العلاج بالموسيقى وتأثيره على الأطفال واليافعين


وجدت دراسات علمية أن العلاج بالموسيقى يقلّل من الاكتئاب عند الأطفال واليافعين.

اكتشف باحثون من جامعتي بورناماوث والجامعة الملكية بلفاست (Bournemouth University and Queen’s University Belfast) أن العلاج بالموسيقى يقلّل من مستويات الاكتئاب لدى الأطفال واليافعين الذين يعانون من مشاكل سلوكية وعاطفية.

في شراكة مع إدارة العلاج بالموسيقى في شمال ايرلندا المسمّاة Every Day Harmony وجد الباحثون أن الأطفال والفتية من عمر 8 إلى 16 سنة ممّن تلقوا العلاج بالموسيقى أظهروا تحسنًا كبيرًا في الثقة بالنفس وانخفاضًا كبيرًا في مستويات الاكتئاب مقارنة مع أولئك الذين تلقوا العلاج التقليدي دون العلاج بالموسيقى.

وجدت الدراسة، التي تم تمويلها من صندوق اليانصيب في ايرلندا أيضا أن الشباب الذين تبلغ أعمارهم 13 سنة وأكثر من الذين تلقوا العلاج بالموسيقى قد تحسنت لديهم المهارات التواصلية والتفاعلية، مقارنةً مع أولئك الذين تلقوا الرعاية المعتادة فقط، وقد حسَّنَ العلاج بالموسيقى أيضا الأداء الاجتماعي خلال مدة الدراسة لدى كل الفئات العمرية.

شارك 251 طفل ويافع في هذه الدراسة التي تعد الأكبر من نوعها والتي جرت بين آذار مارس 2011 وأيار مايو 2014.
بحيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، 128 شخصاً منهم تلقّوا الرعاية المعتادة، بينما تم إضافة العلاج بالموسيقى إلى 123 منهم بالإضافة إلى الرعاية، وكانوا جميعاً يعانون من المشاكل العاطفية والتنموية أو السلوكية.

وقال البروفيسور سام بورتر (Sam Porter) من قسم العلوم الاجتماعية والعمل الاجتماعي في جامعة بورنماوث، والذي قاد هذا البحث: “تعتبر هذه الدراسة رائعةً وجبارة من حيث نتائجها في تحديد علاجات فعالة للأطفال واليافعين الذين يعانون من مشاكل سلوكية ومن احتياجات الصحة النفسية، والنتائج الواردة في تقريرنا ينبغي النظر إليها من قبل مقدمي الرعاية الصحية والمسؤولين عند اتخاذ قرارات بشأن هذا النوع من الرعاية النفسية لليافعين التي يرغبون في دعمهم “.

وأضاف الدكتور فاليري هولمز، من مركز الصحة العامة في كلية الطب، طب الأسنان، والعلوم الطبية الحيوية، في الجامعة الملكيّة بلفاست وهو باحث مشارك: “هذه هي أكبر دراسة تم القيام بها لتبحث في قدرة العلاج بالموسيقى على مساعدة هذه الفئة الضعيفة جدا من الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب والمشاكل السلوكية والعاطفية “.

وقالت سيارا رايلي (Ciara Reilly)، الرئيس التنفيذي لجمعية Every Day Harmony، الجمعية الخيرية للعلاج بالموسيقى والتي كانت شريكة في البحث:

“كثيرا ما يُستخدم العلاج بالموسيقى مع الأطفال والشباب بصفة خاصة من الذين يعانون من احتياجات الصحة النفسية، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تتأكّد فعاليته من خلال دراسات علميّة مثبتة، هذه النتائج مثيرة وتؤكد على الحاجة إلى إتاحة العلاج بالموسيقى كخيار في العلاج السائد بالتوازي مع العلاج التقليدي السريري، حيث أننا اعتمدنا لفترة طويلة على الأدلة والبحوث على نطاق صغير حول المدى الذي يعمل ويؤثر به العلاج بالموسيقى. الآن لدينا دليل سريري قوي لإظهار آثاره المفيدة، وأود أن أعرب عن امتناني لصندوق اليانصيب الإيرلندي لجهوده في توفير الموارد لهذه البحوث التي يتعين الاضطلاع بها من قبل الجميع”.

والآن سيقوم فريق البحث بالنظر إلى العلاج بالموسيقى وإمكانية استخدامه كعلاج لمشاكل أخرى غير الاكتئاب وضعف الوظائف الاجتماعية والتواصلية.


إعداد: ضياء عكيل
تدقيق: بدر الفراك
المصدر الأول
المصدر الثاني