تعجُّ المملكة الحيوانية بمخلوقاتٍ متنوعة، ذات ألوان عيون غريبة، البومة مثلًا ذاتِ القرونِ الكبيرة تتباهى بعيونٍ ذهبيةٍ فاتنة، في حين أن القطط ترى من خلال عيون خضراء أو صفراء أو حتى برتقالية، فلماذا لايظهر هذا التنوع اللوني الواسع في عيون البشر؟

«في الواقع، العيون الرائعة الملونة عند الحيوانات ليست الاختلاف الوحيد عن البشر» هذا ما قاله طبيب العيون الدكتور (مارك فورمر) (Mark Fromer) في مشفى لينوكس هيل في نيويورك.

«وعندما يتكلم الناس عن ألوان العيون لديهم يقصدون بذلك ألوان القزحية، وهي حلقة من العضلات -تعرف بالعضلة العاصرة- في العين، فإذا ما تضمنت الكثير من الميلانين أو الصبغات فسوف يكون لون العين بنيًا، وكلما انخفضت كمية الميلانين يظهر لون العين عسليًا، أخضر أو أزرق».

وأضاف: «والحيوانات ذات ألوان العيون الغريبة تفع في نفس السلسلة، فاللون البرتقالي هو بالواقع كهرماني اللون (عنبري) والذهبي هو من درجات البني، جميعها على نفس خط الدرجات اللوني المشترك بدءًا من البني إلى الكهرماني وصولًا إلى العسلي إلى الأخضر ومن ثم إلى الأزرق».

وقد اضاف فورمور أنَّهُ يوجد بعض الاستثناءات القليلة مثل ضفدع الشجر أحمر العينين، فالأحمر عادةً غير موجود في تدريج الألوان الخاص بالعيون، وإنه من الخطأ أن نعتقد أن الشخص الأمهق أحمر العينين كما هو شائع، في الواقع قزحيتهم لا تحتوي على أي صبغة لأن الجين المسؤول على إنتاج الميلانين غير فعال، ويظهر اللون الأحمر كنتيجة لوجود الأوعية الدموية التي تدعم القزحية.

وعندما تم سؤاله عن الإشاعة التي تدور حول الممثلة (إليزابيث تيلور) أن لها عيونًا بنفسجية أجاب أنه لم يسمع أو يرى قط عيونًا بنفسجية، ولكنَّ التفسير المحتمل أنَّه لدى الشخص بعضًا من الزرقة في عينيه وحمرة طاغية من الأوعية الدموية، وهذا أدَّى لظهور البنفسجي بما أنَّهُ مكوَّن من الأزرق والأحمر.

وعلاوة على ذلك، أضاف بأنه قد يظهر لون العينين متغيرًا عندما تتمدد العيون أو تتقلص، فعندما تتمدد العين -أي يصبح بؤبؤ العين واسعًا بحيث يمكن أن يدخل إليها المزيد من الضوء- تنضغط القزحية فتبدو أغمق بسبب حصر كمية الصباغ في مكان ضيق فيترَكَّز اللون؛ منتِجًا الحالة الأغمق.

في المقابل، عندما تكون العين منقبضة في يوم مشمس مشرق على سبيل المثال، يتقلص البؤبؤ ويكبر حجم القزحية، مما يؤدي إلى ظهور اللون الأفتح، لأن الصباغ ينتشر وتقل الكثافة اللونية.

ولكن بغض النظر عن تمدد أو توسع القزحية، فمن غير المحتمل بالمرة أن يكون لدى البشر ألوان عيون البومة أو القطط.

وفي النهاية يختم بقوله: «لكي نرى فارقًا لونيًا كبيرًا مشابهًا؛ يتطلب الأمر عوامل خارجية بدرجات لونية خارجة عن المألوف بالنسبة للبشر وهذا الأمر غير مرجح غالبًا».


  • ترجمة: زينة معلوف
  • تدقيق: هبة أبو ندى
  • تحرير: طارق الشعر
  • المصدر