عالم يحذر بقوله:
«نحن غير مستعدين لضربة مذنب»!


يقترح الباحث في وكالة ناسا «جوزيف نوث» أن نبني ونخزّن اثنتين من المركبات الفضائية للتعامل مع ضربات المذنب المحتمل أو الكويكب.

على الرغم من تصوير هوليوود في وصف الحدث في الفلمين الكارثيين المزدوجين، الاصطدام العميق (Deep Impact) وآرمجدون (Armageddon)، فهم العلماء القليل عن كيفية التعامل في الواقع مع مذنب أو كويكب قد يثب مسرعًا نحو الأرض.

يشعر الباحث في وكالة ناسا الدكتور جوزيف نوث (Joseph Nuth) بالقلق، ويكتب عن ذلك ألان يوهاس (Alan Yuhas) في صحيفة الغارديان.

طرح نوث مؤخرًا هذا الموضوع في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في سان فرانسيسكو.

المشكلة، كما يقول، ليس في عدم كشف التهديدات المحتملة، بل فيما سنفعله عندما نكتشف مدمّر الكواكب هذا.

خلال العام الماضي، تحسنت قدرات الكشف لدينا تحسنًا كبيرًا. في كانون الثاني/يناير من العام 2016، أنشأت وكالة ناسا مكتب الدفاع الكوكبي (Planetary Defense Office) لقيادة جهد الكشف عن الصخور الفضائية القادمة.

وبرنامج حاسوبي جديد يسمى الكاشف (SCOUT)، والذي دخل مرحلة الاختبار في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وعزز بالفعل نظام الإنذار المبكر.

ومع ذلك، فإن خطة ما يجب فعله مع هذه التحذيرات، غير متوفرة.

في حين أن الكويكبات عادة ما تكون بطيئة الحركة، مما يسمح لنا بسنوات أو حتى عقود للرد، يمكن للمذنب سريع الحركة الوصول إلى عالمنا بعد 18 شهرًا فقط من رصده، ذُكر ذلك في تقرير لروبنسون ماير (Robinson Meyer) في نشرة (The Atlantic).

في حين أن غارة الكويكب يمكن النجاة منها، فإن المذنبات تتحرك بسرعة مضاعفة، أي نحو 125,000 ميلًا في الساعة، كتب عن ذلك مايك وول (Mike Wall) لموقع (Space.com).

ويقول يوهاس: «يمكن للمذنبات التسبب في حدث على مستوى الانقراض، ولكنها قد تضرب الأرض مرة واحدة فقط في كل ما يقرب من 50 إلى 60 مليون عام».

يقول نوث للمستمعين في الاتحاد الأمريكي الجيوفيزيائي، مشيرًا إلى أن الأمر قد يستغرق خمس سنوات من العمل لبناء أي نوع من المركبات التي يمكنها تحويل مسار أو تدمير المذنب: «إن أكبر مشكلة في الأساس، هي أنه ليس هناك الكثير مما يمكننا فعله حيال ذلك في الوقت الراهن»، وكتب يوهانس: «تجاهل الذين يهتمون بالدفاع عن كوكب الأرض المذنبات إلى حد كبير».

ويكتب وول: «هناك سبب واحد في أن المذنبات كانت بعيدة عن شاشات الرادار، إن جاز التعبير، لأن الباحثين لم يعتقدوا أن هناك الكثير مما يمكن فعله لحماية كوكب الأرض من كرات الغاز الجليدية». لكن نوث يجادل بأن البشر لديهم بعض الخيارات عندما يتعلق الأمر المذنبات، ولكن علينا أن نستعد الآن.

وفقًا لنوث، يجب على ناسا بناء اثنتين من المركبات الفضائية وتخزينهما بعيدًا في حالة الكشف عن مذنب خطير أو كويكب.

ومن شأن ذلك أن يساعد في خفض زمن الاستجابة من خمس سنوات إلى ما يقرب من 12 شهرًا. يقول وول: «تكون إحدى المركبات لمهمة المراقبة، والتي يمكن إطلاقها لدراسة الجسم ومعرفة المزيد عن مساره».

والأخرى تكون اعتراضية، ومجهزة بتكنولوجيا لإعادة توجيه أو تدمير الجسم.

ولكن هذه ليست هي الحلول الوحيدة.

تشمل المقترحات الأخرى في الاجتماع «تكنولوجيا القذائف» وذلك لحرف مسار الصخرة من خلال الاصطدام بها، أو انفجار قنبلة نووية في مكان قريب منها لتغيير مسارها، أو حتى ليزرًا أرضيًا ذا قوة عالية لتسخين الصخور الفضائية، الأمر الذي قد يؤدي إلى طرد غازاتها وتغيير مسارها.

ومهما ستكون الطريقة، فإن الرسالة كانت واضحة.

التهديد من الفضاء ليس مجرد خيال هوليوودي، فكلما عجلت وكالة ناسا والحكومات في البدء بالعمل على الحلول العملية، كان ذلك أفضل لنا جميعا للنجاة عندما تتجه «الصخرة الكبرى» في النهاية مسرعة نحو أرضنا (قطعة الرخام الزرقاء الصغيرة).


ترجمة: صقر محمد عبدالرحمن أسعد
تدقيق: عبدالسلام محمد
المصدر