كيف تُراجع الورقة البحثية؟


تتطلب المراجعة خبرة صارمة، ونظرة ناقدة وثاقبة، ومنهجا علميا استدلاليا.

كلما طور العلماء الناشئون من خبراتهم وصنعوا مكانة مرموقة ، كلما زادت احتمالية تلقيهم الدعوات لمراجعة الأبحاث العلمية، وهي مهارة مهمة وخدمة أهم للمجتمع العلمي، لكن المنحنى التعليمي في هذا المجال شديد الانحدار، فكتابة تقييم جيد يتطلب خبرة في ذلك المجال، ومعرفة عميقة بالطرق البحثية، وعقلاً نقدياً، كما يتطلب القدرة على إعطاء آراء عادلة وبناءة، ووضع مشاعر العلماء التي تتم مراجعة أوراقهم في عين الاعتبار، وفي نفس الوقت الذي تحتفل فيه المعاهد والمنظمات حول العالم بما حققته من دور مهم في مراجعة أعمال بحثية قام بها نظرائهم من العلماء، حاملة على عاتقها الارتقاء بجودة الأبحاث المنشورة، تشارك مجلة (science magazine) رؤىً منتقاة ونصائح عن كيفية مراجعة أوراق الباحثين.

ما الذي يجب أن تضعه في عين الاعتبار عند قبول دعوة لمراجعة ورقة؟

أضع في عين الاعتبار عدة عوامل: أولها هو إذا كنت كفؤا معرفياً فيما يخص الموضوع لأعطي تقييماً ذكياً، ثانيا هو ما إذا كنت متحرراً من أي تعارض في المصالح، حتى أكون موضوعيا وغير متحيز، ثم ما هو مدى انجذابي لموضوع البحث، إذا كانت الإجابة عن هذه الأسئلة بالإيجاب، فإنني عادة ما سوف أوافق على المراجعة.

– كريس شامبرز، بروفيسور علم الأعصاب المعرفي في جامعة كارديف في المملكة المتحدة.

عندما يتعلق الأمر بقبول دعوة للمراجعة، فأنا شخص متحرر، وأنظر للدعوة كواجب على أن أرد الجميل بالجميل، نظراً لأنني باحث نشط أنشر أوراقي العلمية على الدوام، آملا بردود وتعليقات بناءة، فمن البديهي أن أفعل المثل للآخرين، لذا فقبول دعوة بالنسبة لي هو أمر مفروغ منه مالم تكن الورقة بعيدة كل البعد عن مجال خبرتي أو أن عبء عملي لا يسمح لي، العامل الآخر والوحيد الذي يهمني هو نزاهة المجلة العلمية، فأنا لا أريد أن أراجع لمجلة لا تقدم مراجعة غير متحيزة.

– إيفا سيلينكو، محاضرة في علم وظائف الاعضاء في جامعة لوفبرا في المملكة المتحدة.

أنا أٌكثر عرضة لقبول مراجعة إذا ما كانت تتضمن نظاماً أو منهجاً أملك فيه خبرة محددة، ولن آخذ الورقة لأراجعها مالم أملك الوقت الكافي، ومقابل كل عمل من أعمالي التي أنشرها في مجلة، أراجع أقلها بضعة أوراق، لذا أرد المعروف وزيادة عليه، ولقد سمعت ببعض المراجعين أنهم يفضلون قبول دعوات للمراجعة من مجلات شهيرة ولا يشعرون بالأسى عند رفضهم مراجعات من مجلات متخصصة، مما يجعل الأشياء بالغة الصعوبة بالنسبة لمحرري المجلات المتخصصة، وهذا هو سبب ميلي لأخذ مراجعات منهم، وأنا أيضاً ميال اكثر لقبول مراجعات لمؤلفين لم أسمع بهم من قبل في حياتي وبالأخص إذا كانوا من الدول النامية، أقوم بهذا لأن المحررين قد يلاقوا صعوبة في إيجاد مراجعين لأوراقهم، وكذلك لأن الأشخاص الغير موجودين على تواصل دائم مع المجتمع البحثي يستحقون مراجعة جيدة، وبالنهاية فأنا ميال أكثر لمراجعة مجلات ذات التجارب ثنائية السرية – التجربة التي يكون فيها الفاحص والخاضع للفحص كلاهما مخفيان حتى تكون المعلومات التي يمكن أن تسبب تحيزاً في نتائج الاختبار متكتم عنها ومخفية خلال الفحص – والمجلات التي تديرها المجتمعات العلمية، لأنني أميل إلى تشجيع ودعم هذه المجلات.
-تيري مكلاين، بروفيسور البيولوجيا في جامعة ولاية كاليفورنيا، جامعة دومينيغز هيلز.
في العادة اخذ بعين الاعتبار صلة الموضوع بخبرتي الشخصية، وسوف أرفض أي طلب إذا كانت الورقة بعيدة كل البعد عن حقل دراستي، لأنني قد لا أكون قادراً على تقديم مراجعة مطلعة، فأنا استخدم خبرتي بشكل واسع أثناء عملية المراجعة، ولدي رغبة أكبر في مراجعة المجلات التي أتابعها أو أنشر فيها، قبل ان أصبح محررا، اعتدت أن أكون انتقائياً في المجلات التي أراجع لها، لكن الآن أنا ميال إلى أن أكون أكثر انتقائية لأن واجباتي التحريرية تأخذ الكثير من الوقت المخصص للمراجعة.

-جون ب.والش، بروفسور في معهد جورجيا التقني.

بمجرد موافقتك على القيام بمراجعة، كيف تبدأ العمل؟

مالم تكن المراجعة لمجلة أعرفها جيداً، أول أمر أفعله هو التحقق من الصيغة التي تفضل المجلة أن تراجع الورقة بها، بعض المجلات تمتلك بنية من المعاير في المراجعة، وبعضها يطالب فقط بتعليقات عامة وخاصة، معرفة هذا الشيء سوف يوفر علينا الكثير من العناء لاحقاً.

في معظم الأوقات، لا أقوم بطباعة الأوراق المراد مراجعتها، لكني أفضل النسخة الإلكترونية، ودائماً ما أقرأ الورقة بشكل متسلسل، من البداية حتى النهاية، واضعا تعليقاتي على نسخة ال (PDF) أثناء قراءتي لها، أبحث عن مؤشرات محددة تخص جودة البحث، وأطرح على نفسي اسئلة مثل:

هل خلفية البحث وأسبابه المنطقية موضحة بالتفصيل؟
هل تنهل الفرضيات منطقياً من أعمالٍ سابقة؟
هل الطرق المتبعة متينة ومتسلسلة بإحكام؟
هل نتائج التحليلات متناسبة؟ (أولي بالعادة انتباهاً كبيراً لحسن وسوء الاستخدام في تفسير الاحصاءات)
هل العرض التقديمي للنتائج واضح ويسهل الوصول إليه؟
إلى أي مدى يضع النقاش نتائج الورقة في سياق أكبر ويحقق توازناً بين التفسير والتخمين المفيدين دون الحاجة إلى الكلام الزائد؟

-شامبرز

اتبع لا شعوريا مرجعية معينة، بداية، هل هي مكتوبة بشكل جيد؟ هذا عادة يبدو واضحاً من خلال دراسة الأساليب المتبعة.

(ثم من خلال هذه الطريقة سوف أكتشف ما إذا كان البحث مفهوما بشكل جزئي فقط، لا أبذل الكثير من الجهد في محاولة إيجاد معنى لما لم أفهمه، لكن في مراجعتي سوف أنسب هذا الغموض إلى المؤلف.) يجدر بي أيضاً أن امتلك فكرة جيدة عن الفرضية والسياق من خلال الصفحات الأولى، كما يهمني ما إذا كانت الفرضية ذات معنى وما إذا كانت مثيرة للانتباه ثم اقرأ الأساليب بتمعن، ولا أركز بشكل كبير على الاحصائيات، لأن المجلة المميزة يفترض بها أن تمتلك مراجعة ذات احصائيات موثوقة لأي ورقة تقبلها، لكني أفكر في جميع الأنظمة اللوجستية الأخرى لتصميم الدراسة التي يسهل إخفاء الأخطاء الفادحة بها.

أنا معني عموماً بالمصداقية: هل استطاعت هذه المنهجية إجابة السؤال المطروح؟

ثم أنظر إلى كم كانت النتائج مقنعة وكم كان الوصف دقيقاً؟

أي ارتباك بالنتائج يجعلني قلق.
أجزاء النقاش التي أركز عليها على الأغلب هي السياق وما إذا كان المؤلفون يضعون افتراضات تتجاوز البيانات الموجودة. هذا يحصل طوال الوقت وبدرجات متفاوتة، لذا أنا أريد بيانات حقيقية، ليس مجرد آراء وتخمينات مدعمة بالبيانات.

– مايكل كالاهام، طبيب وباحث في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو .

معظم المجلات لا تملك تعليمات خاصة، لذا أنا فقط اقرأ المجلة، أبدأ عادة بالملخص، وأراجع الأرقام، ثم أقرأ الورقة في نسق خطي، اقرأ النسخة الإلكترونية أثناء فتحي لملف آخر، أكتب فيه الملاحظات لما أسميه ” عناصر مهمة” و “عناصر ثانوية”، هنالك بعض الجوانب التي أتأكد من معالجتها، مع أني أغطي أجزاء كبيرة إلا أنني بداية أفكر في الكيفية التي يكون السؤال – المطروح في الدراسة – الموجه يتناسب مع حدود معرفتنا. ثم أتأمل في جودة وحسن ترابط العمل مع السؤال المطروح في الورقة.
(في مجال عملي، يتعرض المؤلفون إلى ضغوطات حتى يتمكنوا من بيع أعمالهم بشكل واسع، وإنه لمن الواجب كمراجع أن أعالج صلاحية هكذا ادعاءات) وأخيراً، أتأكد من أن تصميم الوسائل والتحاليل متناسبة.

– مكلاين

أولاً، أقرأ نسخة مطبوعة حتى أحصل على انطباع شامل. ما هو الموضوع الرئيسي الذي تعالجه الورقة؟

كيف نظمت؟

كما أني أولي انتباها إلى الرسوم البيانية والصور التوضيحية، وما إذا كانت صممت بشكل جيد ومنظمة، وعند التعمق في الورقة، أحاول بداية أن أتحقق إذا كانت جميع الأوراق المهمة مستندة إلى مراجع، لأن هذه النقطة تترابط عادة مع جودة الورقة نفسها.

وبعد ذلك، ادرس المقدمة لأتحقق ما إذا وضع المؤلفون ملخصهم عن المحتوى الكامل فيه، ثم أدقق من أن جميع التجارب والبيانات منطقية، وأولي انتباهاً خاصاً من أن المؤلفين صمموا ونفذوا التجارب بأنفسهم وما إذا حللوا وفسروا النتائج وفق منهج شامل، كما أنه من المهم أن يرشدك المؤلفون خلال رحلتك وأنت تقرأ الورقة ويفسروا كل جدول، وكل رسم توضيحي، وكل رسم بياني.

وكلما قطعت شوطاً أكبر، أستخدم أقلاماً لتمييز النقاط المهمة، لذا يصبح النص مليئا بالألوان بعد انتهائي منه، بالإضافة إلى أني أسجل ملاحظاتي على أوراق إضافية.

ميلاني كيم مولر، مرشح دكتوراه في الكيمياء العضوية في جامعة كايزرسلاوترن في ألمانيا.

أتآلف مع النص في البداية وأقرأ مقتطفات منه حتى أتأكد من ترابطه مع المجال العلمي الذي يصبو إليه.

ثم أفحص كل بابٍ على حدا، مراقباً إذا كان هنالك أية حلقات مفقودة في القصة، وما إذا كانت نقاط معينة بعيدة عن السياق، كمان أنني أبحث عن التناقضات في تصوير الحقائق، وأنظر إذا كانت نفس المواصفات التقنية لموضوع الدراسة والمقتنيات موصوفة في النص، وأضع في عين الاعتبار كفاية حجم العينة وجودتها في الصور التوضيحية، وأقيم ما إذا كانت النتائج والاكتشافات في النص الرئيسي مزودة بجدارة وموضحة في القسم التكميلي وما إذا كان المؤلفون قد خضعوا لتوجيهات المجلة.

-شايتانيا جيري، زميل ما بعد الدكتوراة في معهد (Earth-Life Science) في طوكيو.

أطبع الورقة، فأنا أجد من السهل كتابة التعليقات على الأوراق المطبوعة بدلاً من الإلكترونية منها، في بادئ الأمر أقرأ النص بكل تروي، محاولاً أن أفهم طرح المؤلف وأن أتنبأ بما قد تكون الخطوة التالية التي سوف يأخذها، وفي المرحلة الأولى، أحاول أن أكون متفهماً قدر المستطاع، لا أملك نموذجاً أتبعه، لكن هنالك عدد من الأسئلة التي استخدمها بالعادة، هل النقاش النظري يبدوا منطقياً بالنسبة لي؟

هل يساهم في إنماء معرفتنا أو هل هو مجرد نبيذ معتق في زجاجة؟ هل هنالك زوايا تغاضى عنها المؤلفون؟ هذا الأمر يتطلب بالعادة قراءة مطلعة وأخذ خلفية حول الموضوع الذي يتحدث عنه النص.

ثم أخوض في الأساليب والنتائج. هل الأساليب مناسبة للتحقق من السؤال الرئيسي الذي يسعى البحث للإجابة عنه واختبار الفرضيات؟ هل كان من الإمكان وجود طريقة أفضل لاختبار الفرضيات وتحليل النتائج؟ هل التحاليل الإحصائية سليمة ومبررة؟ هل يمكن الحصول على نفس النتائج باستخدام نفس الأساليب المتبعة؟، حتى أنني اختار أرقاماً وأتحقق من صحتها أو أنها إحصائياً معقولة. كما أنني أنظر بحذر إلى تفسيرات النتائج وإذا ما كانت الاستنتاجات التي يرسمها المؤلف معللة ومترابطة، وإذا كانت هنالك أي جوانب من النص لم أكن أدركها، وأحاول أن أقرأ عن هذه المواضيع أو أستشير فيها زملائي.

-سلينكو

أمضي وقتاً معقولاً وأنا أتابع الرسومات البيانية والأرقام.

مع مراعاة الجودة الإجمالية للورقة، أحياناً تثير بعض الأرقام في نفسي أسئلة عن الطرق المتبعة لجمع وتحليل البيانات، أو إذا ما فشلت في دعم الاكتشافات المبلغ عنها في الورقة أو تثبت نقاطاً أكثر، كما أني أرغب في معرفة ما إذا كانت استنتاجات المؤلف مدعمة بشكل كافي بالنتائج، أما الاستنتاجات المبالغ فيها أو ليست متناسقة مع النتائج فهي تؤثر بشكل كبير على مراجعتي وتوصياتي.

-دانا بوتمان ريش، بروفسورة في علم الأعصاب وطب الأذن والحنجرة في جامعة جونز هوبكنز الطبية في بالتيمور، ماريلاند.

بشكل عام، أنا أقرأ الورقة على الحاسوب وأبدأ مع الملخص حتى أحصل على انطباع أولي، ثم أقرأ الورقة كاملة، من البداية حتى النهاية، مسجلا ملاحظاتي أثناء القراءة، بالنسبة لي، أول سؤال يتبادر إلى ذهني هو: هل البحث سليم من الأخطاء؟

وثانياً، كيف يمكن جعله أفضل مما هو عليه؟

أنا أنظر في الأساس إذا كانت قضية البحث شيقة وجيدة نسبياً، وإذا كانت البيانات صحيحة أو إذا كانت التحاليل خالية من الأخطاء التقنية، وأكثر ما في الأمر أهمية بالنسبة لي، هو إذا كانت نتائج البحث تدعم الفرض الموجود في الورقة.

-والش

الجوانب الرئيسية التي أهتم بها، هي كمية الإبداع الموجودة في المقال وأثرها على مجال دراستها، دائماً ما أسأل نفسي ما الذي يجعل الورقة وثيقة الصلة بالموضوع وما هي المساهمة أو مدى التقدم الممثل في هذا الطرح، ثم أتبع روتينا يساعدني على تقييم هذه الجوانب، أولاً، أبحث عن منشورات المؤلفين في مجلة (PubMed) لأطلع على خبرتهم في المجال، كما أولي اعتباري إلى وجود مقدمة جيدة ووصف جيد لهذا العمل، فهذه النقطة تظهر بشكل مباشر ما إذا كان المؤلف بمتلك معرفة جيدة بمجاله، ثانياً، أهتم بالنتائج وإذا ما قورنت بدراسات مشابهة، ثالثاً، أدرس الورقة من وجهة نظري وأركز فيها من حيث النتائج أو من حيث المنهج المتبع وإذا ما امتلكت تطبيقات أوسع أو صلة أكبر لأن رأيي في هذه الورقة مهم، أخيراً، أقيم سلامة المنهجية وتناسبها مع الطرح، وإذا قدم المؤلفون أداة أو برنامجا جديدا سوف اختبره بالتفصيل.

-فاطمة الشحرور، رئيسة وحدة المعلومات الحيوية في برنامج البحث الطبي في مركز أبحاث السرطان الاسباني الوطني في مدريد.

بالاستعانة بنسخة من النص دونت عليها أسئلتي، أكتب ملخصاً مختصراً عن الموضوع الذي تتحدث عنه الورقة وكيف أشعر حيال سلامتها، ثم أتدارس النقاط المحددة التي سجلتها في ملخصي بشكل أكثر تفصيلاً، وبنفس الترتيب الموجود في الورقة، وأسجل رقم الفقرة والصفحة، وأسجل أخيراً قائمة بملاحظات أقل أهمية، والتي أحاول أن أقلل منها قدر المستطاع، ثم أرجع إلى أول مسودة أعددتها، أقرأ فيها ما عليها من نصوص للمرة الثانية حتى أتأكد من أني لم أترك أي شيء مهم، إذا شعرت بوجود محتوى مهم في الورقة ولكن يحتاج إلى الكثير من العمل، فإني أكتب مراجعة طويلة ومحددة موضحاً فيها ما يحتاج المؤلف إلى فعله، أما إذا كانت الورقة ذات صعوبات ومفاهيم مشوشة، فإنني أقترح تصليحات لكل خطأ.

لا أصدر أحكاماً مسبقة على الورقة، فلا يوجد عمل غبي أو شخص غير كفؤ، بأية حال، كمؤلف قد تكون بياناتك ناقصة، أو أنك تغاضيت عن تناقضات كبيرة في نتائجك، أو حتى أنك ارتكبت أخطاء فادحة في دراستك التصميمية، وهذه الأمور عادة ما أبحث عن طريقة لإصلاحها إذا وجدت طريقة عملية لذلك، آملاً أن يكون ما قدمته جيدا لجعل الورقة أفضل متفادي الإحراج، فوق كل شيء، أرغب بأن أكتب تقييماً عادلاً وموضعياً للدراسة، بشكل كافي ليقنع كلا من المحرر والمؤلف بأني أعرف عن ماذا أتحدث، كما أني أحاول أن أستشهد بأي سبب حقيقي أحدده أو دليل مهم لأي نقد أساسي أوجهه أو اقتراحات. وبعد كل هذا، وحتى لو كنت خبيراً، فكل مرة تراجع ورقتك يجب على المحرر أن يقرر مدى ثقته بأعمالك.

-كالاهام

أستخدم ملاحظاتي التي دونتها في ملف ال (PDF) حتى أبدأ مراجعتي بها، لن أنسى بهذه الطريقة أن أذكر الأشياء التي خطرت ببالي أثناء قراءة الورقة، مالم تتطلب المجلة الالتزام ببنية مراجعة معينة، فإني عادة ما أبدأ مراجعتي ببيان عام لفهمي للورقة وما تتكلم عنه، متبوعاً بفقرة تعرض تقييماً شاملاً، ثم أكتب تعليقات مخصصة لكل قسم، مدوناً أسئلتي ومعبراً عن قلقي تجاه إحدى النقاط، بالاعتماد على كمية الوقت التي أمتلكها، فإني أحياناً أنهي مراجعتي بقسم من التعليقات الصغيرة، قد أسلط الضوء على سبيل المثال على أخطاء مطبعية أو نحوية، مع أني حقيقة لا أولي انتباهاً كبيراً لهذه الأشياء، لأنها مسؤولية المؤلفين والمحررين.

أحاول أن أكون استدلالياً قدر الإمكان، تمثل المراجعة للمحرر فائدة في المقام الأول، حتى تساعده على أن يتوصل إلى قرار نشر الورقة من عدمه، لكني أحاول أن أجعل مراجعاتي مفيدة للمؤلف أيضاً، أنا دائماً ما أكتب مراجعاتي أثناء تواصلي مع العلماء شخصياً، أحاول بصعوبة تجنب الملاحظات التي تذم العمل، فالمراجعة ما هي إلا عملية علمية بشكل كاف ولا تحتاج إلى مراجعين يجعلون منها أسوء من ذلك.
لأني صاحب المراجعة، أوقع عليها، أعتقد أنها تزيد من شفافية المراجعة، كما أنها تساعدني على ضبط جودة تقييمي لأني أجعل نفسي بتوقيعي مسائلاً أما هذه المراجعة.

-شامبرز

أرغب بأن أساعد المؤلف على تحسين نصه وأن أكون عوناً للمحرر في عملية اتخاذ القرار عن طريق تزويده بمراجعة موضوعية ومتوازنة لقوة النص ومواطن ضعفه وكيفية جعله أفضل مما هو عليه، بعد أن أنتهي من قراءة النص، أنتظر يوماً كاملاً حتى أجعل النص يغور داخلي، ثم أحاول تقرير ما هي المفاهيم ذات الأهمية الحقيقية، يساعدني هذا على الفصل بين القضايا الهامة والأقل أهمية بالإضافة إلى تقسيم الورقة إلى موضوعات مختلفة كل هذا أثناء القراءة، تبدأ مراجعتي بالعادة بملخص قصير وتسليط الضوء على مواطن القوة للنص قبل تدوين مواطن الضعف التي أعتقد بأهمية ذكرها، أحاول أن أربط أي نقد برقم الصفحة أو باقتباس من النص حتى أتأكد من أن نقاشي مفهوم، كما أنني أشير انتقائيا إلى أعمال الآخرين أو اختباراتهم الإحصائية حتى أثبت سبب اعتقادي بوجود طريقة مختلفة لحل ما.

أحاول أن أكون استدلالياً باقتراح وسائل لتحسين المفاهيم التي يصعب حلها إذا أمكن، كما أحاول أن أكون هادئاً وودوداً وفي نفس الوقت حيادياً وموضوعياً، هذا الشيء ليس دائما بهذه السهولة، خصوصاً إذا اكتشفت أن ما قد أراه في النص قد يشكل خطأ فادحا، بأية حال، أدرك أن كونك على الجانب الآخر من المراجعة – المؤلف – هو أمر مجهد، ونقد عمل تعلق به ذلك الشخص يمكن بسهولة استقباله كنقد غير عادل، لذا أحاول أن أكتب مراجعاتي بنبرة وشكل أفخر بوضع اسمي فيه، بالرغم من أن المراجعات في مجال عملي عادة تكون ثنائية التعمية وغير موقعة.

-سيلينكو

أنا أصوب نظري نحو تزويد تفسير شامل لجودة الورقة بحيث تكون ذات فائدة لكل من المحرر والمؤلف، أعتقد أن العديد من المراجعين يتقربون من الورقة بفلسفة إيجاد الأخطاء، لكنني أذكر فقط الأخطاء إذا كانت مهمة، وأتأكد من أن المراجعة بناءة، وإذا أظهرت مشكلة أو أعربت عن قلق، فإني أثبتها بشكل لا يقبل الجدل، أعمل على أن أكون واقعياً وقريباً من القارئ، وأميز بوضوح بين الحقائق والآراء.

اعتدت أن أوقع على معظم مراجعاتي، لكنني توقفت عن فعل هذا، لأنه إن كان لك باع طويل في المراجعات، فإنه بمرور السنين، سوف ترى العديد من زملائك يستقبلون مراجعات تحمل اسمك عليها، حتى لو ركزت على كتابة مراجعات ذات جودة وكنت عادلاً ونموذجياً، فإنه لا بد أن تصادف بعض الزملاء الغير الراضين عن مراجعة ما، وإذا تعرفت على خطأ فادح في ورقة، فإن مؤلفي الورقة سوف يجدون من الصعب عدم التذمر، لقد تعرفت على العديد من العلماء الناشئين الذين تأذوا بسبب توقيعهم على مراجعاتهم ولاقوا الضرر في مستقبلهم المهني، لذا الآن، أنا أوقع على المراجعات في حالات نادرة عندما أضطر أن أطلب من المؤلف الاستشهاد بدراسات لي وهذه الحالة فقط عندما أعتقد أن أعمالي قد تعالج بعض الأخطاء الواقعية أو تصحح ادعاءات لم توجد من قبل.

-مكلاين

تبدأ مراجعتي بفقرة ملخصة للورقة، ثم أسجل نقاطاً محورية للملاحظات المهمة والملاحظات الأقل أهمية، قد تتضمن الملاحظات المهمة اقتراح قد يجعل استنتاجاً معيناً للمؤلف في غاية الأهمية أو قد ينفي صحته، ولكن أحاول أن لا أوصي بتجارب صعبة للغاية قد تكون خارج نطاق الورقة أو تأخذ فترة طويلة، الملاحظات الأقل أهمية قد تتضمن نقد وجود عناوين مضللة لا تمد بصلة لشكل ما أو صورة توضيحية في النص أو حتى خطأ املائي قد يؤدي إلى تغيير جذري في مفهوم معين، فوق كل هذا، أحاول أن أسجل ملاحظات تساهم في جعل الورقة أكثر قوة، أوجه ملاحظاتي بشكل رسمي وعلمي ومن منظور الشخص الثالث، فأنا أنقد العمل وليس المؤلف، إذا كان هناك خلل واضح أو إعراب عن قلق، أحاول أن أكون صادقاً وأدعم بالأدلة.

-سارة وونج، مرشحة الدكتورة في البيولوجيا الخليوية والجزيئية في جامعة ميشتشجان، آن آربور.

أبدأ بوضع قائمة من النقاط مسجلاً فيها مواطن الضعف والقوة للورقة ثم أملئ المراجعة بالتفاصيل، بالعادة أفضل الاتكال على النسخة الإلكترونية، عندما أنصح بالتنقيحات، أحاول أن أعطي تغذية راجعة دقيقة وواضحة ليستدل المؤلفون بها، حتى لو كان النص مرفوضاً من النشر فإن معظم المؤلفين يستطيعون الاستفادة من هذه الاقتراحات، أحاول الالتزام بالحقائق، حتى تميل نبرتي في الكتابة إلى الحيادية، أسأل نفسي قبل تقديم المراجعة، هل أكون مرتاحا إذا عرف المؤلفون هويتي كمراجع؟ اجتياز اختبار “الهوية” يساعدني على ضمان مراجعة متوازنة وعادلة.

-بوتمان ريخ

تميل مراجعاتي إلى أخذ شكل ملخص عن القضية التي تعالجها الورقة، متبوعا بملخص عن ردود أفعالي وسلسلة من نقاط محددة رغبت بتسليط الضوء عليها، أحاول غالباً أن أميز الادعاءات التي لم أقتنع بها وأن أرشد المؤلف إلى طرق تقوي بها نقاط المؤلف (أو ربما تتعدى نطاق الورقة)، إذا وجدت أن الورقة في غاية التميز والاحترافية (حتى لو كنت سوف أرفضها) فإني أميل إلي أن أعطي مراجعة مفصلة لأني أريد أن أشجع المؤلف على تطوير الورقة (أو ربما، أن يكتب ورقة جديدة مع وجود النقاط التي اقترحتها له) طريقتي في المراجعة هي أن أكون مساعداً حتى لو لم يتفق المؤلف مع وصفي.

-والش

أحاول أن أكون محايداً، أنا قارئ فضولي يرغب بأن يفهم جميع التفاصيل، إذا كان هناك أجزاء أقف عندها، فسأقترح على المؤلف أن يرجع أجزاء معينة من الورقة ويجعلها أكثر صلابة ومفهومية، أرغب بإعطائهم مراجعة صريحة من نفس النوع الذي أرغب بالحصول عليه عندما أنشر ورقتي.

-مولر

أبدأ بتلخيص مختصر للنتائج والاستنتاجات كطريقة أعبر فيها عن فهمي للورقة وطرحها العام، أعلق دائماً على تكوين الورقة، موضحاً ما إذا كانت مكتوبة بشكل جيد، وتمتلك نحويات صحيحة، وتتبع بنية سليمة، ثم أقسم المراجعة إلى قسمين رئيسيين ، أجدول في أول قسم أكثر المفاهيم الراغب بنقدها والتي يجب أن يهتم المؤلفون بتحسينها لتطوير الجودة، ثم أجدول نقاطاُ أقل أهمية كالأخطاء الإملائية والصور البيانية، وعندما تقدم نقداً ما، يجدر بتعليقاتك أن تكون صادقة ولكن بنفس الوقت يجب أن يكون محترماً ومرفقاً باقتراحات لتحسين النص.

-الشحرور

متى، وكيف تتخذ قراراتك بشأن توصياتك؟

أقرر بعد طباعة مراجعتي، أتوقف عادة بعد المراجعة يوماً ثم أعيد قراءتها للتأكد من توازنها وحيادها قبل تقرير أي شيء.

-بوتمان رايخ

لا أقرر بالعادة توصياتي إلى أن أقرأ الورقة كاملة، لكن بالنسبة للأوراق ذات الجودة السيئة فإنه ليس بالضرورة دائماً أن أقرأ كل شيء.

-شامبرز

أوصي بالعادة إما بالقبول، أو المراجعة، أو الرفض، والكلمة الأخيرة للمحرر، أما عملي كمراجع هو تزويد تقرير مفصل ودقيق عن الروقة لتدعم قرارات المحرر.

-مكلاين

يأتي القرار في ذهني أثناء قراءة الورقة وتسجيل الملاحظات، إذا كان هنالك أخطاء فادحة أو أجزاء مفقودة، فإني لا أوصي بنشر الورقة، أذكر عادة جميع الأشياء التي دونتها، السيء منها والجيد، لذا لا يؤثر قراري على طول ومحتوى المراجعة.

-مولر

من خلال مجال خبرتي، فإن معظم الأوراق توضع أمام عدد من المراجعات قبل أن يوصى بنشرها، وبشكل عام، إذا استطعت أن أرى الأصالة والسرد السليم في النص وأن الدراسة تمت بطرق سليمة، فأنا أعطي توصيتي بأن تراجع ثم تنشر، كما أركز على الحاجة إلى استراتيجية تحليلية، كتطويرها على سبيل المثال، بأية حال، إذا كانت الميكانيكية المختبرة لا تضفي معرفة جديدة، أو أن المنهج والدراسة التصميمية ليسا ذو جودة كافية، إذن في هذه الحالة تنخفض آمالي بشأن الورقة، لا يرتبط طول ومحتوى المراجعة بشكل عام مع قراراتي، أكتب عادة مراجعات طويلة في أولى مراحل المراجعة، ثم تصبح مراجعتي أقصر شيئاً فشيئاً وتزداد جودتها تدريجياً.

-سيلينكو

النشر ليس قراراً ثنائياً، وحقيقة أن ما نسبته 5% من قارئي المجلات يهتمون بقراءة الورقة لا يمكن استخدامه معياراً للرفض، لكن قد تكون ورقة مؤثرة سوف تحدث أثراً في ذلك المجال ولن ندرك هذا إلا بعد مرور عدة سنوات، فالعديد من الإنجازات العلمية لم تدرك إلى بعد مرور سنين، لذا لا أستطيع أن أقيم الورقة إلى اعتماداً على أولوية النشر التي يجب أن تحصل الورقة عليها في ذلك اليوم.

-كالاهام

إذا كان البحث المقدم يحوي أخطاء فادحة، فإني أميل إلى التوصية بالرفض، مالم يكن التقصير قابلاً للإصلاح بمقدار معقول من التعديل، كما أضع في عين الاعتبار أنه إذا لم يستطع المؤلف تفسير وجهة نظره بإقناع في دراسته أو اكتشافاته للقارئ المطلع فإن الورقة لم ترقَ بعد إلى النشر في المجلة.

-والش

تتناسب توصياتي عكسياً مع طول المراجعة، القصيرة منها تعادل توصيات أقوى وهكذا.

-جيري

كم من الوقت تستغرق المراجعة؟

يتفاوت الوقت بشكل واسع، من دقائق قليلة إذا كان هناك مشكلة واضحة مع الورقة إلى نصف يوم إذا كانت الورقة مثيرة للإعجاب لكنها تحتوي مفاهيم غير مألوفة بالنسبة لي، أجد أحياناً صعوبات عندما أواجه ورقة تحتمل النشر ولا أستطيع تقييمها ومراجعتها في نصف يوم، وعند ذلك أعيد الورقة إلى المجلة مع إيضاح السبب واقتراح خبير قد يستطيع إلقاء نظرة أفضل على البحث.

-نيكولا سباليدن، بروفيسور نظرية المواد في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ.

تأخذ المراجعة بالعادة عدة ساعات، وأمضي معظم الوقت في قراءة الورقة عن كثب وأخذ الملاحظات، بمجرد امتلاكي لهذه الملاحظات، فإن كتابة المراجعة تأخذ مني أقل من ساعة.

-والش

قد استغرق وقتاً طويلاً في كتابة مراجعة جيدة، أحياناً يوم عمل كامل وأحياناً أخرى أكثر من هذا، هذا لأن القراءة المتروية والفهم العميق يأخذان وقتاً طويلاً، كما ألاحظ أحياناً وجود خطب ما لكن لا أستطيع وضع يدي عليه إلا عندما أستوعب النص بالكامل.

-سيلينكو

عدة ساعات، أحب أن اراجعها على جلستين، حتى لو كنت متأكداً من استنتاجاتي، وانتظار يوم إضافي دائماً ما يطور المراجعة.

عادة، المراجعة تأخذ مني يوما واحدا إلى يومين، بما فيها قراءة المعلومات الملحقة.

-مولر

أقوم بالمراجعة معظم الأوقات في جلسة واحدة، أي مراجعة تأخذ مني من ساعة إلى خمس ساعات اعتماداً على طول الورقة.

-شامبرز

أرى من خلال خبرتي أن الموعد النهائي لتسليم المراجعة يتراوح عادة بين ثلاثة أيام عمل إلى أربعة أسابيع، أقسم وقتي في المراجعة بداية إلى 20% منه لاستعراض الورقة وأخذ انطباع كلي، و40% للقراءة مرة أخرى التي تتضمن كتابتي للاقتراحات والتعليقات، و30% للقراءة للمرة الثالثة التي أتأكد فيها من تماشي المؤلفين مع الخطوط العريضة للمجلة والاستخدام المناسب لمنهجية المصطلحات، و10% للتأكد من مراجعتي في مدة زمنية أكثر من يوم.

-جيري

ما النصائح التي تريد توجيهها إلى المبتدئين في عملية مراجعة الأقران؟

العديد من المراجعين ليسوا لبقين بشكل كاف، لا بأس أن تتحدث الورقة عن شيء تختلف معه، لسوف أقول أحياناً: “أنا لا أتفق مع المؤلف فيما يخص التفسير، لكن طرحه العلمي سليم واستخدامه مناسب في المجلة”، إذا كان لديك أية أسئلة خلال عملية المراجعة، لا تتردد بأن تتواصل مع المحرر الذي سألك أن تراجع له الورقة. وإذا لم تقبل دعوة إلى المراجعة، أوصي بأشخاص غيرك للمراجعة، خصوصاً إذا كانوا من طلاب الدكتوراه وما بعدها، لا أرجح بحسب خبرتي، أنهم سيكتبون مراجعة رديئة، وهم أقرب إلى قبول المراجعة من غيرهم، لأن كبار العلماء مغمورين بطلبات المراجعة، كما أن فرصة مراجعة للعلماء الناشئين تدعم مسيرتهم العلمية.

-مكلاين

قد تساعد عملية المراجعة على تكوين رأيك العلمي الخاص وتطوير مهارات التفكير النقدي لديك، كما تزودك بنظرة على آخر التقدمات في ذلك المجال العلمي وسوف تستعين بما راجعته عندما تكتب مقالاتك الخاصة بك، لذا فبالرغم من أن مراجعة الأقران تأخذ منا جهداً، إلى أنه في النهاية تستحق هذا الجهد، ولا تنسى أن المجلة وجهت إليك دعوة المراجعة بناء على خبرتك العلمية، لكن سوف يكون هنالك أشياء كثيرة لا تعرفها، لذلك لا تتردد في السؤال عن بعض التوضيحات، فقد تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح.

-الشحرور

تذكر أن المراجعة لا تقترن بإعجابك بالورقة، لكن تتعلق بسلامة البحث ومدى إضافة أشياء جديدة، كما يوجد خطأ شائع آخر هو كتابة مراجعة بدون تركيز تنقص التفاصيل، عوضاً عن ذلك سلط الضوء على القضايا ذات الأهمية، ولخص القضايا الرئيسية، أنا عن نفسي أحاول تشجيع العلماء الآخرين ليأخذوا فرصهم في المراجعات كلما أمكن، المراجعة هي مهارة رائعة للاكتساب وشيء ممتع، بها يستطيع الشخص تجديد الأبحاث وأن يتدرب على المراجعة للمؤلفين، كما اعتقد أنه من واجبنا كباحثين أن نكتب مراجعات جيدة، فوق كل شيء، فنحن جميعاً على نفس السفينة، وسلامة عملية مراجعة الأقران تعتمد على جودة المراجعة التي نكتبها.

-سلينكو

كعالم مبتدئ، قد أشعر بنوع من الغرابة أو المشقة عندما أنقد أعمال كاملة تعود إلى شخص ما، لذا تظاهر فقط بأنه بحثك الخاص واكتشف ما التجارب التي قد تنفذها أو كيف سوف تفسر البيانات التي حصلت عليها.

-ونج

ضع في اعتبارك أن أكثر الفخاخ التي يقع فيها المراجع خطورة هي فشله في اكتشاف تحيزه، بالنسبة لي، فإنه من التحيز عندما تحكم على ورقة بناءً على كم هي رائدة أو مكللة بالنتائج، لا تملك هذه الأحكام أي مكان في تقييم الجودة العلمية وتشجع على التحيز في النشر من قبل المجلات وتنشئ عادة سيئة لدى المؤلفين في نشر أبحاث ذات نتائج جذابة ومنتقاة، كما أني لا أنصح الباحثين الناشئين أن يكتبوا أسمائهم على مراجعاتهم، هذا بالرغم من أني اعتقد أن جميع الأساتذة المرموقين يجب عليهم أن يكتبوا أسمائهم، إلا أن هنالك الحقيقة القائلة بأن بعض المؤلفين قد يحملون ضغائن تجاه المراجعين، نحب أن ننظر إلى العلماء كباحثين موضوعيين عن الحقيقة، لكننا جميعاً بشر والمجال الأكاديمي قد يصبح حاداً و المؤلف القوي المتلقي للمراجعة النقدية من عالم ناشئ قد يكون في مركز يمكنه من إلحاق الأذى بالمسيرة المهنية لهذا العالم الناشئ.

-شامبرز

من الضروري الإبقاء على اللباقة والذوق، يجب على المراجع أن يراجع بعدل واستحقاق، وحتى لو أتت الورقة من مجموعة بحثية منافسة، في النهاية، يوجد مناسبات حيث تحصل على أوراق مثيرة جداً قد تغريك إلى أن تشاركها مع زملائك، لكن يجب عليك أن تقاوم هذه الرغبة والإبقاء على السرية.

-جيري

فكرة جيدة أن تفتح دعوات المراجعة حتى تستطيع رؤية كيف تبدو الأوراق غير المكتملة وتصبح متآلفاُ مع عملية المراجعة، ترسل العديد من المجلات قراراتها بنشر الورقة من عدمه إلى المراجعين، وقراءة هذه القرارات قد تعطيك تبصرا على الكيفية التي يعرض بها المراجعون الآخرون أوراقهم وكيف يقيم المحررون المراجعات التي يحصلون عليها وكيف يصنعون قراراتهم فيما يخص نشر الورقة من عدمه أو مراجعتها من اعتمادها.

-والش

في بداية مسيرتي المهنية، أضعت الكثير من الطاقة في شعوري بالذنب حيال مراجعاتي، وتراكمت طلبات المراجعة والتذكيرات بها من قبل المحررين في معدل أسرع مما أستطيع إكماله، حللت المشكلة من خلال أخذ قراري بأن أراجع مراجعة واحدة كل أسبوع، ومخصصاُ لها خانة في تقويمي، وأصبحت أرفض الطلبات بعد أن تمتلئ خاناتي الأسبوعية، أو بعد أن أعرض الخانة الفارغة على المحرر، أما الآن فإنني سعيد ولا أشعر بالذنب إلا في وقت متأخر من يوم الجمعة بينما لا أزال أملك وقتاً كافيا لإكمال مراجعة الأسبوع.

-سبالدين


ترجمة : قصي أبوشامة
تدقيق : بدر الفراك

المصدر