هل سيأتي على الفيسبوك وقت يحوي فيه حسابات شخصية للموتى أكثر من الأحياء؟


لا يوجد حاليا العديد من الموتى على الفيسبوك، والسبب الرئيسي هو أن الفيسبوك ومستخدميه لا يزالون في مقتبل العمر، وبالرغم من أن مستخدميه بدأوا يتقدمون في السن إلا أن الموقع لا يزال يملك معدلا عال من صغار السن على حساب الكبار منهم.

الماضي:

بحسب معدل نمو الموقع، وتوزيع أعمار مستخدميه مع مرور الوقت، فإنه من المحتمل وجود من 10 إلى 20 مليون شخص امتلكوا حسابات شخصية يُعتبرون الآن في عداد الموتى، وتتوزع أعمار هؤلاء الأشخاص بالتساوي كباراً وصغاراً.

قد تستغرب من هذه الإحصائية لكن بالرغم من أن صغار السن يمتلكون معدلات وفاة أقل من الأشخاص الذين بلغوا الستينات والسبعينات، إلا أنهم يتساوون في معدلات الوفاة على الفيسبوك مع الكبار لأنه ببساطة يوجد عدد أكبر من الصغار الذين يستخدمون الفيسبوك.

المستقبل:

حوالي290 ألف شخص من مستخدمي الفيسبوك ماتوا في عام 2013 م، وكان إجمالي الوفيات في العالم وقتها عدة ملايين، وخلال سبع سنوات، سوف يتضاعف هذا المعدل، وخلال سبع سنوات أخرى سيتضاعف هذا المعدل مرة ثانية.

حتى لو أقفل الفيسبوك باب التسجيل غداً، فإن معدل الوفيات لكل سنة سوف يستمر في النمو خلال عدة عقود، بالنظر إلى أن الجيل الذي كان في الجامعة بين سنتي 2000 و2020 سوف يتقدمون بالعمر.

العامل الرئيسي الذي سيمنع تجاوز عدد الموتى عدد الأحياء هو إضافة الفيسبوك لمستخدمين جدد بسرعة كافية تتجاوز وتيرة الوفيات.

فيسبوك 2100:

هذا العنوان يحملنا إلى التساؤل حول مستقبل هذا الموقع، حيث أننا لا نملك الخبرة الكافية في مجال الشبكات الاجتماعية لنتنبأ بالتأكيد كم سيدوم الفيسبوك، فمعظم المواقع الإلكترونية يلمع نجمها ثم يخفت تدريجياً، لذا من المنطق افتراض أن الفيسبوك سوف يتبع هذا النمط، ووفقا لهذا السيناريو، سوف يبدأ بخسارة حصته من السوق في وقت لاحق ولن يستطيع الوقوف على ساقيه مرة أخرى، لذا يمكن الاستنتاج هنا أن توقعنا بأن يتجاوز عدد المستخدمين الأحياء عدد الأموات لن يتجاوز سنة 2065.

لكن ربما لن يأتي هذا الوقت، ربما سوف يلعب الفيسبوك في المستقبل دورا آخر كالعمل على حزمة بروتوكولات الانترنت – بنية تصميمية تقوم عليها شبكة الانترنت – حيث يصبح الفيسبوك جزءاً من البنية التحتية التي تبنى عليها أشياء أخرى، وفي هذه الحالة وحيث يدوم الفيسبوك لأجيال متعددة، فإن توقعنا سينتقل إلى منتصف القرن الثاني والعشرين.

مع أن هذا السيناريو لا يبدوا مرجحاً، ولا شيء يدوم للأبد، فالتغيير السريع هو المعيار الذي بنيت عليه تكنولوجيا الحاسوب، وكما أظهر لنا التاريخ، فإن العالم عرف مواقع إلكترونية كبيرة وتكنولوجيا بدت قبل عشر سنوات وكأنها ستدوم إلى لأبد.

مصير حساباتنا الشخصية:

يستطيع الفيسبوك الإبقاء على حساباتنا الشخصية وصفحاتنا بلا شك، فالمستخدمون الأحياء لديهم دائماً بيانات أكثر من الموتى، والحسابات التابعة للمستخدمين الفعالين هي الحسابات التي تحتاج أن تسجل الدخول بسهولة، حتى لو كانت حسابات الموتى (أو الغير فعالين) ستمثل النسبة العظمى من الحسابات فإنها لن تتطلب جزءاً كبيراً من ميزانية البنية التحتية للفيسبوك.

وستلعب قراراتنا دورا هاما لتحديد ما نريد فعله بهذه الصفحات؟ مالم نطالب الفيسبوك بحذفها، فإنها افتراضياً وعلى الأغلب ستُبقي على نسخ من كل شيء إلى الأبد. بمقدور أقارب الميت المباشرون تحويل الصفحة الشخصية لقريبهم إلى صفحة تذكارية، مع ذلك يوجد العديد من الأسئلة حول كلمات السر وسهولة الوصول إلى البيانات الشخصية التي لم نطور لها بعد أي قواعد اجتماعية، هل يجدر أن يصبح الوصول إلى هذه الحسابات أمرًا سهلاً؟

أم أنه من الواجب حجب بيانات الشخص المتوفى؟ هل يملك أقرب الأقرباء حق الولوج إلى البريد الإلكتروني؟ هل يجدر بنا السماح بالتعليقات على الصفحات التذكارية؟ كيف يمكننا التعامل مع محاولات القرصنة؟ هل يجب السماح للأشخاص بأن يتفاعلوا مع الحسابات الشخصية للموتى؟ ما هي قائمة الأصدقاء التي يمكن إظهارها؟

هي مجموعة من الأسئلة التي لا زلنا نبحث لها عن أجوبة، فالموت كان ولا يزال أمراً جللا بالنسبة إلينا، صعب ومشحون بالعواطف، ولكل مجتمع طريقة مختلفة في التعامل معه.

لا تتغير الأجزاء الرئيسية التي تصنع منا بشرا وتصنع حياتنا، فمنذ فجر التاريخ أكلنا وتعلمنا ووقعنا في الحب، حاربنا ومتنا، في كل مكان، في كل ثقافة، وبالرغم من تقدم التكنولوجيا لم نتوقف عن تطوير أسس سلوكية مختلفة تتمحور حول نفس أنشطتنا اليومية، ومثل أي مجموعة جاءت قبلنا، فإننا نتعلم كيف نلعب نفس هذه الألعاب على ملعبنا الخاص، إننا نتطور، أحياناً عبر فوضى من التجارب والأخطاء، وتشكيلات مختلفة من المبادئ الاجتماعية للتواعد، والجدال، والتعلم، والنمو، وعاجلاً أم آجلاً، سوف نكتشف كيف نفجع لموتانا عبر الانترنت.


ترجمة : قصي أبوشامة
تدقيق : بدر الفراك
المصدر