ما العلاقة بين مخزون الحديد في الجسم والسكري من النمط الثاني؟


يؤدي ارتفاع مخزون الحديد في الجسم إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني, وذلك تبعًا لبحثٍ أجرته جامعة في “فنلندا”.

يعتبر زيادة تخزين الجسم للحديد من العوامل المسببة للإصابة بالسكري من النمط الثاني عند المصابين بمرض ترسب الأصبغة الدموية الوراثي, ولكن النتائج التي قدمها الدكتور “أليكس أريجبيزولا” (Alex O. Aregbesola) في رسالة الدكتوراه الخاصة به تشير إلى أن ارتفاع محتوى الحديد في الجسم هو عامل خطر لدى جميع السكان عندما يصل لمستويات مرتفعة.

الرجال أكثر عرضة للخطر لأنهم يخزنون كميات أكبر من الحديد:

حيث لُوحظ اختلافًا بين الجنسين بما يخص خطر انتشار مرض السكري من النوع الثاني, فهناك اختلاف إلى حدٍّ ما بين النساء والرجال من ناحية تخزين الحديد في الجسم، فيملك الرجال معدل تخزين أعلى بـ61% ويزيد خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني بمعدل 46% بالمقارنة مع النساء، وعند إجراء المقارنة بين الفئات العمرية تبين أن الرجال يخزنون كمية حديد أكبر من النساء, حيث سبب الحديد الإصابة بالسكري من النمط الثاني بنسبة 2\5 عند الرجال و1\5 عند النساء.

تخزين الحديد بشكل معتدل أكثر أمانًا من استنزافه المؤدي لنقص الحديد في الجسم:

يعطينا محتوى الجسم من الحديد تكهناتٍ حول الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، فقد لُوحظ اختلافات صغيرة في معدلات الإصابة بعد الاطلاع بشكل واسع على كمية الفيريتين في مصول المرضى والذي يعكس محتوى الجسم من الحديد, وقد ربط الباحثون بين ارتفاع خطر الإصابة ووجود معدلات عالية من فيريتين المصل لدى الرجال >185 µg/L، ومع ذلك فإن استنزاف الحديد حتى مرحلة النقص الملاحظ في تركيز مستقبلات الترانسفيرين في مصل الذائب لم تقدم حماية من خطر الإصابة بالسكري، بل على العكس من ذلك، فقد وُجدت علاقة على شكل حرف U بين مستويات الحديد المخزنة وخطر الإصابة، الأمر الذي أظهر أنّ خطر الإصابة كان في الحد الأدنى عند المستويات المعتدلة من الحديد، ويقول الدكتور “أريجبيزولا” أن المستوى الآمن لتخزين الحديد لدى الذكور فيما يخص خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني هو 30-200 µg/L من فيريتين المصل، وأنّ العلاقة بين الحديد وانخفاض استقلاب الغلوكوز أقوى لدى الناس في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري.

الحديد الزائد يعيق استقلاب الغلوكوز:

تحدث شذوذات استقلاب الغلوكوز بشكل متزايد حول العالم، ومن المتوقع وصول أعداد مرضى السكري بين البالغين حول العالم بحلول عام 2040 إلى 642 مليون مصاب، حيث يسبب انخفاض نوعية الحياة وزيادة معدل الوفيات نتيجة الإصابة بالسكري ومضاعفاته قلقًا شديدًا، والتدابير الاحترازية التي تستهدف عوامل خطر الإصابة مثل وزن الجسم أو السمنة وقلة النشاط وقلة التغذية تحتاج إلى مزيد من الدراسات.

تتضمن العادات الغذائية السيئة المرتبطة مع الإصابة بالسكري من النوع الثاني تناول كميات زائدة من الحديد والاستخدام غير المنظم لمكملات الحديد.

الحديد من العناصر الغذائية الصغيرة الضرورية لتشكيل بعض أنواع البروتينات والأنزيمات الأساسية في الجسم مثل الهيموغلوبين والسيتوكروم والبيروكسيداز، ومع ذلك فإنه يعتبر ضارًا عند تخزينه بكميات كبيرة في الجسم فهو يشجع على إفراز الجذور الحرة التي تدمر القدرة الإفرازية لخلايا بيتا في البنكرياس والمسؤولة عن إفراز الأنسولين، وهو يقلل من حساسية الأنسجة المحيطة للأنسولين وفي الأعضاء المعنية بعملية استقلاب الغلوكوز.

ويلخص د.أريجبيزولا ما سبق بقوله: <<أن هذه الدراسة تقدم أدلة جديدة على أنّ أقل ارتفاع في نسبة الحديد في الجسم يشكل عامل خطر لاستقلاب الغلوكوز في الجسم, الأمر الذي يسهم بانتشار خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.>>


إعداد: أمين السيد
تدقيق: داليا المتني
المصدر