإصابة عند المراهقين الذكور والإناث.

أما إذا أردنا تعريف المرض وتحديده فيمكن أن نصفه بما يلي:

  • تقييد كمية الطاقة المتناولة: فالشخص المصاب بفقدان الشهية العصبي غيرُ قادرٍ على الحفاظ على وزنٍ صحي حيث أنَّه يفقد وزنه بسرعةٍ كبيرة.
  • الخوف من زيادة الوزن: على الرغم من أنَّ المصابين بهذا المرض يعانون من انخفاض الوزن والجوع إلا أنه لديهم خوفٌ مستمرٌّ من اكتساب وزنٍ زائد.
  • الاضطراب بنتيجة شكل الجسم: يكون لدى الأشخاص المصابين بفقدان الشهية العصبي اهتمام مبالغٌ فيه بشكل الجسم، حيث يمكن لبعضهم أن يُكوِّنَ نظرةً مشوَّهة عن طبيعة جسمه، إذ يمكنهم رؤية أنفسهم زائدي الوزن على الرغم من أنهم تحت الوزن الطبيعي بشكلٍ خطير.

وهناك نوعان هذا المرض وكلاهما يعتبر خطيرًا وبحاجةٍ إلى علاجٍ نفسي:

الأول هو التقييد: فالأشخاص المصابون بهذا النوع يضعون قيودًا كبيرةً على كمية ونوعية الأطعمة التي يتناولونها.

حيث يتضمن هذا الأمر العديد من الأمور منها:

  • الامتناع عن مجموعةٍ محددةٍ من الأطعمة (مثل الكربوهيدرات والدهون).
  • حساب عدد السعرات الحرارية.
  • تجنب بعض الوجبات.
  • الهوس بالتقيد بقواعد وأمور محددة (مثل تناول نوعٍ واحدٍ من الطعام فقط).

أما النوع الثاني فهو يُدعى التطهير، حيث يكون نتيجة الشراهة في تناول الطعام.

حيث يضع المصابون بهذا النوع أيضًا قيودًا صارمةً على الطعام الذي يتناولونه وإضافة لذلك، يُبدي الأشخاص المصابون نوعًا من التطهير الذاتي المترافق في بعض الحالات مع الشراهة أثناء تناول الطعام حيث يتم تناول كميةٍ كبيرةٍ من الطعام ومن ثم استخدام المقيئات أو الحقن الشرجية وغيرها.

ويجب الانتباه إلى الإشارات التي تدل على الإصابة بالقهم العصبي، حيث أنَّ الوعي بهذه الإشارات يمكن أن يُحدِث تغييرًا كبيرًا في مدة وشدة الإصابة بهذا المرض.

حيث أنَّ طلب المساعدة عند ظهور أولى علامات المرض أفضلُ بكثيرٍ من انتظار تقدُّم المرض، فإذا أظهرت أنت أو أحدٌ تعرفه هذه الأعراض فعليك طلب المساعدة مباشرةً دون أي تأخير.

العلامات الجسدية:

  • فقدانٌ سريع في الوزن.
  • فقدانٌ أو اضطراب الدورة الشهرية عند النساء وغياب الرغبة الجنسية لدى الذكور.
  • الدوار والإغماء.
  • الشعور بالبرد حتى في الأوقات الدافئة (نتيجة ضعف الدور الدموية).
  • الإصابة بالإمساك والحساسية لبعض الأطعمة.
  • الشعور بالتعب وقلة النوم.
  • ضعفٌ عام في الجسم.

العلامات النفسية:

  • الشعور بالقلق أثناء أو في أوقات تناول الطعام.
  • الخوف الشديد من زيادة الوزن.
  • عدم القدرة على الحفاظ على وزنٍ ملائمٍ مقارنةً بالعمر والطول.
  • الاكتئاب والقلق.
  • صعوبةٌ في التركيز وانخفاض القدرة على التفكير.
  • امتلاك قناعة بصورة مشوَّهةٍ للجسم.
  • زيادة الحساسية للكلام حول الطعام والوزن.
  • نقصٌ في تقدير الذات والسعي إلى المثالية.

العلامات السلوكية:

  • اتباع حمياتٍ غذائية مثل تقليل السعرات الحرارية والصيام وغيرها.
  • استخدامٌ غير مضبوطٍ للمسهلات ومدرَّات البول ومثبطات الشهية.
  • الهوس المتعلق بالوزن وشكل الجسم مثل النظر المتكرر إلى المرآة ومراقبة وزن الجسم كثيرًا.
  • تناول الطعام على انفراد وتجنب تناول الوجبات مع الآخرين.
  • اتباع سلوكٍ انعزاليٍّ عن المجتمع.
  • اتباع السرية حول تناول الطعام.
  • الإفراط في ممارسة الرياضة.
  • تعاطي المخدرات أو محاولة الانتحار وغيرها من السلوكيات المؤذية.

أما المخاطر المتعلقة بالإصابة بالقهم العصبي فهي:

  • فقر الدم.
  • تعريض الجهاز المناعي للخطر مثل الإصابات المتكررة بالأمراض.
  • مشاكل هضمية مثل الإمساك أو الإسهال.
  • فقدان او اضطراب الدورة الشهرية لدى النساء والفتيات.
  • الخوف من العقم عند الرجال والنساء.
  • الفشل الكلوي.
  • مشاكل قلبية.
  • الموت.

أما علاج هذا المرض فهو علاجٌ نفسي، حيث يتضمن بعضَ مضادات الاكتئاب التي تُعطى بعنايةٍ كبيرةٍ والعلاجات النفسية الأخرى مثل العلاج السلوكي والعلاج السلوكي المعرفي وغيرها من العلاجات النفسية.

بعض المعلومات حول هذا المرض:

  • حوالي 90-95% من المصابين بهذا المرض من النساء والفتيات.
  • 0,5 -1% من النساء الأمريكيات يعانون من القهم العصبي.
  • القهم العصبي واحدٌ من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا.
  • يموت حوالي 5-12% من المصابين بهذا المرض وكلما زادت مدة المرض زادت احتمالات الوفاة.
  • تعتبر معدلات الوفاة بهذا المرض الأعلى بين بقية الأمراض النفسية.

إعداد: أمين السيد
مراجعة: كندة السبع
تدقيق بدر الفراك
المصدر الأول
المصدر الثاني