قمر صناعي روسي يحتوي أبراص لدراسة تزاوجها في الفضاء خرج عن السيطرة

فقد علماء روس السيطرة على قمر صناعي يدور حول الأرض ويحتوي أبراص التي تمارس الجنس.

فالقمر الصناعيّ “Foton-M4” والذي أُطلق في 19 يوليو الحالي، مهمته الأساسية دراسة ومراقبة النشاطات الجنسية لعددٍ من الأنواع من بينها عددٌ من الحشرات والنباتات في ظروف إنعدام الجاذبية.

القمر الصناعي توقف عن الاستجابة لأوامر مركز القيادة ما يعني أنَّ قمرًا صناعيًا مليئًا بالأبراص (الوزغات الشبقة) يدور الآن على غير هدى حول الأرض بسرعة 17,000 ميل في الساعة.

لحسن الحظ لا تزال المعدات العلمية المخصصة للمهمة تعمل مما يعني أنّه يمكن للعلماء استكمال المهمة ومراقبة النشاط الجنسي للأبراص رغم تعطّل القمر الصناعي.

إذا لم تستَعدْ شركة الفضاء الروسيّة “Progress” السيطرة على القمر الصناعي فإن هذه الأبراص وهم أربع إناث و ذكرٌ واحدٌ سيموتون على الأغلب جوعًا قبل أن يسقط القمر الصناعي على الأرض أخيرًا.

تحديث: 29 يوليو 2014: تجربة الأبراص المتزاوجة في الفضاء آمنة -حتى الآن

خمسة من أبراص التجارب التي كان يخُشي أنها فُقدت في الفضاء “إتصلت” بوطنهم الأرض مؤكدين أن الحياة التكاثرية يمكن أن تستمر في الفضاء.

الأربعة إناث والذكر هم على متن قمر صناعي كجزء من تجربة للتحقيق في أمر النشاط الجنسي والتكاثر في جاذبية منخفضة تشغلها الوكالة الروسية الفضائية.

أطلقت الوكالة الروسية Roscosmos السحالي تلك على متن صاروخ طراز Foton-M4 يزن ستة أطنان في التاسع عشر من شهر يوليو.

لكن مصير رواد الفضاء الصغار أصبح مشكوك فيه حينما فقد قمرهم الصناعي الإتصال مع وحدة التحكم الأرضية لفترة وجيزة.

لحسن الحظ تمكن الفنيين من إسترجاع التحكم يوم السبت وأعلنت الوكالة الروسية أنها إتصلت بالقمر 17 مرة منذ ذاك الحين.

“الإتصال مثبّت والتعلميات المقررة تتم طبقاً للخطة” صرح بذلك رئيس الوكالة أوليج أوستابينكو Oleg Ostapenko.

يصحب هؤلاء الأبراص ذباب فاكهة من فصيلة Drosophila وبعض من الفِطْر وبذور نباتية وكائنات مجهرية أخرى محل الدراسة.

يوجد أيضاً نوع خاص من الأفران الفراغية (فرن عالي الضغط وذو نسبة تلوث طفيفة جداً) والذي يتم إستخدامه لتحليل ذوبان وتجمّد السبائك المعدنية في الجاذبية المنخفضة.

من المقرر للقمر Foton-M4 القيام بتجارب لمدة شهرين وبالإضافة لذلك “دراسة للنشاط التكاثري/الجنسي وأجسام الحيوانات البالغة والتطور الجنيني في الفضاء” طبقاً لموقع معهد الأزمات الطبية-حيوية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم.

من ضمن الأهداف المحددة للمهمة المدعوة Gecko-F4:

  • خلق الظروف الملائمة للنشاط الجنسي والجماع والتكاثر للأبراص المتواجدة في مدار الأرض
  • تصوير الأفعال الجنسية للأبراص ووضع البيوض المحتمل ورفع إحتمالية بقاء أي من البيوض
  • كشف أي تغيرات بنيوية وهضمية في الحيوانات وأي من البيوض والأجنة أيضاً

يخطط العلماء لإقامة تجارب إضافية على الرحلة Foton-M4 حين عودتها للأرض من المهمة التي إستمرت لمدة شهرين. هذا في حال لم ينقطع الإتصال بها مجدداً.

إن فقد الإتصال بوحدة التحكم الأرضية تماماً سيبقى القمر في مداره ذو ال357 ميلاً لمدة أربعة شهور ثم يعود إلى الغلاف الجوي بصورة خارجة عن السيطرة ليحترق.

يحاول المهندسون في الوكالة الروسية الآن التوصّل لسبب فقدان الإتصال مع إستمرار النظرية الرئيسية القائلة بأنه قد يكون السبب هو تعرض القمر للحطام الفضائي.

يقع قمر الأبراص في المدار الأرضي المنخفض والذي يمتد من إرتفاع 160 كيلومتر فوق السطح وحتى 2000 كيلومتر.

ونتيجة لذلك فتلك السحالى المغامرة تتشارك في المدار مع ما يقرب من 20,000 جسم فضائي متضمناً 500 قمر صناعي نشط ومحطة الفضاء الدولية ISS والتي تدور حول الأرض على إرتفاع ما يقرب من 400 كيلومتر.

تلك ليست المرة الأولى التي تدرس فيها وكالة الفضاء الروسية الجنس في ظروف إنعدام الجاذبية.

في عام 2007 قامت بإرسال طاقم من الأبراص، حيوانات السمندل، الحلزونات، الجرابيع المنغولية والصراصير إلى الفضاء ثم قامت بإرجاعهم للأرض بعد 12 يوماً.

تكاثرت الصراصير في الفضاء وأصبحت أحدى الإناث التي تدعى ناديزدا Nadezhda (التي تعنى “أمل” بالروسية) هي أول كائن حي ينجب صغاراً في الفضاء.

علّق على تلك التجربة وقتها الباحث الروسي ديميتري أتياكشين Dmitry Atyakshin قائلاً أن الصراصير تلك “تجري أسرع من الصراصير العادية وتمتلك نسب أعلى من النشاط والمرونة”.

جهزوا أنفسكم لأبراص خارقة في سبتمبر وهو موعد رجوع الرحلة إلى الأرض.

تحديث أخير: 2 سبتمبر 2014: أبراص التجربة الجنسية تموت في الفضاء

لقى الخمسة أبراص المهتاجين على متن “قمر الأبراص الجنسي الصناعي” مصرعهم طبقاً لروزكوزموس، وكالة الفضاء الفيدرالية الروسية.

بينما سبب الوفاة هو محل تخمين قال المسئولون “بكل ثقة قد ماتوا على الأقل بأسبوع قبل الهبوط لأن أجسادهم كانت محنطة جزئياً” طبقاً لوكالة أخبار ITAR-TASS.

يعتقد أنهم قد يكونوا قد ماتوا بسبب هبوط حاد في حرارة الجسم بعدما تعطل نظام تدفئة القمر الصناعي؛ مع ذلك من المحتمل أن قطع أخرى من المعدات قد تكون قد تعطلت وتسببت في النهاية في موتهم.

كانت الأبراص على متن القمر الصناعي Photon-M4 بصحبة كائنات أخرى عديدة من ضمنها ذباب الفاكهة وبيوض دود القز.

كان الباحثون يأملون في التحقق من آثار إنعدام الوزن على تطور العملية الإنجابية.

القمر الصناعي الذي يزن 6 أطنان كان يستخدم أيضاً للتحقق من نمو الكريستالات النصف موصلة في الجاذبية المنخفضة.

بالرغم من التعطلات التي أودت بحياة الأبراص في وقت غير منشود إلا أن ذبابات الفاكهة قد تمكنت من الصمود والتكاثر بنجاح على متن القمر الصناعي.