في بريطانيا، تُشَغَّلُ التّدفِئةُ المركزيّةُ عادةً في شهرِ تِشرين الأوّل من كُلِّ عام.

يستمِرُّ الناسُ باستخدامِها يوميًا حتّى شهرِ آذار أو نيسان، وذلكَ بالتزامنِ مع تأخيرِ السّاعة، هبوطِ درجاتِ الحرارة، ومدفوعات الوقود _لأولئِك الّذين يَتلقّون رواتبَهم من الحكومة_.

إنّ الطّاقةَ المُستخدَمةَ للتّدفئة تستهلِكُ ما يزيدُ عن 70% من الطّاقةِ المنزليّةِ؛ لذا فإنّ التقليلَ مِن هذا الاستِهلاك _مع الإبقاءِ على المنازلِ دافِئةً بما يكفي_ لا يُخفّضُ من فواتيرِ الطّاقةِ فحسب؛ بل يُساعدُ الحُكومةَ البريطانيةَ على تلبيةِ الإلتزاماتِ المطلوبةِ منها في ما يخُصّ تقليلِ إنتاجِ الكربون.

تُظهِر الأرقامُ مُؤخّرًا، أنّ 2.38 مليون منزِل بريطانيّ يُعاني من قِلّةِ الوقود، مِمّا يعني أنّ حوالي 11% من منازِلِ بريطانيا لا تستطيعُ تحمُّلَ تكلُفةِ التّدفئة. على الرُّغمِ من كِبر حجمِ هذهِ المُشكلةِ؛ إلّا أنّ الحُلولَ ليسَت جميعُها مُعقّدةً ومُكلِفة.

هذهِ عشرُ نصائِحَ بسيطةٍ للحفاظِ على دفءِ المنازِلِ دونَ تكاليفَ إضافيّة تُذكر:

1- استعمِل السّتائِر:

الدفءُ من حرارةِ الشّمسِ مجّانيّ؛ لذا حاولِ استغلالَها قدرَ الإمكان. افتحِ السّتائِرَ ليدخُلَ ضوءُ الشّمسِ إلى المنزلِ طيلةَ النّهار،ِ فتستفيدَ مِن الحرارةِ المجّانيّة، ولا تنسى إغلاقَها عندَ حُلولِ الظّلام لتستفيدَ مِنها كطبقةِ عزلٍ إضافيّةٍ تُحافظُ على حرارةِ الغُرف. تأكّد من خلوِّ الحائطِ من فتحاتِ التّسريب، لِيبقى الهواءُ الباردُ خارجًا والدافئُ في الدّاخل.

2- استخدِم التوقيت في أجهزةِ التدفئةِ المركزيّة:

يَنصحُ مركزُ حفظِ الطّاقةِ بِبرمجةِ تشغيلِ السّخّانِ بوقتٍ باكر، على سبيلِ المِثال؛ برمِج سخّانك على أن يبدأ بالتدفئة قبلَ نصفِ ساعةٍ من استيقاظِك، وبدرجةِ حرارةٍ مُنخفضة.

هذه الطّريقةُ أقلُّ كُلفَةً من تشغيلِهِ فورَ الحاجةِ إليهِ وبِدرجةِ حرارةٍ عالية؛ لأنّ السّخان يضُخُّ الحرارةَ بسرعةٍ ثابتةٍ سواءً كان على الدّرجةِ 20 أو 30 مِئويّة.

إيّاك أن تُخطِئ بِتركِ السّخّانِ يعملُ بحرارةٍ مُنخفِضةٍ طيلةَ اليوم؛ لأنّك عِندها ستدفعُ ثَمنَ التّدفِئةِ التّي لم تكُن بحاجةٍ إليها.

3- أزِح الأثاثَ بعيدًا عن طريقِ مصدر الحرارة:

من المُمتعِ أن تجلسَ في مقعدِك المُفضّل مُقابِل مصدرِ الحَرارة، لكن عندَ إبعادِ الكنبةِ عنه سينتَشِرُ الهواءُ الدّافئُ بِحرّيةٍ أكبر، وهذا ينطبِقُ أيضًا على السّتائِر والملابِس؛ أبقِهِم بعيدًا لتستفيدَ من مصدرِ الحرارةِ لديكَ أكبرَ قدرٍ مُمكن.

4- اعتمِد على أكبرِ قدرٍ مِنَ العَزل:

%25 من الحرارةِ تُفقَدُ عبرَ السّقف، وهذا يُمكِنُ تقليلُهُ عبرَ وضعِ عازِلٍ بِسُمكِ 25 سم على سقفِ المنزل. ومن المهمّ أيضًا معرفةُ ما يحدثُ داخلَ الجدرانِ؛ لِكونِ ثُلثِ الحرارةِ في المنزلِ غيرِ المعزولِ تُفقَدُ عبرَ الجدران.

وبالرُّغم من أنّ كُلفةَ عزلِ الجدرانِ تفوقُ كلفةَ عزلِ سقفِ المنزل، إلّا أنّها توفّرُ حوالي 160 يورو من فواتيرِ التدفئةِ سنويًا.

5- أحِط مصدرَ التّدفِئةِ بِغِلاف:

إذا كان لديكَ خزّانٌ للمياهِ السّاخنة، تأكّد من عزلِهِ وتغطِيَتِهِ جيّدًا؛ لأنّ هذا سيحافِظُ على حرارةِ المياهِ لوقتٍ أطولَ ويقلّلُ من تكاليفِ التّدفئةِ.

يعتقدُ خبراءُ التّدفئةِ أنّ استخدامَ خزاناتِ المياهِ السّاخنةِ المعزولة، قد يوفّرُ حوالي 150 يورو سنويًا. كما أنّ استخدامِ الخزّاناتِ العاديةِ مع تغطيتها جيّدًا سيوفّرُ المال أيضًاَ.

6- خفّض من درجةِ الحرارةِ الوسطيّة:

على الرُّغمِ من أنّ هذا سيبدو غريبًا، إلّا أنّ منظمةَ الصّحةِ العالميّةِ أوصت بالدرجة 21 مئوية كحدٍّ أدنى من الحرارةِ داخلَ غرفِ المعيشة. بينما خفّضت مُنظمةُ الصّحةِ العالميّةِ _الإنكليزيّة_ الرقمَ إلى 18 درجةٍ مِئويةٍ في عام 2014.

وقد أظهرتِ الأبحاثُ أنّ تخفيضَ حرارةِ جِهازِ التّدفئة درجةً مِئويّةً واحدةً فقط، سيُقلّلُ من فاتورةِ التّدفئةِ حتى 10%، لذا أَبقِ الجهازَ على درجةِ 18؛ لِتوفّرَ المال وتَتجنّبَ الآثارَ الصّحيّةَ السّلبيةَ للبردِ، في آنٍ واحد.

7- استخدِم السدّادات لمشكلةِ تسريبِ الهواء:

إنَّ حلًا بسيطًا _كصِناعةِ سدادةٍ منزليةٍ على شكلِ نقانقَ لِتسُدّ بها مناطقَ التسريب سيُساعد على إبقاءِ المنزلِ دافِئًا.

وقد قَدّرَ صندوقُ حفظِ الطّاقةِ مقدارَ التوفيرِ عند استعمالِ هذه السدّادات على الأبوابِ والنوافذ_ بحوالي 25 يورو، مع إمكانيّةِ صُنعِها بنفسِك.

هذه السدّاداتُ المطاطيّةُ ذاتيةُ الّلصقِ، رخيصةُ الثّمن وسهلةُ التركيب؛ لذا من الجيّد إحكامُ الأبوابِ والنّوافِذِ بها قبلَ هجومِ فصلِ الشّتاء.

8- ضَع صمّاماتِ إغلاقٍ لمصدرِ الحرارة:

أظهرَ الباحثون في جامعةِ (سالفورد)؛ أنّ تركيبَ أنظمةِ تحكُّمٍ وصمّاماتٍ لِأجهِزةِ التّدفِئةِ المنزليّة، يُوفّرُ الطّاقةَ بِنسبةِ 40% مُقارنةً بالمنازلِ التّي لا تستعينُ بأجهزةِ التّحكُّم.

تسمحُ هذه الأجهزةُ للحرارةِ بالخروجِ على شَكلِ دفعاتٍ بأوقاتٍ مُحدّدةٍ مُسبقًا، فيكونُ بإمكانِك استخدامُ الطّاقةِ عند الحاجةِ إليها فقط. يُمكنُك أيضًا، التحكُّمُ عن بُعد بِأجهزةِ التّدفِئةِ الذّكيّةِ الحديثةِ باستخدامِ هاتِفِكَ الجوّال؛ ممّا يجعلُكَ قادرًا على تشغيلِ التّدفئةِ وأنتَ في طريقِكَ إلى المنزلِ لِتضمنَ وُصولَك إلى منزلٍ دافئٍ.

9- قُم بتجديدِ السّخّان:

إذا كان عُمرُ السخّانِ أكثرَ مِن عَشرِ سنوات، فرُبّما حانَ الوقتُ لاستِبدالِهِ بِسخّانٍ جديدٍ أكثرَ فاعليّة. يُمكنكَ توفيرُ حوالي 350 يورو باستعمالِكَ لسخانٍ من النوعِ المُمتاز، والذي يستخدِمُ طاقةً أقلّ لإنتاجِ الحرارةِ ذاتِها. ولِكونِه جديد فستواجهُ مشاكلَ أقلّ خِلال فصلِ الشّتاء.

10- اعكِس ووجّه الحرارةَ جيّدًا:

تُعدُّ الشّفراتُ الخاصّةُ بالتدفئةِ رخيصةً نسبيًا وسهلةَ التركيبِ، حيثُ تعملُ هذه الشفراتُ على ضمانِ تدفئةِ الغرفةِ بدلًا من الجُدران؛ عن طريقِ عكسِ اتجاهِ الحرارةِ الصّادرةِ من التّدفئةِ وتوجيهِها إلى داخلِ الغُرفة.


  • ترجمة: داليا المتني
  • تدقيق: آلاء أبو شحّوت

المصدر