واضع حجر الزاوية لنظرية الكم: سيرة حياة اروين شرودنجر


اروين شرودنجر، عالم الفيزياء النظرية النمساوي والحاصل على جائزة نوبل ومؤلف المعادلة الموجية للجسيمات .. المعادلة التي هزت وغيرت وجه نظرية الكم في الفيزياء.

“المعنى الحقيقي لإزالة علوم ما وراء الطبيعة هو إخراج الروح من العلم والفن وتحويلهم إلى هياكل مجردة من الحياة “.

اروين شرودنجر

ملخص:
ولد اروين شرودنجر في مدينة فيينا في الثاني عشر من أغسطس من عام 1887، لينشأ ويصبح أحد أشهر علماء الفيزياء النظرية وصاحب المعادلة الموجية لحركة الإلكترون.
منح جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1933 بالمشاركة مع عالم الفيزياء البريطاني P.A.M. Dirac ، وأصبح فيما بعد مديرا للمعهد الإيرلندي للدارسات المتقدمة، ومؤلفا لكتابه “ماهي الحياة؟”
توفي في الرابع من يناير من عام 1961 في مسقط رأسه.
…………………………………
ولد أروين شرودنجر في الثاني عشر من أغسطس من عام 1887 في مدينة فيينا في النمسا، وكان الابن الوحيد لأحد علماء النبات وملاك المصانع، رودلف شرودنجر وزوجته وابنة معلمه في الكيمياء في كلية فيينا للتقنية، جورجين اميليا بريندا .

تلقى اروين تعليما منزليا تحت إشراف تعليمي خاص حتى بلغ الحادية عشر من عمره، ليلتحق بعدها بمعهد فيينا الاكاديمي ” Vienna’s Akademisches Gymnasium ” وليواصل بعدها تلقي العلم ملتحقا بجامعة فيينا حيث انكب على دراسة الفيزياء بعد تأثره بأحد الفيزيائيين المعاصرين له في الجامعة ويدعى فرتز هاسنورل، تخرج شرودنجر حاصلا على شهادة الدكتوراه في الفيزياء عام 1910.

بعد ذلك عمل كمساعد في الجامعة لعدة سنوات، ما لبث بعدها أن انضم إلى القوات المسلحة النمساوية المجرية في إيطاليا كضابط مدفعية إثر اندلاع الحرب العالمية الأولى .

عند عودته للحياة المدنية تزوج من آن ماري بيرتيل عام 1920، وتدرج في مناصب أكاديمية عدة في جامعات شتوتجارت وجينا وبريسلو قبل أن ينضم إلى جامعة زيوريخ في عام 1921.

معادلته الموجية:
كانت السنوات الست التي قضاها اروين كبروفيسور في جامعة زيورخ إحدى أهم مراحل حياته المهنية، انغمس خلالها في أبحاث متلاحقة عن الفيزياء النظرية، وفي أثناء مراجعاته لأطروحة الفيزيائي لويس دي بروجلي التي قام بها في عام 1924؛ والتي اقترح فيها نظريته للمكانيكا الموجية، تفتق ذهنه لفكرة تفسر حركة الإلكترون في النواة كحركة تموجية. في العام التالي كتب بحثا يحمل هذه الفكرة الثورية والتي عرفت فيما بعد باسم نظرية شرودنجر الموجية.

وبعد النظرية الذرية لنيل بوهر وأطروحة دي بروجلي، وضح شرودنجر حركة الإلكترون بالمفهوم الموجي معارضا لنظرية الحركة الوثبية للجسيمات حيث مدت نظريته تلك العلماء في عصره بتصور جديد تم قبوله فيما بعد، وظهر لاحقا في آلاف الأبحاث فيما بعد ليصبح حجر الزاوية في نظرية الكم.

قام شردودنجر بهذا الاكتشاف وهو في أواخر الثلاثينات من عمره
فوزه بجائزة نوبل:
ترك شرودنجر مقعده في جامعة زيورخ في عام 1927 لمنصب آخر مرموق في جامعة برلين، وليقابل هناك البرت انشتاين. مستمرا في منصبه حتى عام 1933، اختار حينها الرحيل بعد صعود الرايخ الثالث لادولف هتلر وما صاحب ذلك من اضطهاد وتنكيل لمواطني ألمانيا اليهود. ولم يمر وقت طويل على التحاقه بجامعة اكسفورد في انجلترا حتى علم بفوزه بجائزة نوبل في الفيزياء بالمشاركة لعام 1933.
في خطاب تكريمه صرح بان أستاذه هاسينبرل Hasenöhrl كان ليحصل على هذه الجائزة منه لولا وفاته خلال الحرب العالمية الأولى .

خلال السنوات الثلاث اللاحقة لشرودنجر في اكسفورد سافر وعمل في عدة دول، منها جامعة جراتز في النمسا وفي عام 1939 تمت دعوته من رئيس الوزراء الايرلندي ايمون دي فاليرا ليعمل في في معهد الدراسات المتقدمة في دبلن-ايرلندا، وليرأس كليتها للفيزياء النظرية، وظل فيها حتى منتصف عام 1950، عاد بعدها إلى فيينا ليستمر في حياته المهنية التي شغلها سابقا.

سنواته الاخيرة ومؤلفاته:
على صعيد مؤلفاته، حاول شرودنجر في كتابه المؤثر “ماهي الحياة؟” أن يربط بين الفيزياء الكمية وعلم الجينات .

كان أيضا ضليعا في الفلسفة وعلوم ما وراء الطبيعة كما تبين في كتابه “الطبيعة واليونان” 1954، حيث نظر إلى اعتقادات الأقدمين وتساؤلاتهم، وفي كتابه الأخير “نظرتي حول العالم” 1961 تأثر بإحدى الفلسفات الهندية Vedanta وليتعمق في مناقشة الاإمان بوحدة الضمير.

توفي شرودنجر في الرابع من يناير من عام 1961 في مدينة فيينا، وفي عام 1989 صدر كتاب عن حياته بعنوان “شرودنجر: الحياة والفكرة” للبروفيسور والتر.ج.مور.


إعداد :محمد صقر أسعد
تدقيق: مرام سالم
المصدر