كيف يؤثر السكر على دماغك؟
اتضح أنه يؤثر بطريقة مشابهة لتأثير الكحول والمخدرات.


مجرد التفكير في وجبة خفيفة حلوة يمكنه أن يجعل أكثر أصحاب الحميات تشدداً ضعيفا حتى الركب. الوعد برقاقة من بسكويت الشوكولا المخبوزة للتو يمكنها أن تجعل الأولاد يتناولون طبق كاملا من الخضروات أو يمكنها أن تحفز أكثر الأشخاص كسلاً على الجري لميل إضافي. إذاً ما الذي يفعله السكر بالضبط لأدمغتنا لجعلها مدمنة بشكل جيد هكذا؟

مدمن من القضمة الأولى

أول قضمة للسكر ترسل رسالة إلى الدماغ لتفعيل نظام المكافأة الخاص به. للسكر تأثير مشابه على دماغك كما التسكع مع الأصدقاء، الجنس وحتى المخدرات.

نظام المكافأة هذا هو عبارة عن نظام عبور كيميائي وكهربائي عبر العديد من المناطق المختلفة من الدماغ.

د. نيكولاي أفينا Nicole Avena وهو باحث في قسم علم النفس في جامعة فلوريدا- كلية الطب البشري، شرح هذا في حديث مؤخرا للTED.

المادة الكيميائية الرئيسية التي تشارك في نظام المكافأة البيولوجي هذا هي الدوبامين. يتم إرسال مستقبلات الدوبامين لدى الأشخاص الذين يعانون من الاعتماد على المخدرات، النيكوتين والكحول إلى أبعاد تجعل الفرد يسعى دائماً إلى حالة النشوة تلك والنتيجة هي الإدمان.

السكر يسبب رد فعل مشابه في الدماغ بالرغم من كونه لا يصيب حدود متطرفة كما في حالة المواد التي تسبب الإدمان.

الدوبامين

كلما تناولنا الطعام يتحرر الدوبامين في الدماغ. على أية حال بعد تناول الطعام نفسه مرة بعد مرة فإن مستويات الدوبامين تبدأ بالانخفاض ونحن لا نجد الطبق مرضياً كما فعلنا في أحدى المرات.

شرح أفينا أن هذا بسبب كون الدماغ البشري يتطور ليحفزنا على تناول تنوع أوسع من الأطعمة.

هذه التطورية الضمنية تضمن حصول البشرعلى كميات متوازنة من الفيتامينات والمعادن كما تساعدنا على الابتعاد عن الأطعمة المتعفنة المضرة.

ومن المثير للاهتمام كفايةً، أننا مهما استهلكنا من السكر فإن مستويات الدوبامين لن تفرز بشكل كاف لتثبيط الفرد عن تناول المزيد من السكر.

عناصر الإدمان

لا يوافق جميع الأطباء على أن الطعام يسبب الإدمان ولكن لا يمكن إنكار حالة السرور التي يشعر بها الشخص عند تناول مكافأة سكرية.

مثل جميع الفعاليات التي تسبب الإدمان فإن الإفراط في تناول السكر يبتعد عن كونه شيئاً جيداً حيث يمكن أن يسبب فقدان السيطرة، التوق الشديد وحتى ارتفاع القدرة على تحمل السكر.

في الفئران التي تتغذى على السكر فإن غياب الإدمان أدى إلى إنتاج أحداث كالنهم ، التوق الشديد وحتى أعراض الانسحاب، هذا ما أبلغ عنه العاملون في الداخل.

توصي منظمة الصحة العالمية بأن لا يزيد مستوى استهلاكنا للسكر عن 10% بالمئة من غذائنا اليومي. وفي الواقع هذا لا يبدو صحيحاً عند الأخذ بالحسبان أن هذا يعادل 25 غراماً للأشخاص الأصحاء أي 6 ملاعق سكر في اليوم. عندما نكتشف أن علبة من الكوكا كولا تحتوي على 39 غراما من السكر فمن السهل ملاحظة كم يمكننا أن نسرف في استهلاك السكر في كثير من الأحيان.

اكتساب الوزن وقرينه الأكثر تطرفاً وهو البدانة هو أحد الجوانب الأكثر تميزاً للنظام الغذائي عالي السكريات. الإفراط في تناول الحلويات يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية غير سارة كارتفاع ضغط الدم وأضرار الكبد.

إذاً ما هو السكر بالضبط؟

من أجل سيطرة أفضل على معدل تناولك للسكريات فربما من الحكمة أن تعلم ما هو السكر بالضبط. السكر في الواقع هو كربوهيدرات، الأشياء البيضاء التي نضيفها إلى الشاي والقهوة هي سكروز وهو سكر معقد يتألف من نوعين أبسط من السكريات وهي الفركتوز والغلوكوز. الأطعمة في متجر البقالة لا تسمي بوضوح محتوياتها من السكريات لذلك عند مراجعة قائمة تسميات العناصر الغذائية فمن المهم أن ندرك الكلمات كالسكروز، الغلوكوز، اللاكتوز، المالتوز، سكر العنب، سكر النشاء، شراب الذرة، عصير الفواكه، السكر الخام والعسل.

كما يضاف السكر أيضا إلى صلصة الطماطم، زبادي اللبن والمياه المنكهة فقط على سبيل المثال.

ماذا عن السكر الطبيعي؟

يحصل السكر على القليل من السمعة السيئة في بعض الأحيان. يتواجد السكر بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة كالفواكه والحليب ولكن ماذا عن الضجة فيما يتعلق بالسكر الطبيعي كالصبار وسكر جوز الهند؟ هل هما حقاً أفضل بالنسبة لك؟ الجواب هو نعم ولكن ليس بالقدر الذي يدفعك للاعتقاد به.

وفقا ل جيه. جيه فيرجن المؤلف لكتاب الطبخ the virgin diet فإن سكر جوز الهند يحتوي على نفس الكميات من الفركتوز والغلوكوز كما سكر المائدة العادي. “مقدار قليل من سكر جوز الهند لا يسبب أية مشاكل ولكنه بالتأكيد ليس محلّي يمكن استعماله بشكل غير محدود”. شرح فيرجن لأخبار ياهو، وماذا عن الصبار؟ : ” الحقيقة أنه غالباً تتم معالجتها بشكل كبير وتحتوي على ما يعادل 90% من الفركتوز فلا يوجد شيء صحي فيما يتعلق بشراب الصبار وحلويات الصبار المعالجة التي تجدها في محلات الأغذية الصحية”


ترجمة : رغد القطلبي
التدقيق : أسامة القزقي

المصدر