يوجد العديد من القصص والخرافات التي يتداولها الناس بينهم على أساس أنها تحمل مبادئ وتفاسير علميّة رغم أنه قد تم دحض معظمها منذ وقت طويل!

هذه بعض الخرافات التي لربّما سمعتها هنا وهناك:

1- ذاكرة السّمكة الذّهبيّة هي ثلاث ثوان فقط!

من المدهش حقًا أنّ هذه الخرافة بقيت عالقة في أذهان العديدين ولفترة طويلة، رغم سهولة دحضها ببساطة.

فقد أثبتت التّجارب على هذا النّوع من الأسماك في ظروف تقليديّة (سلوك واستجابة) أن الأسماك تحصل على غذائها عادة بالتّعاون مع كائن آخر، وبعد عدّة تجارب مماثلة أصبح من الواضح أن الأسماك ترتبط مع بعضها البعض في مسألة الحصول على الغذاء، وهذا ما يبيّن أن ذاكرتهم تستمر لعدّة أيّام على الأقل.

2- ايفيرست هي أعلى قمة جبليّة في العالم:

حسناً، هذا ما يقال في الواقع، ولكن في حال أردت أن تكون دقيقًا في معلوماتك؛ فعليك أن تعلم أنّ ارتفاع جبل ما يأخذ بعين الاعتبار ارتفاع قمّته عن مستوى سطح البحر، لذلك فإنّ قمّة افرست (8848 متر) تعتبر أعلى قمّة جبليّة في العالم ولكن ليست الأطول مقارنة مع قمّة ماونا كيا في هاواي (10200 متر)، مع العلم أنّ ما يقارب ثلثيّ قمّة ماونا كيا تحت الماء.

3- البرق لا يمكن أن يضرب المكان نفسه مرّتين:

على مرّ السّنوات فإنّ هذه المقولة كانت تتّخذ منحىً رمزيًا معيّنًا، ولكن لا يزال هنالك من يعتقد بها بشكل حرفيّ.

في الواقع لا يوجد أي سبب يجعلنا نصدّق بذلك، فمن المعروف أنّ البرق يضرب الآن مكانًا ما في العالم بمعدل من 50 إلى 100 مرّة كلّ ثانية! -تختلف النّسبة من مصدر لآخر- ولكن هذا الرقم يتحوّل إلى 1.5 مليار مرّة في السّنة!

وهذا ما يعني أنّ احتمال أن لا يضرب البرق المنطقة نفسها مرّتين هو احتمال ضئيل للغاية، كما أنّ العديد من المباني العالية جدًا قادرة على جذب الصّواعق، كمبنى (The Empire State Building) في نيويورك، والذي يضربه البرق عشرات المرّات في كلّ عام.

4- النّاس في العصور الوسطى كانوا يعتقدون أن الأرض مسطّحة:

في الواقع، كان من المعروف بأنّ الأرض كرويّة الشّكل منذ العصور اليونانيّة القديمة (وربّما أكثر من ذلك حتى)، ولكن إن كنت تريد مزيدًا من الدّقة حيال الموضوع، فإن شكل الأرض في الواقع هو كروي مفلطح وأكثر تسطُّحًا عند القطبين منه عند خطّ الاستواء.

5- أسماك القرش لا تصاب بالسّرطان:

نحن بالفعل نقتل الملايين من أسماك القرش سنويًا فقط لمجرّد الحصول على زعانفها “لنُعدّ منها الحسّاء”، كما أنّه للأسف يتم اصطيادها لهدف آخر وهو الحصول على الغضاريف التي يعتقد البعض أّنها قادرة على علاج السّرطان، وهذا ليس صحيحًا أبدًا!

لم يخرج العلماء مسبقًا بمثل هكذا ادّعاء، ولكن عامّة النّاس يميلون للانغماس في الخيالات التي يعتقدون أنّه سيكون لها أثرًا إيجابيًا على المجتمع.

على كل حال فقد تمّ رصد العديد من الحالات لقروش مصابة بالأورام، لذلك فإنّه لا فائدة من المماطلة في هذه الفكرة أكثر من ذلك.

6- معظم حرارة الجسم تخرج عبر رأسك:

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الكثيرين يقتنعون بهذه الفكرة (بما أن الرّأس يحوي أقل كميّة من الشّحوم مقارنة مع مناطق أخرى من الجسم)، ولكنّك على كل حال ستخسر كميّة حرارة من رأسك تعادل نفس كميّة الحرارة التي ستخسرها من أي مكان آخر في جسمك بغضّ النّظر عمّا ترتديه حتّى، إلّا في حال كنت تفضّل التّنزّه في جوّ متجمّد ومثلِج فإنّ رأسك سيبقى عارٍ أكثر من مناطق الجسم الأخرى وهذا ما سيفسّر كونه سيكون باردًا أكثر من بقيّة أجزاء الجسم.

7- لون الدماء داخل جسمك أزرق:

يمكنك في أي وقت أن تنظر إلى العروق في جسمك والدّم يمرّ عبرها وستلاحظ لونها الأزرق بوضوح، هذا في الواقع يعود لفكرة قديمة تقول بأن الدّم غير المؤكسج يحمل اللّون الأزرق، وأنّه بمجرد خروجه من الجسم وتعرُّضّه للأكسجين سيتحوّل إلى اللّون الأحمر، هذا بالطّبع غير صحيح لأنّ الدّم البشريّ يحتوي على خضاب الدّم (وهو بروتين أحمر) بشكل دائم حتّى عندما لا يحمل الأكسجين، لذلك فإنّ لون الدّم داخل الجسم هو الأحمر الدّاكن، ولكنّ الأوردة تبدو باللّون الأزرق بسبب كيفيّة انعكاس الضّوء عنها.

8- يمكن مشاهدة سور الصّين العظيم من الفضاء:

هذه خرافة أخرى تدّعي بأنّ سور الصّين العظيم هو البناء الوحيد ذو التّصميم البشريّ الّذي يمكن رؤيته من الفضاء، وهذه حقيقة خاطئة بلا شك.

الأمر يعتمد على ما تقصده بكلمة (الفضاء)، فمن مدار منخفض حول الأرض يمكن رؤية سور الصّين بصعوبة مع أشياء أخرى بشريّة الصّنع، ولكن من مسافة أبعد -كالقمر مثلًا- فإن تميّيز القارّات نفسها سيكون صعبًا، فما بالك بسور الصّين!

9- الحرباء تغيّر لونها كنوعٍ من التّمويه:

الحرباء تبدو كحيوان جميل ومثير للاهتمام، ولكن فكرة أنّها تقوم بتغيير لونها كنوعٍ من التمويه هي خاطئة تمامًا.

هنالك العديد من الأسباب التي تستدعي الحرباء لتغيّر لونها وهذا يعتمد على نوعها، ومزاجها وحتّى قد تبيّن نيّتها على القيام بفعل ما، على سبيل المثال، إن كان الذكر يحاول التّقرب من الأنثى فإنه سيقوم بتغيير لونه، وإن كان في حالة غضب ومستعدًا للعراك فسيتغيّر لونه أيضًا تبعًا لحالته تلك، وبالمقابل تلعب عوامل أخرى خارجيّة كدرجه الحرارة دورًا في تغيّير لون الحرباء.

10- بلوتو هو كوكب:

منذ بضع سنوات فقد بلوتو تعريفه بأنّه كوكب، ولكن بقي العديد من النّاس الّذين لا يزالون يعتقدون بأنّ كواكب المجموعة الشمسية عددها 9، ولكن لماذا يعتبر بلوتو حاليًا كوكبًا قزمًا؟

إنّ خصائص بلوتو لا تتناسب مع باقي خصائص الكواكب الأخرى، فهو أصغر بكثير من بقيّة الكواكب المعروفة، كما أنّه ومع تطوّر التلسكوبات رصدنا كواكب مشابهة في الحجم لبلوتو، فهل علينا أن نعتبرها كواكب أيضًا؟

بعد اكتشاف العديد من الأجسام الأخرى، تم تخفيض رتبة بلوتو إلى كوكب قزم جنبًا إلى جنب مع كواكب أخرى مثل ايريس (Eris) وسيريس (Ceres) وهوميا (Haumea) وماكيماكي (Makemake)، ومن المؤكد أنّه يوجد العديد من الأمثلة الأخرى الكثيرة التي تحتاج إلى تأكيد أيضًا.


  • إعداد: علي شعبان.
  • تدقيق: دانه أبو فرحة.
  • تحرير: يمام اليوسف.
  • المصدر