الفحص السريري للثدي


فحص الثدي السريري هو فحص يشمل جسَّ الثدي وتفحصه بحثًا عن التغييرات التي قد تكون مثيرة للشبهة في مواصفات الثدي ومظهره، ومحتوياته، ويفضل إجراؤه بعد انتهاء الدورة الشهرية بأسبوع أو اثنين حيث يكون الثديان أكثر مرونة، وفي حال الإرضاع يفضل أن يتم هذا الفحص بعد الإرضاع وإفراغ الحليب قدر الإمكان لدى المرأة المرضع، ويجب التنويه هنا إلى أن الفحص يصل إلى الإبط والترقوة، ويشمل وضعيات مختلفة تكشف جوانب معينة من الثدي، كأن ترفع المرأة يدها فوق ووراء رأسها، أو أن تضعها على خصرها أو وركها، أو أن تضطجع على ظهرها.

سيقوم المختص بالبحث عن أماكن مؤلمة بشكل مميز، أو كتل مثيرة للشبهة، كأن تكون جديدة أو أكبر أو أكثر قسوة، وبشكل عام، مختلفة عن باقي الكتل التي تكون موجودة في الثدي في الحالة الطبيعية.

يمتد البحث من تحت الثدي بحوالي 2-3 سم وصولًا إلى عظم الترقوة والعقد اللمفية المحيطة به، والرقبة ومنطقة الإبط وعقدها الخاصة، ويشمل أيضًا الضغط برفق على حلمة الثدي للتأكد من عدم وجود إفرازات غير طبيعية، يمكنك الطلب من الطبيب أن يقوم بتعليمك كيفية إجراء هذا الفحص وحدك أو بمساعدة الشريك.

ما يتم البحث عنه هو كتلة متينة أو غليظة في الثدي أو تضخم أحد الثديين وترهله أو تدليه بشكل واضح غير طبيعي، أو تغير في اللون أو الملمس، بالإضافة إلى إفرازات دموية أو حليبية لا مبرر لها وفق ما يرى الطبيب من خبرته وتعامله مع المريض وتاريخه المرضي ووضعه الصحي، بينما لا بأس في اختلافات بسيطة في حجم الثديين في الأحوال الطبيعية، ووجود تكتلات تتغير مع الدورة الشهرية في كلا النهدين وفقًا للدورة الشهرية نفسها، لكن يبقى التقييم من اختصاص الطبيب، يمكن القيام بنسخة من هذا الفحص في المنزل.

الفحص الذاتي يكون في وضعين أساسيين: الاضطجاع والوقوف (يفضل هذا أثناء الاستحمام حيث يخدم الصابون كمزلق يساعدك في الجس)، حيث يكشف كل من هذين الوضعين جوانب مختلفة من الثديين، ويكون الجسُّ باستخدام الأصابع الثلاث الوسطى من اليد اليمنى على الثدي الأيسر، والعكس، ولا يكون الضغط باستخدام رؤوس الأصابع نفسها، حركي أصابعك سويًّا في دوائر صغيرة مع الضغط، هذا الضغط يجب أن يكون متغيرًا: كلما كان أكبر كلما طال منطقة أعمق.

لتسهيل عملية البحث، يمكن القيام بتقسيم كل ثدي إلى أربع أقسام حول حلمته، وتذكري، الفحص يبدأ من تحت الثدي وصولا إلى الترقوة، ومن العظم بين النهدين (عظم القص) وصولًا إلى منطقة الإبط، يفضل أن يعلمك هذه الطريقة طبيب مختص يستطيع التأكد من فهمك والإجابة على كل أسئلتك.

الآن، نود التنويه إلى أن الإهمال أو الفزع هو أسوأ ما يمكن أن يحدث في حال استخدام هذا الفحص، لا داعي للهلع، وبالمقابل لا مبرر للتلكؤ والتردد في زيارة الطبيب فهذا أمر في غاية الأهمية.

فحص آخر يستخدمه الطبيب يعرف بالماموغرام، تصوير الثدي بالأشعة، ويتم بشكلين: الفحص الدوري والتصوير الاستقصائي، ويستخدم الاستقصائي في حال الشك، ويضاف إلى هذا الفحص بالأمواج فوق الصوتية، ويستخدم هذا لتمييز محتويات الكتل التي يعثر عليها في الثدي، كالكيسات المائية، والتصوير الطبقي المحوري، ويتطلب هذا محلولًا ظليلًا يجعل الصورة أكثر وضوحًا.


إعداد: فارس المقداد
تدقيق: بشار غليوني
المصدر