سرطان البروستات خيارات علاجية تختلف ب اختلاف المرضى


قدمت دراسة واسعة النطاق أجريت على مدى عشر سنوات رؤى جديدة لمعضلة العلاج لمرضى سرطان البروستات، حيث أن يتساءل العديد من الرجال الذين يتم تشخيصهم بسرطان البروستات: ماذا نفعل الآن؟

ويخلص البحث إلى أن لبعض الرجال معدلات وفاة من سرطان البروستات تقريبا ثابتة على مدى عدة سنوات بغض النظر عما إذا اختاروا أن يتم مراقبتهم أو ما يسمى بـ “الانتظار اليقظ” أو خضعوا للعلاج الإشعاعي أو أجروا استئصال للبروستات.

ولكن النتائج لا تثبت أن “الانتظار اليقظ” هو دائما الخيار الأفضل. حيث أن الرجال الذين كانوا بصحة جيدة إلى حد كبير واختاروا أن تتم مراقبتهم، كانوا مرتين أكثر احتمالا من الآخرين ليروا السرطان ينتشر في أجسادهم خلال فترة الدراسة التي استمرت 10 سنوات.

ويقول الدكتور انطوني دي أميكو (Anthony D’Amico)، أستاذ علاج الأورام بالإشعاع في كلية الطب بجامعة هارفارد أنه قام بكتابة تعليق مرافق للدراسة، التي نشرت في 14 سبتمبر في مجلة The New England Journal of Medicine (كلما ظننت أنك بصحة جيدة وأن أملك جيد بالحياة، كلما زادت نسبة الخطورة أثناء وجودك تحت المراقبة)

وأضاف: “إن الخبر السار هو أنه إذا كنت في صحة جيدة وتبحث عن العلاج، فمن غير المهم هل الإشعاع أم استئصال البروستات أقل شأنا من الآخر، يمكنك اتخاذ القرار الخاص بك على أساس الآثار الجانبية المحتملة وما إذا كنت على استعداد لقبول ذلك “.

ولإيجاد إجابة للسؤال: ما هو أفضل علاج للرجال المصابين بسرطان البروستات الذي لم ينتشر؟
قام الباحثون في جامعتي أوكسفورد وبريستول في إنجلترا باختيار، بشكل عشوائي، أكثر من 1600 مريض سرطان بروستات تتراوح أعمارهم بين 50-69 عاما للخضوع لواحد من ثلاثة علاجات: “الرصد النشط” (مع عين يقظة لاصطياد أي علامة على السرطان) أو الإشعاع أو استئصال البروستات.

وأجرى الباحثون دراسة على الرجال على مدى الـ 10 سنوات تقريبا.

تقول الباحثة الرئيسية للدراسة جيني دونوفان (Jenny Donovan)، أستاذة الطب الاجتماعي في جامعة بريستول: “وجدنا أن معدلات البقاء على قيد الحياة جيدة جدا مع كل العلاجات، أعلى مما كان متوقعا عندما خططنا للدراسة منذ 16 عاما”.
في الواقع وجد فريق البحث أن البقاء على قيد الحياة من سرطان البروستات وصل إلى نسبة 99 % بغض النظر عن الحالات بشكل فردي.

ومع ذلك، فإن انتشار السرطان حدث لدى 33 رجل من أصل 545 في المجموعة التي تمت مراقبتها مقارنة مع 13 من أصل 553 في المجموعة التي أجريت لها الجراحة و16 من أصل 545 في المجموعة التي عولجت شعاعيا.
وتوفي سبعة عشر رجلا نتيجة السرطان، ولكن واضعي الدراسة لم يجدوا أي اختلافات كبيرة في معدلات الوفيات بين المجموعات الثلاث.

وتضيف دونوفان: “يعرف المرضى والأطباء الآن من هذه الدراسة أن هناك حاجة إلى التسرع في اتخاذ قرار حول العلاج إذا كان المريض قد أصيب بأحد أنواع سرطان البروستات من نوع مماثل لتلك التي درست هنا”.

وتقول “هناك فرصة جيدة جدا للبقاء على قيد الحياة بنسبة 99 % لمدة 10 سنوات وهذا المعدل نفسه بالنسبة لجميع الفئات وهذا يعني أن هناك متسع من الوقت للنظر والتفكير مليا في مزايا وعيوب الاستراتيجيات العلاجية المختلفة.

ووفقا لـ دي اميكو خلال الفترة الزمنية التي أجريت بها الدراسة “فإن الرجال محل الدراسة، يجب أن يظلوا تحت المراقبة حتى وإن تم قبولهم في المستشفيات بسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية بحيث أن فرص الوفاة نتيجة سرطان البروستات لا تزيد خلال فترة تلقيهم للعلاجات “.

ومع ذلك، أشار دي اميكو، أن الوضع يختلف بالنسبة للرجال الذين هم بصحة جيدة والذين لم يسبق لهم الدخول إلى المستشفى خلال حياتهم كبالغين ولم يأخذوا أي دواء أو حتى دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول.

حيث أن هذه الفئة من المحتمل أن تعيش لأكثر من 10 سنوات، فينبغي عليهم أن يشرعوا في العلاج بدلا من المراقبة بسبب ارتفاع مخاطر انتشار السرطان لديهم.
وأشار دي اميكو قائلا “هناك علاقة تبادلية حرجة هنا”

من جهة أخرى فإن العلاج الإشعاعي واستئصال البروستات يأتي مع أعراض جانبية، وفقا لدراسة جديدة تتبعت المرضى خلال 6 سنوات.

وتقول الباحثة المشاركة في الدراسة أثينا لين (Athene Lane)، الباحثة في جامعة بريستول: “إن كلا العلاجين كان لها تأثير كبير على الوظيفة الجنسية، بينما تسببت الجراحة بحدوث سلس البول أكثر، في حين تسبب العلاج الإشعاعي بحدوث اضطرابات في الأمعاء”.

“وظهرت معظم آثار العلاج الإشعاعي خلال الأشهر الستة الأولى على الرغم من أن بعض مشاكل الأمعاء استمرت لفترة أطول من ذلك”، وأضافت: “كانت آثار الجراحة أسوأ في الستة أشهر الأولى، وعلى الرغم من أنه كان هناك بعض التعافي حيث واصل بعض الرجال الفترة الكاملة من المتابعة”.

وأضاف دي اميكو: ” ولكن إذا كان المريض لا يريد فعل أي شيء حيال انتشار السرطان، فإن المعاناة يمكن أن تكون كبيرة”.


المترجم: كمال سلامي
تدقيق: بدر الفراك
المصدر

Anthony D’Amico, M.D., Ph.D., professor, radiation oncology, Harvard Medical School, Boston; Jenny Donovan, Ph.D., professor, social medicine, and Athene Lane, Ph.D., reader, trials research, University of Bristol, England; Sept. 14, 2016, The New England Journal of Medicine.